حروف ثائرة

جامعة زويل.. واستدامة الحلم

محمد البهنساوى
محمد البهنساوى

تلقيت دعوة كريمة الأسبوع الماضى من الدكتور شريف صدقى رئيس مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا لحضور المائدة المستديرة للجامعة.. أبديت اهتمامًا بالدعوة وحرصا على الحضور فنحن نسمع كثيرا عن الجامعة وآلية التدريس الحديثة بها.. وكيف أن طلابها نوابغ وانتاجها العلمى مقدر دوليا.. بل ان الرئيس السيسى عندما تحدث عن تطور النهج العلمى والبحثى بجامعاتنا استشهد عدة مرات بجامعة زويل باعتبارها رمزا علميا عالميا آخذا فى التمدد بالبلاد من جامعة الجلالة إلى العلمين وغيرهما.. لذا رأيت ضرورة حضور المائدة للتعايش العملى وعن قرب لما سمعناه عن بعد.
وللحقيقة أدركت أن الانطباع عن تلك المدينة والجامعة التى تحمل اسم رمز خالد للعلماء العرب وهو الراحل العظيم الدكتور احمد زويل رحمه الله ربما اقل من الحقيقة.. فها نحن وسط نخبة من العلماء من الشباب والخبراء وعلى رأسهم رئيس المدينة فى برنامج رزين للمائدة اشرف على إعداده الاعلامى والصديق شريف فؤاد المستشار الإعلامى للجامعة.. ووصلت لعدة قناعات وحقائق كشفت سر أن الجماعة مضرب المثل للرئيس.
وإذا بدأنا بأهم ما يميز الجامعة نجد أسلوب التعليم الحديث من نوعه بمصر.. يقوم على تشجيع الإبداع واكتشاف الموهوبين علميًا والبعد عن النمطية التعليمية والتلقين العقيم.. فتح مجالات العلوم جميعًا بلا تحديد لأقسام أو كليات أمام الطلاب الذين يتم اختيارهم بعناية ووفق معايير محددة.. ورصد عن قرب لمساعدة كل طالب فى اختيار التخصص الذى سيبدع ويبتكر فيه.. يقوم بهذا أعضاء هيئة تدريس بخبرات دولية تعليمية وبحثية.
ارتباط العلوم والبحث باحتياجات المجتمع ذروة سنام العملية التعليمية بالمجتمعات المتحضرة.. وهنا حدث ولا حرج عن تحقيق هذا الهدف بجامعة زويل بأشكال عديدة..فمثلا هناك اختراعات لطلاب زويل كلها تخدم العملية التنموية بمصر . اختراع لرش المزارع بالسماد تكلفته 5 ملايين جنيه يوفر 4 مليارات جنيه سنويا !!.. وطائرة بدون طيار فازت بجائزة دولية والأهم فيها انها تستخدم لمراقبة حالة الزراعة وكشف الفاسد منها.. وتحركان ذكيان من إدارة الجامعة لتلبية احتياجات المجتمع علميا.. الأولى مع الدولة لمعرفة احتياجاتها الاستراتيجية والتعاطى معها بحثيا.. بجانب الاجتماع بجمعيات الصناع للاطلاع على حاجة الصناعة من الخريجين لبناء أبناء الجامعة لتلبيتها.. وأعجبنى أن التواصل مع المجتمع هدف أكد عليه رئيس المدينة والعلماء الحاضرين بشكل منهجي.
كما تتميز الجامعة والمدينة العلمية بتواصل مميز لجامعاتنا مع كبرى الجامعات والهيئات العلمية الدولية.. والمدهش ان بعض الهيئات الدولية وبناء على ما لمسوه من حداثة التعليم طلبوا التعاون مع الجامعة.. وابتسمت عندما اكد الدكتور شريف أن الجامعة تحتاط لضمان عودة أبنائها عند سفرهم لهيئات دولية بدلا من أن تقنعهم تلك الهيئات بالبقاء فتضيع على البلد فرصة الاستفادة منهم.
الكثير والكثير الذى لا تتسع المساحة لرصده.. لكن أختم بمقولة لرئيس الجامعة عن حاجتهم للتمويل لضمان استدامة العلم والبحث.. وهنا أصحح له المقولة إن التمويل مطلوب لاستدامة الحلم الذى أصبحت تمثله جامعة زويل وكل الجامعات المماثلة الوليدة.. فهل يقصر أحد عن تحقيق الحلم؟