كل يوم

تمثال عبد الناصر

فرج حمودة
فرج حمودة

فرج حمودة

لا يوجد أفريقى واحد لا يعرف من هو عبد الناصر ولا يوجد واحد منهم إلا ويعرف له قدره وما فعله من أجل حرية أفريقيا.
لكن دعونى أسرد عليكم قصة قصيرة ولا أريد منها إلا الهدف الصريح منها ولعلى لا أكون مبالغا فى البداية إذا قلت إننى حزين.
أقمت فى  أديس ابابا فى إثيوبيا لمدة 9 سنوات بروتوكوليا بدرجة وزير منتسبا للاتحاد الأفريقى ومع بداية عام 2012م  كان الصينيون قد انتهوا من إقامة مبنى فخيم للاتحاد الأفريقى وسرعان ما تنبهت غانا ونحتت تمثالا بالحجم الطبيعى لكوامى نكروما باعتباره أحد مؤسسى المنظمة - ويسمونهم حاليا فى الاتحاد (الآباء) - ووضعته فى مدخل الاتحاد، وفى مطلع هذا العام ومع تولى مصر رئاسة الاتحاد تم إزاحة الستار عن تمثال لهيلاسيلاسى امبراطور إثيوبيا فى الستينيات، وضعته إثيوبيا فى المدخل الرئيسى أيضا، والحقيقة قد آلمنى الخبر لأنى تذكرت محاولاتى مع من عرفت من كبار الناصريين المعروفين من الوسط الإعلامى فبدأت من أحد أصدقائى وهو كاتب ومفكر اقتصادى ناصرى حتى النخاع وتحمس معى لفكرة عمل تمثال لعبد الناصر باعتباره زعيما لكل آباء أفريقيا وقابلته وعرضت استضافة أحد فنانى النحت فى منزلى فى إثيوبيا واصطحابه بسيارتى الدبلوماسية إلى داخل الاتحاد لمعاينة موقع التمثال المقترح، فتحمس صديقى مرة أخرى واتصل بكاتب كبير معروف أيضا الذى تحمس للفكرة واتفقنا على أن نفكر فى آلية لتنفيذ ذلك وتوقفنا عن التواصل فى الموضوع فاتصلت بكاتبة شهيرة وهى معروفة بناصريتها القحة، وتحمست هى أيضا وتحدثت هى عن الموضوع فى لقاء تليفزيونى معها ثم خبا حماسها شيئا فشيئا، فنقلت ما جرى إلى سفير مصر فى إثيوبيا وقتها فوعدنى ببحث الأمر مع جهات الاختصاص ثم توارى الموضوع مع تطورات أحداث سد النهضة، وعدت فى 2017م.. وهدفى من هذا السرد ألا أحرج أحدا ولكنى أتعشم أن يتآلف الجميع ومعنا وزارة الخارجية ووزارة الثقافة ومن يحبون ناصر أن نعيد الحياة للموضوع ونصنع تمثالا لعبد الناصر ليوضع فى مكان لائق يليق به وبمصر فى مدخل الاتحاد الأفريقى فى إثيوبيا - كيف السبيل يا مصريين؟
> مهندس استشارى