يوميات الأخبار

مصطفى أمين يكشف السر!

محمد الشماع
محمد الشماع

المحتوى الإليكترونى فى الغرب فى أزمة الآن، الاقبال عليه ضعيف جداً بسبب سهولة نشر الشائعات والأخبار الكاذبة مع انتهاء الفترة الزمنية للدهشة من وسائل التواصل الاجتماعى.

أحدث الإحصائيات تؤكد أن بعض الصحف الورقية العالمية بدأت تزيد من توزيعها بشكل محدود ولم ينخفض التوزيع، فى نفس الوقت حققت نيويورك تايمز زيادة فى توزيعها بنسبة 2٪ كما حققت أعلى أرباح فى تاريخها بعد تطوير المحتوى الصحفى وحشدت كل إمكانياتها لتنشيط الإعلان والتوزيع ولأول مرة يزيد عائد التوزيع عن الاعلان بسبب بيع المحتوى الرقمى. والاحصائية وثيقة تؤكد على أن اصحافة الورقية لن تموت.
ومع أن المحتوى الإليكترونى فى الغرب فى أزمة لأن الإقبال عليه ضعيف جدا بسبب سهولة نشر الشائعات والأخبار الكاذبة، مع انتهاء الفترة الزمنية للدهشة من وسائل التواصل الاجتماعى، كل ذلك كان دافعاً للمطالبة بضرورة وجود مؤسسة لنشر المعلومات المؤكدة إليكترونيا مع بداية فلترة الجمهور لهذه المعلومات، وعلى ضرورة وجود بوابة يثقون فى أخبارها أو معلوماتها ايضا، إضافة الى أن وسائل التواصل الاجتماعى دورها فى الغرب اقل أهمية بكثير جدا  ومحصورة فى التواصل العائلى والصداقة!
لذلك علينا أن نفكر لماذا اخذت تلك الوسائل وظيفتها كمصدر للأخبار والمعلومات لنبحث عن الخطأ أو العيب الموجود فى وسائل الإعلام الجماهيرية، وهل يرجع ذلك الى عدم اهتمام الحكومة بالرد على شكاوى القراء وعدم توفير المعلومات التى تلبى احتياجات واهتمامات القاريء من الأخبار والمعرفة واكتفائها بالرد على الشائعات فى محاولة لنفيها؟!
احتفالية أخبار اليوم بالعيد الماسى لميلادها عملاقة واستمرارها وتفوقها يتساءل الكثيرون قراء ونقاداً ومفكرين عن سر هذا النجاح ويجيب عن هذا السؤال العملاق مصطفى أمين قائلا:
الحب هو الذى حقق النجاح الجماهيرى الواسع الذى حققته أخبار اليوم والاهتمام بالناس هو المعادلة الصعبة التي حققت لمدرسة أخبار اليوم النجاح المذهل الذي أثار تساؤلات النقاد وأساتذة الصحافة.. ويصف مصطفى أمين حبه للناس بأنه أجمل ما فى الدنيا هم الناس، متعتى الكبرى فى هذه الحياة أن أعرف الناس، أن أعرفهم من الخارج ومن الداخل،  أن أدرسهم وأحبهم، أحببت الكثيرين ولم أكره أحداً، كنت أعامل الناس الذين يكرهوننى كأنهم مرضى وأدعو لهم بالشفاء وكنت أعطى عذراً للطبيعة البشرية وأعذر الفاشل الذى يحقد على الناجح وأعذر الضعيف الذى يحقد على القوى وأجد مبرراً للفئران عندما عضت السباع،  وعرفت أقزاما كالعمالقة وعمالقة كالأقزام عاشرت الملوك والصعاليك وعرفت صعاليك لهم طباع الملوك وملوكاً لهم أخلاق الصعاليك.
شارع الصحافة
لا أتصور أن أشهر شارع فى قلب القاهرة يضم أكبر مؤسستين صحفيتين فى مصر والشرق الأوسط، يصل إلى هذه الدرجة من الفوضى والعشوائية واللا أمن والتلوث بكل أشكاله، ذلك ما اصبح عليه شارع الصحافة، وأصبح ينافس المناطق العشوائية الخطرة، أكبر موقف للميكروباص احتل مداخل ومخارج الشارع وعلى جانبيه طوابير الركاب بأعداد ضخمة تتدافع للفوز بمقعد بعد طول انتظار، مع ازدحام اتوبيسات نقل العاملين بالمؤسستين أخبار اليوم والأهرام، سيارات المترددين والمارين بالشارع، العشرات من التكاتك تجوس بين هذه السيارات والبشر، بمشاركة الدراجات النارية التى تخترق الجميع دون أى أعتبار.
المئات من الطلاب الذين ضاق بهم المعهد الصناعى فانتشروا أمام المعهد وعلى الأرصفة والمقاهى وفى وسط الشارع بالعشرات منذ الصباح وحتى المساء.. مئات الأسر التى تصطحب السيدات اللاتى أوشكن على الوضع يجلسون على الارصفة أمام وحول مستشفى الولادة ومحاولات اقتحام للمرافقين «للحوامل»لكى تضع مولودها داخل المستشفى قبل أن يخرج المولود للشارع!
أما المقاهى والمطاعم فقد احتلت كامل الأرصفة واصبح الطهو على المكشوف والأكل على الواقف لعدم وجود مكان للجلوس.. ناهيك عن باعة الملابس المستعملة التى أصبحت الأكثر شهرة وانتشارها بأعداد لاتحصى ويقصدها الجميع نساء ورجالا وأطفالاً ولم تترك شبرا إلا احتلته ووصل إيجار مكان الاستاند المتحرك خمسمائة جنيه يومياً!
ولأن الشارع يمثل أعلى نسبة كثافة مرورية فى القاهرة وأعلى نسبة تلوث فقد تم إقامة منفذ مواد غذائية كبير جدا محتلا الرصيف بالكامل وهو رغم ذلك بعيد عن المناطق السكنية!
كل هذه الفوضى والعشوائية بشارع الصحافة على امتداد 200 متر لتصل إلى ميناء القاهرة البرى الذى أقيم على مساحة تقدر بعدة آلاف من الامتار وشيد على أحدث النظم الهندسية ومجهز بكل الخدمات ويضم جراجا متعدد الطوابق ومطاعم وكافيتريات وخدمات لكنه شبه مهجور. وتحول سور الميناء إلى مزرعة للحمير حديثة الولادة وجراج لعربات الكارو والمكان يقصده اعداد من السياح الأجانب والمسافرين الى شرم الشيخ والغردقة!
الميناء تكلف مئات الملايين تعويضات نزع الملكية وانفق الملايين على اقامة الميناء الحضارى وإعادة الوجه الحضارى للميناء وإعادة الانضباط لشارع الصحافة لاتحتاج سوى نقل موقف الميكروباص من الشارع إلى الساحة الخالية بالميناء، ونقل باعة الملابس المستعملة للمنطقة الخالية والمحيطة بالميناء والمسافة بين الموقف الحالى والمكان المقترح لاتزيد 200 متر فقط من أول الشارع شبه المغلق إلى الميناء المهجور!
المكان يوفر الأمن والراحة والاحترام ونعيد تخطيط المرور بالشارع الذى كان يوما يحمل اجمل الذكريات لكبار الصحفيين والمفكرين والكتاب والزعماء والسياسيين المصريين والعرب والأجانب ونجوم الفن والرياضة عندما كانوا يقصدون «أخبار اليوم».
لست وحدك!
«لست وحدك» كتاب جديد للكاتب الكبير محمد عبدالمنعم صدرحديثا وهو استراحة إلى الروح وجلسة صداقة مع القارئ، وكما يحدث فى جلسات الأصدقاء يتنقل الحديث دون ترتيب ودون مسميات ويأخذ كل موضوع الحيز الذى يستحقه فى الجلسة، فهناك فى الكتاب الملحوظة السريعة التى تشبه الحكمة فى الحياة والمجتمع، وهناك الملاحظات حول عذاب الصمت والكتمان عندما نحمل سراً لاتستطيع البوح به أو مشكلة تثقل كاهلنا، وهناك تأملات حول العلاقة بين العمل والترفيه وأهمية وقت الراحة والإجازة ليس لصحتنا فقط وإنما لصالح العمل نفسه.
وهناك ملاحظات تنطلق من خبرة الكاتب فى السفر وفى القراءة والتعامل مع مختلف البشر، فهو يتأمل فكرة السوبرمان كما فكر فيها الفيلسوف الألمانى نيتشه والسوبرمان كما صورته أفلام هوليود هذه الفكرة التى تصور الإنسان خارق القدرات الذى لايقهر وماتتضمنه هذه الفكرة من أهداف سياسية وتخريب عقول المشاهدين وهى جريمة مستمرة تدر ارباحاً فلكية على صناع هذه السينما، بالإضافة إلى الهدف السياسى كدعاية لصالح الولايات المتحدة الامريكية.
وإلى جانب هذه الحكم والتأملات القصيرة يضم الكتاب بعض المقالات الطويلة حول أوضاع الشرق الاوسط ولمصائب العالم التى شهدتها المنطقة خلال القرن العشرين وكلها  تنبع من قيام دولة اسرائيل فوق الاراضى الفلسطينية، وإذا كان من الممكن الاختلاف على الاحداث التى جاءت بعد ذلك فلاشك أن نقطة البدء فى كل مشكلات الشرق الاوسط والمنطقة العربية انما تنبع من اللحظة المشئومة التى قامت فيها اسرائيل بمؤامرة من القوى الكبرى ضد الإرادة العربية وضد القوة العربية الأولى مصر، وقد تلقت مصر العديد من الضربات والمؤامرات لكسرشوكتها كما حدث فى العدوان الثلاثى بعد تأميم قناة السويس وعقابا لمصر على تبنيها للثورة الجزائرية.
يذكرنا الكاتب الكبير محمد عبدالمنعم بصفحات من التاريخ القريب يجب ألا ننساها حتى نستطيع أن نفهم المؤامرات التى تحدث اليوم والتى يجب ان نتنبه إلى أنها ستستمر مادامت القوى التى لديها اطماع لا تنتهى بالمنطقة وتعرف ان مصر هى حجر الزاوية فى المنظومة العربية ولهذا علينا الانتباه.
إنه كتاب جدير بالقراءة والتأمل سهل الأسلوب كما لو كان بالفعل جلسة مع صديق مقرب.
المهم أن يحدث
الانفجارات الإعلامية حولنا تأثيرها أكثر من الانفجارات التدميرية.. والإيماءات الإخبارية وترديد اخبار بعينها بلاسند أو تصريح يهدف إلى ترسيخ رؤية معينة.. المهم أن يحدث انفجار حتى يتواكب مع الطنطنة الاعلامية.
ثقتنا بلاحدود
لن نفقد الثقة أو حتى تهتز ثقتنا فى قواتنا المسلحة والشرطة والاجهزة الأمنية والرقابية التى تبذل كل غال ونفيس ولاتعرف طعماً للراحة. فلها تضحيات تصل إلى حد يفوق الألم والإرهاق، بل قد يصل الى الشهادة من اجل الوطن وحفظ أمنه واستقراره.. فليس ما يحدث هنا أو هناك نتيجة إهمال أو تقصير، ولكن لولا اليقظة والتفانى لهؤلاء الرجال لكان هناك شئ آخر.
معانى الكلمات
> مدونة السلوك الوظيفى.. محتاجة لتعديل هذا السلوك!
> لاتعمل جميلاً وتلقه فى البحر.. فقط أعطه لمن يستحق.
> التطرف فى المواقف والأحكام.. يفقد المصداقية.
> حوادث التاريخ لايحركها الغضب.. تحركها المصالح الحقيقية.
> اللى مش معانا يبقى ضدنا.. شعار يحتمل التأويل.
> إحلم لكى تحقق أحلامك. مثل أمريكى.