حكايات| «ذكرى» أصبحت ذكرى «2».. الناجيات من المذبحة يروين تفاصيل اللحظات الأخيرة

صورة موضوعية
صورة موضوعية

في الحلقة الماضية من سلسلة حلقات أسرار مصرع المطربة التونسية ذكري، تحدثنا عن الغموض الذي أحاط بالحادث خصوصًا خلال الساعات الأخيرة من حياتها وحتى لحظة مقتلها رميًا بالرصاص، من قبل زوجها رجل الأعمال أيمن السويدي وتوقف بنا الحديث عند ارتكاب الجريمة التي شاهدتها الخادمتان الخاصتان بذكرى دون أن يعلم رجل الأعمال القاتل بوجودهما أو بمعنى أدق نسي أن الخادمتين دخلتا إلى غرفتهما وانتهى بنا الكلام عند طرح مجموعة من الأسئلة كان أبرزها:

لقراءة الحلقة الأولى:
«ذكرى» أصبحت ذكرى.. أسرار الكلاشينكوف ورصاصات الفجر بشقة المطربة التونسية

 

الناجيات من المذبحة

بعد انتهاء المذبحة لم يكن يعلم رجل الأعمال أيمن السويدي أن كلاً من الخادمة الخاصة بزوجته ذكرى ومساعدتها الأخرى كانتا في إحدى غرف الشقة وشاهدتا بنفسيهما تفاصيل الجريمة كاملة لحظة بلحظة، ولحسن حظهما أن رجل الأعمال لم يشاهدههما وإلا كان مصيرهما القتل مثل الجميع، ومن حسن حظ الفنانة كوثر العسال أيضًا أن السويدي بعدما دلف إلى شقة الزوجية وجد زوجته المطربة ذكري بصحبة العسال هي وخديجة زوجة مدير أعماله، فطلب من الممثلة كوثر بعصبية شديدة مغادرة المنزل وتركهم بمفردهم، للدرجة التي دفعته أن يحضر لها حذاءها الذي كانت قد خلعته أثناء دخولها للشقة، ولو ظلت كوثر العسال داخل الشقة لكانت واحدة من ضحايا المذبحة.

ورد بلاغ في تمام الساعة السابعة صباحًا إلى قسم شرطة قصر النيل يفيد سماع دوي إطلاق نار كثيف بالعقار رقم « 23أ» شارع محمد مظهر بالزمالك المجاور لفندق سفير بمنزل رجل الأعمال أيمن السويدي، انتقل رجال المباحث على الفور إلى مكان البلاغ لاستطلاع الأمر وكانت المفاجأة المذهلة،! عثر رجال الشرطة على 4 جثث ملقاة على الأرض وهم كل من«المطربة ذكرى، وزوجها رجل الأعمال أيمن السويدي، ومدير أعماله عمرو الخولي، وزوجته خديجة» كما عثر رجال المباحث على فتاتين الأولى تُدعى أمل أحمد، والثانية تُدعى أم هاشم حسني، وكانتا في حالة انهيار تام وبكاء هستيري، وتبين أنهما الخادمتان الخاصتان بذكرى.


كان وجود الخادمتين بمثابة الخيط الرفيع الذي تمسك بتلابيبه رجال المباحث لمعرفة تفاصيل ما حدث، حيث اصطحب رجال المباحث الخادمتين للتحقيق معهما فماذا حدث خلال التحقيقات؟، 


اتفقت أقوال الخادمتين على أنهما منذ تواجدهما للعمل في شقة ذكرى منذ 4 أشهر قبل الحادث والخلافات بين ذكرى وزوجها لم تنقطع طوال هذه المدة، مؤكدتين أن السويدي كان دائم الشك في زوجته بسبب غيرته الشديدة عليها وكان يسألها بشكل دائم ويومي عن أسماء المتصلين بها وطبيعة عملهم وطبيعة علاقتها بهم، وأضافت الشهادتان، أن السويدي كان يسألهما بشكل دائم دون علم ذكرى على من حضر إلى البيت ومن غادر، وكانت الخادمتان وكما ورد في التحقيقات تنقلان له كل كبيرة وصغيرة عما يحدث في غيابه، لكن للأمانة لم تذكر الخادمتان ذكرى بأي سوء أو سلوك من شأنه التقليل منها أو الشك فيها.


وواصلت الخادمتان اعترافاتهما قائلتين، يوم الحادث حضر مدير أعمال ذكرى إلى الشقة ويدعي فؤاد الشاعر ليناقشها في بعض الأمور الفنية والتي تتعلق بألبومها الغنائي الجديد والذي كان مقرراً نزوله في الأسواق بعد مدة بسيطة ثم غادر بسرعة قبل عودة زوجها أيمن السويدي نظرًا لعلمه بغيرة أيمن الشديدة منه، وأضافت الخادمتان أن ذكرى خرجت من المنزل ثم عادت بصحبة صديقتها خديجة زوجة مدير أعمال زوجها وهي في حالة مزاجية سيئة، ثم قامت بالاتصال بصديقتها الممثلة كوثر ودعتها لزيارتها وبالفعل حضرت نظرًا لعلاقة الصداقة التي تجمعها بذكرى إلا أن السويدي فور عودته للمنزل طلب من الفنانة كوثر المغادرة بعصبية شديدة، معللًا طلبه برغبته في مناقشة زوجته في بعض الأمور العائلية وبالفعل غادرت الشقة غاضبة من أسلوب السويدي، دون أن تعلم أنها نجت من الموت المحقق وأن القدر كتب لها عمرًا جديدًا.

 

اتهامات بالخيانة وتصفية بالرصاص

 

وتواصل الخادمتان اعترافاتهما قائلتين: حدثت مشادة كلامية بين رجل الأعمال وزوجته وبمجرد أن ارتفعت الأصوات هرولنا إلى غرفتنا وأغلقنا باب الغرفة نظرًا لخوفنا الشديد لأن السويدي كان عصبي المزاج يثور لأتفه الأسباب بسبب غيرته الشديدة على زوجته، وعندما أشارت عقارب الساعة إلى الخامسة فجرًا تطورت المشادة الكلامية إلى مشاجرة عنيف بين أيمن وذكرى، موجهًا لها اتهامات بالخيانة، كما أنه يشعر أنها على علاقة بشخص آخر، وهنا تدخل مدير أعماله عمرو الخولي وزوجته خديجة للحيلولة بينهما إلا أنهما كان يقفان في صف ذكرى، مؤكدين أن السويدي تحامل على زوجته، وعاتباه بشدة خصوصًا أن أسلوبه في التعامل جاف وتصرفاته أصبحت لا تحتمل، ما أثار حفيظة السويدي الذي هرول إلى غرفة مكتبه وقام بفتح دولاب الأسلحة الخاص به وأخرج منه «مدفع رشاش» من نوعية الكلاشينكوف وخرج مندفعًا وهو يصيح في الجميع بشكل هستيري، وأطلق الرصاص على الجميع بشكل مُكثف لمدة اقتربت من الدقيقتين وسط صراخ ذكرى وصديقتها خديجة ومدير أعماله وتوسلهم للسويدي بالهدوء والعودة إلى رشده لكن باءت جميع محاولاتهم بالفشل حتى هدأت الأصوات تمامًا وسلموا جميعًا الروح إلى بارئها، بعدها أطلق السويدي النار على نفسه منتحرًا.

 

لغز الحقيقة الغائبة

 

وتستطرد الخادمتان قائلتين، بعد عدة دقائق خرجنا مذعورتين وفي حالة من الرعب الشديد ووجدنا ثلاث جثث على الأرض بينما كان أيمن السويدي ممسكًا بمسدسه في يده وملقى على الأرض غارقًا في دمائه ولم يكن قد فارق الحياة ثم لفظ أنفاسه الأخيرة بعد لحظات، لم يتوصل رجال التحقيقات بعد الاستماع لأقوال الخادمتين إلى إجابات شافية وقاطعة حول أسباب المذبحة، تبقت بعض الأسئلة التي تبحث عن إجابات حاسمة، هل أيمن السويدي قتل زوجته ثم انتحر؟، أم أن الخادمتين لهما علاقة بالجريمة؟، هل هي جريمة شرف أم جريمة انتقامية بدافع الغيرة ورد الاعتبار؟، أسئلة كثيرة وعديدة ظلت حائرة، لذا قررت جهات التحقيق التحفظ على الخادمتين واستدعاء الممثلة كوثر العسال لسماع أقوالها خصوصًا أنها كانت آخر من غادر الشقة قبل الحادث بساعة واحدة فقط.

 

كوثر تروي اللحظات الأخيرة في حياة ذكرى

 

أكدت الممثلة كوثر في التحقيقات التي أجريت معها أنها تلقت اتصالاً هاتفياً ليلة الحادث من صديقتها ذكري تدعوها إلى قضاء السهرة معها وكانت ذكرى بمزاج سيئ للغاية بسبب كثرة خلافاتها مع زوجها الذي لا يقدر طبيعة عملها كفنانة ودائم الشك فيها، وأضافت العسال أنها توجهت إلى شقة ذكرى في حدود الساعة الثانية بعد منتصف الليل نظرًا لارتباطها بعرض مسرحي وفور انتهائها منه توجهت لزيارة ذكرى، وظلت معها حتى حضر زوجها أيمن السويدي في تمام الساعة الرابعة والنصف فجرًا بصحبة مدير أعماله وكانت تبدو عليه علامات الغضب والعصبية الشديدة وبمجرد أن شاهدها طلب منها بإسلوب شديد اللهجة مغادرة المنزل للدرجة التي دفعته لأن يلقي لها بحذائها خلفها التي كانت قد خلعته أثناء دخولها الشقة، مؤكدة في اعترافاتها أن السويدي كان في حالة مزاجية سيئة جدًا، واحتدم النقاش والخلاف بينه وبين ذكرى على خلفية شكه في سلوكها واتهامه لها بالخيانة.

 

براءة ذكرى من تهمة الخيانة

 

شملت التحقيقات بعد ذلك حارس العقار وسائق أيمن السويدي وعدداً من الفنانين ولم تختلف أقوالهم عن كلام الشهود، واتفق الجميع على حسن سير وسلوك ذكرى واتفقوا على أن أيمن السويدي كان عصبياً جدًا بسبب غيرته الشديدة على زوجته ودائم الشجار معها، لكنّ شيئاً غريباً كشفت عنه التحريات وهو أن السويدي كان اقترض من البنوك أموالًا طائله قبل انتحاره بعدة شهور وعجز عن سدادها، ما شكل عليه عبئاً نفسياً آخر والسؤال الذي طرح نفسه بقوة هو هل خطط أيمن السويدي لارتكاب الجريمة ليتخلص من الديون خصوصًا بعد وضع اسمه على قوائم الممنوعين من السفر؟، أم أن الجريمة برمتها وقعت بالصدفة؟، خصوصًا أن رجال البحث الجنائي عثروا على خطاب في غرفة نوم أيمن السويدي مكتوب بخط يده موجه إلى شقيقه الأصغر يحذره فيه من التعامل مع مدير أعماله عمرو الخولي «المجني عليه» لأنه هو سبب الديون والمشاكل التي ألمت به.

◄ماذا تضمن الخطاب؟

◄هل أثر هذا الخطاب على سير القضية؟

◄ماذا جاء في تقرير المعمل الجنائي؟

أسئلة عديدة سنقدم إجاباتها في الحلقة الثالثة من أسرار مصرع ذكري.