رأى

و... «شوية عليك»

مايسة عبدالجليل
مايسة عبدالجليل

مايسة عبدالجليل

هل يمكن استنساخ ما حدث من إنجاز فى منظومة التأمين الصحى كى يحدث فى منظومة التعليم الحكومى؟! سؤال تبادر إلى الذهن على اعتبار وجه الشبه الكبير فى المعاناة من تردى الخدمات وضعف الإمكانات فى كلا المجالين وتحمل المواطن من جيبه معظم تكاليف الخدمة رغم ما تقدمه الدولة من دعم يذهب فى غير المسار المخصص له وإلى جيب من لا يستحق.
الشاهد أن الدولة نزلت إلى أرض الواقع وواجهت ما يحدث فى منظومة التأمين الصحى واستمعت إلى أنين المواطن الذى لا يجد الرعاية الطبية الملائمة ولا العلاج المناسب حتى إن المعظم هرب إلى العيادات والمستشفيات الخاصة.. أما غير القادر فعليه أن يتألم ثم يموت فى صمت فتدخلت الدولة «لتجعل شوية عليّ وشوية عليك» بحيث تتحمل هى ثلث التكلفة ويتحمل المشترك الثلث الثانى ويتم تدبير الثلث الأخير من رسوم تفرضها الدولة على مصادر متنوعة وهو للحق مشروع يحقق العدالة الاجتماعية إلى حد كبير ويضمن العلاج للمواطن وأسرته بكرامة وعدالة ويكفى المريض شر انكسار الألم والحاجة.
والشاهد أيضا أن ما يحدث فى منظومة التعليم الحكومى لا يرضى عدوا ولا حبيبا ومع كل الاعتذار للدكتور طه حسين وأحلامه فإن التعليم لم يعد كالماء والهواء فنحن وللأسف نعيش أكذوبة كبرى اسمها التعليم المجانى فصحيح أن المواطن لا يدفع للحكومة إلا الفتافيت ولكنه وللأسف يدفع دم قلبه للسادة أباطرة الدروس الخصوصية وأصحاب السناتر واسألوا الخادمات فى البيوت أين تذهب أجورهن كى نعرف حجم المأساة التى يعيشها البسطاء لتحقيق حلم تعليم الأولاد.. فليت الحكومة تدرس تطبيق منظومة التأمين الصحى على التعليم شرط أن «تخلى شوية على المواطن وشويتين عليها».