في يومهم العالمي| المعاقون مبدعون وأصحاب قدرات خاصة.. وخبراء: المجتمع مقصر  

في يومهم العالمي| المعاقون مبدعون وأصحاب قدرات خاصة.. والمجتمع مقصر  
في يومهم العالمي| المعاقون مبدعون وأصحاب قدرات خاصة.. والمجتمع مقصر  

يصادف يوم 3 ديسمبر من كل عام، اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، وهو يوم تم اختياره من قبل الأمم المتحدة منذ عام 1992 خصيصا لدعم الأشخاص ذوي الإعاقة. 

وتصل نسبة ذوي الإعاقة الخاصة في مصر وفقا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء إلى 10.67%، طبقا لتعداد 2017، وأكثر الإعاقات هي الإعاقات الحركية والتي تتخطى الـ 6% ثم السمعية والبصرية ثم الذهنية.

وفي أخر التقارير تبين أن عدد سكان العالم وصل إلى 7 مليار نسمة تقريبا، حسب تعداد عام 2011، وأعلنت منظمة الصحة العالمية في نفس العام أن 15٪؜ من سكان العالم لديهم نوع من الإعاقة أي ما يفوق مليار إنسان يعاني الإعاقة، مما يعني 1 من كل 7 أشخاص، كما أن هناك أكثر من 100 مليون طفل في العالم من ذوي الإعاقة ويعيش 70٪؜ منهم في الدول النامية.

ويحصل الأطفال ذوي الإعاقة على تعليم جيد خاصة في الدول النامية، ولكن الأشخاص ذوي الإعاقة أكثر عرضة للبطالة في كثير من دول العالم، وبالتالي عرضه للفقر، كما أن الأطفال ذوي الإعاقة أكثر عرضة لأعمال العنف أكثر 4 مرات من أقرانهم الأصحاء، والبالغون أكثر عرضة للعنف مرة ونصف من أقرانهم، والبالغون ذوو الحالات الصحية العقلية أكثر عرضة للعنف 4 مرات من أقرانهم، وأيضا لا يستطيع 50٪؜ من الأشخاص ذوي الإعاقة تحمل تكاليف الرعاية الصحية ولا يحصلون على الرعاية الصحية اللازمة في كثير من الدول النامية.

وهناك العديد من النماذج التي تفوقت على نفسها وعلى الظروف بكل شجاعة وجدارة،.

"بوابة أخبار اليوم" ترصد عدد من النماذج الناجحة من ذوي الهمم.

حسن علي دشة 39 عاما، استطاع الحصول على بكالوريوس التجارة والعمل بوظيفة محاسب بوزارة التنمية المحلية وهو من أبناء محلة أبو علي بالمحلة الكبرى، كما أنه لازال يبذل الكثير من وقته وجهده في سبيل تطوير نفسه علميا ومهنيا بالحرص على الحصول على الدورات ومتابعة كل جديد في مجال المحاسبة.

فاطمة عادل عبد الرحمن والتي تبلغ من العمر 26 عاما، واستطاعت الحصول على ليسانس الآداب رغم الإعاقة البصرية وهي الآن تستكمل مشوار الدراسات العليا بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة.

الكاتب والروائي إسلام الذي يعاني من العمي ولكن لديه قدرة تفوق المبصرين، فكان يشعر بانفعالات من يتحدث وذبذبات من حوله ومن يقترب منه، حصل على الماجستير والدكتوراه وتخرج بدرجة امتياز، ودائما ما يتحدث دوما عن الرضا بقضاء الله واعتزازه بنفسه .

"وليد" البالغ من العمر 30 عاما الذي كان يعاني من متلازمة داون "المنغولية" الذي نجح في إنقاذ فتاة من الاغتصاب بالرغم من حالته الصحية إلا أنه استطاع الدفاع عنها وهرب بها، وحينما سئل لماذا فعلت ذلك، قال: "لأنها كانت عندما تراني تحادثني وتبتسم في وجهي، فعندما رأيتها في هذا الوضع قررت الدفاع عنها لأنني أحبها وأحب من يعاملني بحب ويشعرني أنني مثله تماما".

وفي تعليقها، قالت استشاري أسري وخدمة المجتمع د. ندى الجميعي، إن الله تعالى خلق البشر على مستويات مختلفة في الشكل والعقل والصحة والقدرات، ولكن بعض الأناس قد يفقدوا حاسة معينة وفي المقابل ميزهم الله بقدرة تفوق الخيال، فمعظم ذوي الاحتياجات الخاصة عباقرة ومبتكرين، ومنهم " أينشتاين" الذي ولد مع صعوبات التعلم، ومع ذلك أخذ جائزة نوبل في الفيزياء، و"والت ديزني" الذي كان يعاني من صعوبات التعلم في بداية مولده، ومع ذلك لم تكن عقبة له في النجاح، و"أديسون" الذي اخترع المصباح الكهربائي والذي كان فاقدا للنطق وكان يلقبه التلاميذ والمعلمين بالغبي ولكن أصبح موضع تقدير بعد اختراعاته وخلق للبشرية حياة أبدية وأيضا "طه حسين" الذي كان فاقدا لحاسة البصر ولقب بعميد الأدب العربي.

وأضافت أن كاتبة شهيرة أمريكية كانت تعاني من الصم والبكم وتحدت إعاقتها وانطلقت نحو الأمام، وغيرهم الكثير من الذين غيروا مجرى البشرية بحواسهم الجبارة وعقليتهم الفذة التي قد تفوق الخيال، مشددة على أنه في الآونة الأخيرة تم تسليط الضوء على ذوي الاحتياجات الخاصة والاهتمام بهم من قبل الدولة ووضع ضمانات لحقوقهم لتوفير حياة كريمة لهم.

وأشارت إلى أن أكثر من مليار شخص على مستوى العالم لديهم احتياجات خاصة، وقد يقل اهتمام بعض الدول النامية بذوي الاحتياجات، لافتة إلى أن ذوي الاحتياجات الخاصة في الوطن العربي يواجهون مجموعة من الصعوبات التي تؤثر على حياتهم، وهي صعوبة توفير الرعاية الصحية الخاصة بهم، ومعاناتهم من سوء فهم حاجاتهم الخاصة، وصعوبة توفير العلاج المناسب لحالاتهم المرضية، كما يواجهون مشكلات في التعليم بسبب قلة عدد المدارس الخاصة بهم، والصعوبة في دمجهم بسوق العمل؛ وخصوصا القرى والريف والمناطق الفقيرة.

وأوضحت "الجميعي" أن الإسلام اعتنى بكل فئات المجتمع، ومن تلك الفئات التي اعتنى بها؛ فئة أصحاب الاحتياجات الخاصة، فحث الإسلام الناس على احترامهم، واحترام حقوقهم، والأخذ بيدهم، ومعاونتهم في جميع ما يحتاجونه في أمور حياتهم، مستندة إلى قول الله تعالى: (لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ) .

وطالبت د.ندى الجميعي، باحترام قدرات ذوي الاحتياجات الخاصة، وعدم تحميلهم ما لا يطيقون، واكتشاف المواهب واستغلالها، واستغلال قدراتهم الخاصة فلديهم قدرات ليس لها مثيل ومعونتهم ومساعدة المبتكرين حتى تصل لقمة النجاح، كما طالبت بعمل أماكن أكثر مخصصة لهم واحترام أماكنهم وإعطائهم حق الطريق، مطالبة بأن يكون لدى ذوي الاحتياجات الخاصة ملكية خاصة وذمة مالية وحرية في التصرف بها، مشددة على ضرورة التفاعل والتواصل معهم باستمرار وخلق روح الدعابة والحب، ومساعدتهم في شغل المناصب القيادية فمن حقهم أن يأخذوا الفرصة في التعبير عن أنفسهم وعن الآخرين.

ومن جانبه، قال مدرس علم النفس التربوي كلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة د.عاصم عبد المجيد حجازي، إن الأمم المتحدة خصصت يوم 3 ديسمبر من كل عام ليكون اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة وذلك منذ عام 1992, بهدف دعم قضاياهم ودمجهم في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.

وأشار إلى أن ذوي الاحتياجات الخاصة يعانون العديد من المشكلات التي تتعلق بعدم سعي الآخرين لفهمهم والتعرف على احتياجاتهم، وعدم الإيمان بقدراتهم وتهميشهم في الكثير من الأحيان من قبل أقرانهم ومعلميهم والتركيز على نواحي العجز والقصور لديهم؛ مما يدفعهم إلى الشعور بالنقص والانطواء والعزلة, ويؤدي إلى شعورهم الزائد بالقلق وانخفاض مفهوم الذات والكفاءة الذاتية لديهم, وأحيانا العدوانية أيضا.

وأضاف أن ما يزيد الأمر سوءا عدم وجود برامج تربوية وتثقيفية مصممة خصيصا لذوي الاحتياجات الخاصة, وهو ما يلقي عليهم بالمزيد من الأعباء النفسية والاجتماعية والأكاديمية، بالإضافة إلى وجود موهوبين بين ذوي الاحتياجات الخاصة ولكن التركيز على ما لديهم من إعاقة يحول دون اكتشاف هذه المواهب ورعايتها.

وأوضح أنه من واجب كل فرد في المجتمع العمل على زيادة الوعي بقضايا ومشكلات ذوي الاحتياجات الخاصة والتركيز على أن الاحتياجات الخاصة تستدعي برامج خاصة، وطرق خاصة في التعامل لتتوافق مع هذه الاحتياجات، لذلك ينبغي التأكيد على الدعم النفسي والتوعية بقضايا ومشكلات ذوي الاحتياجات الخاصة، ولابد أن يكون الأصحاء وذوي الاحتياجات الخاصة على وعي بهذه القضايا وكيفية مواجهتها، بالإضافة إلى تدريب المعلمين والأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين وأخصائيي رعاية الشباب على كافة أشكال الدعم التي يمكن تقديمها لذوي الاحتياجات الخاصة, إيمانا منا بقدرتهم على المساهمة في مسيرة البناء والتطوير.