أطفال عين الصيرة

لقى ثلاثة أطفال وأمهم مصرعهم تحت أنقاض منزل قديم بمنطقة عين الصيرة بالقاهرة، الغريب أن المنزل إنهار بسبب طمع لصوص ، ظنوا-كما تقول تحريات المباحث-أن المنزل لا يسكنه أحد، وكان حطامه مطمعا لهم لسرقة الأخشاب الموجودة بالمنزل ، تفاجأ الجميع بأن داخل المنزل القديم أسرة مكونة من أم وأطفالها الثلاثة، الأرواح البريئة أزهقت بسبب السرقة والطمع والإهمال، وأيضا اللامبالاة وإنعدام النخوة والشهامة عند سكان الشارع والمنطقة ، وبالتأكيد تقاعس المسئولين بحى مصر القديمة.
هذه الأسرة الفقيرة التى تلتحف بمنزل آيل للسقوط تحت سمع وبصر أجهزة المحليات والجيران ، دفعت حياتها ثمنا لطمع لصوص سرقة حطام العقارات التى يتم إزالتها، والمنتشرة بمصر القديمة ، بعدما ظنوا أنه عقار خال من السكان فسرقوا منه «عروق الخشب» وانهار العقار وبداخله الأسرة المنكوبة. تحريات وتحقيقات المباحث تقول إن الأم وأطفالها الثلاثة يسكنون فى منزل بمنطقة عزبة المدابغ فى مصر القديمة، به حملة إزالة عشوائيات ، ونقل المواطنين منها إلى أماكن أخرى، أى أن أجهزة المحليات ، والتى تنفذ خطة الدولة الطموحة بإزالة المناطق العشوائية، ونقل سكانها إلى مناطق راقية ومساكن متحضرة ، نسيت أن هناك سكانا تحت أنقاض المنازل القديمة المقرر إزالتها ، وكان من نتيجة هذا الإهمال أن لقيت ربة منزل وأطفالها الثلاثة مصرعهم داخله،تم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت نيابة مصر القديمة للتحقيق.ليقفل المحضر على إتهام معنوى ، لدينا منه الكثير.
يجب ألا نغلق المحضر ، يجب أن نوجه الإتهام إلى كل مسئول بالحى أو الإسكان تقاعس عن متابعة المواطنين الذين مازالوا تحت الأنقاض بالمنازل القديمة، عندما تهدم منزلا لابد من الـتأكد، هل يسكنه أحد أم لا ، وعلى الشرطة أن تقبض على اللصوص المعلومين للسكان ، والحى ، لأنهم يتاجرون فى الأخشاب وحطام المنازل ومخلفاتها ، يجب أن يحاكم كل متسبب فى إزهاق أرواح بريئة.
الدولة تبنى وتعمر ، ولدينا موظفون يهدمون ويخربون لا فرق بينهم واللصوص الذين تسببوا فى انهيار المنزل القديم.
دعاء: رب إنى ﻇﻠﻤﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﺎﻏﻔﺮ ﻟﻲ، رب اﻧﺼﺮﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮم اﻟﻤﻔﺴﺪﻳﻦ.