بسم الله

تعريف الفساد «٣»

محمد حسن البن
محمد حسن البن

أسعد دائما بمشاركة القراء الأعزاء لما أطرحه هنا، وقد جاءتنى رسالة من العزيز نصر فتحى اللوزى من مدينة أجا بالدقهلية، تعليقا على مقال تعريف الفساد، ينبه فيها إلى أدوار غائبة لهيئات وأجهزة أخرى مهمتها تكوين شخصية المصرى، وتؤثر فى أخلاقياته لمحاربة الفساد، مثل الأزهر الشريف والكنيسة القبطية، والمدرسة والجامعة، ومراكز الشباب والأندية، يقول: اسمح لى أن أذكر نفسى والسادة عشاق قراءة مقالكم اليومى أن الفساد له من الصور العديد، مثل (الفساد المالى والإدارى، والاقتصادى، والأخلاقى، والبيروقراطى، والتشريعى، والسياسى، وأخطرهم هو الفساد الدينى أساس بناء المجتمع).
قال الله سبحانه وتعالى فى محكم التنزيل (ومن الناس من يعجبك قوله فى الحياة الدنيا ويشهد الله على ما فى قلبه وهو ألد الخصام «204» وإذا تولى سعى فى الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد «205» وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد «206») سورة البقرة. الفساد هو سلوك غير أخلاقى فى كثير من المواطن هو خيانة وطنية، واسمح لى أن أقول إن الفساد ليس مقصورا على الأشخاص الذين يشغلون مناصب فى السلطة مثل المديرين والمسئولين الحكوميين وغيرهم، وذلك لتحقيق مكاسب خاصة، إنه فساد أخلاقى، فساد قتل بداخل صاحبه الانتماء الوطنى إلى بلد يعيش فوق أرضه وينعم بخيراته، واأسفاه يسرق شعبا بأكمله. ومن الفساد ما يمتد آثاره المؤلمة إلى أجيال قادمة بالنهب والسرقة من المشروعات التى تخدم الصالح العام ويمتد عمرها الافتراضى إلى عديد من السنوات القادمة.
الفساد مرض تفشى بين أصحاب النفوس الضعيفة فى مختلف المواقع والذى بات وأصبح سوسا ينخر فى عظام الجسد الاقتصادى المصرى، ومع تعدد الأجهزة الرقابية وفى مقدمة تلك الأجهزة الرقابة الإدارية فإن رجالها هم على خط واحد مع أبطال الجيش المصرى ورجال الشرطة فى محاربة الفساد الذى لا يقل ضراوة عن محاربة الإرهاب. اسمح لى أن أقول لكل مواطن مصرى يعشق تراب الوطن ويخاف الله سبحانه وتعالى (يا عزيزى كلنا عيون للرقابة الإدارية وكل الأجهزة الرقابية من أجل مصر)، إن كل من يرى فسادا ويصمت عن الإبلاغ عنه هو (شيطان أخرس)، الصمت هنا مشاركة فى الفساد، (إن الله لا يحب الفساد). ولنعلم صحيح الدين والسنة النبوية المطهرة علم، وأداء أركان الإسلام تدين، وهنا إما أن يكون تدينا يصاحب سلوك المرء للعلم الدينى وهنا تكون الدعوة حققت الهدف منها، وإما أن ينفصل السلوك عن الفكر فتلك هى المصيبة الكبرى، وأهيب بعلماء الأزهر الشريف والمؤسسات التعليمية والدينية ببذل الكثير من الجهد لإحياء الضمير، من خلال غرس المبادئ والقيم والأصول والمثل النبيلة (الوطنية) لتحيا مصر تدوس بأقدام أولادها رجالا ونساء كل فساد مهما تعددت صوره .
دعاء: اللهم احفظ مصرنا من الفساد والفاسدين .