«الصحة العالمية»: زيادة الإصابات بالإيدز بنسبة 32% في إقليم شرق المتوسط

منظمة الصحة العالمية
منظمة الصحة العالمية

 

وجه مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط د.أحمد بن سالم المنظري، رسالة لشعوب وحكومات دول الإقليم بمناسبة اليوم العالمي للإيدز 2019.

‪ ‬
قال د.أحمد بن سالم المنظري، في رسالته إنه منذ الإبلاغ عن أولى حالات الإصابة بهذا الفيروس قبل 40 عاماً تقريبًا بذلت العديد من الجهود على المستويات العالمية والإقليمية والوطنية لمكافحة وباء فيروس العَوَز المناعي البشري.

وأضاف «المنظري»: «على مدار هذه السنوات، تطورت البيانات المتعلقة بالتدخلات الفعّالة، مما يعزز قدرتنا على الوقاية من عدوى فيروس العَوَز المناعي البشري، وتقديم الرعاية والعلاج للمتعايشين معه، والسيطرة على انتشاره».

ونوه إلى أنه نتيجة لتطور البيانات، استطاع قادة العالم أن يتعهدوا بتحقيق الغاية الثالثة من غايات الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة المتمثلة في القضاء على الإيدز بحلول عام 2030 في إطار الجهود المشتركة لتحقيق هذه الأهداف. ووضع قادة العالم أيضاً الغايات "90-90-90" بوصفها علامة فارقة على الطريق المؤدّي إلى تحقيق ذلك الهدف، وتتمثل هذه الغايات في ضمان تشخيص 90% من المتعايشين مع فيروس العَوَز المناعي البشري، وحصول 90% من هؤلاء المُشخَّصين على العلاج، وانخفاض الحمل الفيروسي في أجسام 90% ممَّن يتلقون العلاج، على أن يتحقق كل ذلك بحلول عام 2020.

وتابع «المنظري»: «يحلّ اليوم العالمي للإيدز هذا العام قُبيل ذلك الهدف المرحلي لعام 2020، ولذلك فهو فرصة مثالية لتقدير وتقييم كلٍّ من إنجازاتنا وإخفاقاتنا في الوقاية من فيروس العَوَز المناعي البشري وعلاج المصابين به ورعايتهم».

واستطرد: «مما يدعو إلى الأسف أن إقليم شرق المتوسط يعاني وباءً سريع التزايد، وعلى الرغم من أن المعدل العالمي لحالات الإصابة الجديدة في انخفاض منذ عام 2015، شهد إقليمنا زيادة بنسبة 32% في الإصابات الجديدة بفيروس العَوَز المناعي البشري، وزيادة بنسبة 63% في الوفيات الناجمة عن الإيدز مقارنةً بعام 2010، ولابد أن تُكثِّف البلدان جهود الوقاية للتصدّي لهذه الزيادة في الإصابات الجديدة».

ولفت د.أحمد بن سالم المنظري، إلى أن الإقليم يواجه فجوة هائلة في اختبارات الفيروس لبلوغ الغاية التسعينية الأولى، ألا وهي تشخيص 90% من المتعايشين مع فيروس العَوَز المناعي البشري، فمن بين 400 ألف شخص متعايش مع فيروس العَوَز المناعي البشري وفقاً لتقديرات عام 2018، كان 127 ألف شخص منهم 32% فقط على علمٍ بحالتهم، مما أدّى إلى ترك ما يقرب من 273 ألف شخص دون تشخيص، وهذا أمر مُقلِق للغاية نظراً إلى مخاطر انتقال الفيروس منهم إلى أشخاص آخرين دون أن يدروا، علاوة على ذلك فإن 79% من المتعايشين مع فيروس العَوَز المناعي البشري لا‪ ‬يتلقّون ما يحتاجون إليه لانقاذ أرواحهم من العلاج القائم على مضادات الفيروسات القهقرية، والسبب الرئيسي في هذه الأزمة العلاجية هو تدني مستوى الإقبال على خدمات اختبار فيروس العَوَز المناعي البشري وتقديم المشورة بشأنه، وعلى وجه الخصوص، لاتزال خدمات الاختبار والمشورة المتاحة لا تصل إلى الفئات السكانية الرئيسية الأكثر عرضة للإصابة بفيروس العَوَز المناعي البشري، وهم الذين يتعاطون المخدرات بالحقن، واللوطِيُّون، والمشتغلون بالجنس، والمتحولون جنسياً، والسجناء.

 

وأوضح أن الفئات السكانية الرئيسية الأشد تضرراً من وباء فيروس العَوَز المناعي البشري تعاني في الغالب حالات عدوى مصاحبة تشترك في أنماط مماثلة من انتقال العدوى، مثل التهاب الكبد ‪B‬ و‪C‬ والأمراض المنقولة جنسياً، أو حالات عدوى ناجمة عن الظروف المعيشية لتلك الفئات السكانية، مثل السل، وغالباً ما تكون للمتعايشين مع الفيروس احتياجات صحية بخلاف ما يتعلق بإصابتهم بالفيروس أو سهولة تعرضهم للأمراض، مثلهم في ذلك مثل أي شخص آخر.

 

وأضاف مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط: «نحن عاكفون على اتخاذ خطوات ضخمة لدعم البلدان فيما تقوم به من عمل في سبيل تحقيق التغطية الصحية الشاملة، والتأكد من عدم تخلف أحد عن الركب. وتعني التغطية الصحية الشاملة حصول الجميع على الرعاية والعلاج المأمونَيْن والفعالَيْن دون تكبُّد مشقة مالية، وينبغي أن يُنظَر إلى تدخلاتنا الرامية إلى القضاء على وباء الإيدز في إطار ذلك السياق، ويجب دمج خدمات فيروس العوز المناعي البشري دمجاً تاماً في خدمات الرعاية الصحية الأولية بكل بلد، فسوف يُساعد ذلك على بذل أقصى الجهود للوصول إلى الجميع، وتفادي إهدار الفرص المتاحة لتشخيص مَن ليسوا على دراية بحالتهم وربطهم بما يحتاجون إليه من رعاية وعلاج، والحد من وَصْم المصابين بفيروس العَوَز المناعي البشري، ويعني تكامل الخدمات أن النظام الصحي يستطيع تلبية الاحتياجات الصحية لكل فرد على نحو متسق وشامل، بدلاً من التركيز فقط على إصابتهم بفيروس العَوَز المناعي البشري».

وشدد على أنه حان الوقت لهدم جدار العزلة المفروضة على الوقاية من فيروس العَوَز المناعي البشري وتشخيص المصابين به وعلاجهم ورعايتهم، مؤكدا على حق المتعايشين مع فيروس العوَزَ المناعي البشري والأشخاص الأكثر عرضةً للإصابة به أن يُعامَلوا مثل أي فرد آخر في نظام يخلو من الوصْم ويُقدِّم لهم رعاية صحية سلسلة وشاملة ومتاحة بسهولة.

واختتم د.المنظري، رسالته بدعوة المنظمة والدول الأعضاء والشركاء الوطنيين والدوليين، إلى البدء في المضيّ نحو تقديم خدمات متكاملة للمصابين بفيروس العَوَز المناعي البشري ضمن خدمات الرعاية الصحية الأولية، وذلك تماشياً مع رؤية منظمة الصحة العالمية في إقليم شرق المتوسط، "الصحة للجميع وبالجميع".