يوميات الأخبار

تصحيح مسار «ميت»!

عصام السباعى
عصام السباعى

وفى كل الأحوال تبقى الأسئلة قائمة: من يقوم بتطوير ماذا وكيف ولماذا وهل يمكن وبالعقل أن يتم تصحيح مسار ميت إلا بمعجزة ؟!!

الإثنين:
خطوة مهمة تلك التى أقدمت عليها وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم لتطوير المجلس الأعلى للثقافة أو بتعبير البيان الرسمى للوزارة «تصحيح مسار المجلس»، والذى جاء بعد اجتماعها مع الدكتور هشام عزمى الأمين العام للمجلس، والدكتور مصطفى الفقى، رئيس مكتبة الإسكندرية، والدكتور جابر عصفور أمين عام المجلس الأسبق وزير الثقافة الأسبق، حيث أسفر عن استحداث ٧ لجان جديدة هى: مواجهة ثقافة التطرف والإرهاب، حماية الملكية الفكرية، تنمية الثقافة العلمية والتفكير الابتكارى، تطوير الإدارة الثقافية وتشريعاتها، الثقافة الرقمية والبنية المعلوماتية الثقافية، والتراث الثقافى غير المادى الفنون الشعبية، والشباب، وكلها كما نلاحظ أقرب لأسماء موضوعات تعبير أو محاور منتدى، منها إلى اللجان، ويكفينا مجرد إشارة إلى ماتم إعلانه عن دمج اللجان التى لا يجب أن تدمج مثل الاقتصاد والعلوم السياسية وكأنه اسم كلية فى جامعة القاهرة، ودمج لجنتى الجغرافيا والبيئة والتاريخ والآثار، وكلها قطاعات لها أولوية عن تلك اللجان الجديدة «المائعة» العنوان والمضمون،  ما أريد أن أقوله إن تطوير ذلك المجلس يجب ألا يتم بنفس العقول القديمة، ولكن من خلال بناء وفكر جديد غير تقليدى بالمرة، مع كامل احترامنا للجميع، كما لا يمكن أن يتم ذلك بدون تقييم لما فات خلال فترة الموات الطويلة التى عاشها المجلس ومن خلال دراسة مستقلة، أتمنى لو تحمل مسئوليتها النائب شديد الاحترام أسامة هيكل، رئيس لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب، وفى كل الأحوال تبقى الأسئلة قائمة: من يقوم بتطوير ماذا وكيف ولماذا وهل يمكن وبالعقل أن يتم تصحيح مسار ميت إلا بمعجزة ؟!!
 فى انتظار رسائل الأزهر!
الجمعة:
العمل يجرى حاليا فى أروقة الأزهر الشريف لتنظيم المؤتمر العالمى لتجديد الفكر والعلوم الإسلامية والمقرر أن يقام فى يناير المقبل، بعنوان «مؤتمر الأزهر العالمى لتجديد الفكر»، تحت رعاية وبحضور السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، وأعتقد أن أهمية المؤتمر ليست فى الموضوعات التى حددها منظموه للمناقشة، ولكن فى الرسائل والتوجهات التى ستخرج عنه، وأرجو من فضيلة الشيخ الجليل العارف بالله أحمد الطيب شيخ الأزهر أن يدعو إدارة ذلك المؤتمر وكذلك الدكتور صلاح العادلى أمين عام هيئة كبار العلماء بصياغة تلك الرسائل، التى سيكون لها دور مؤثر فى علاج المعادلة الصعبة باختلاف صياغاتها سواء «الأصالة والمعاصرة».. «الحداثة والتراث».. «النص القرآنى والمناهج المعاصرة»، ورسالة واضحة مباشرة بأن الأزهر ليس ضد الفكر الذى يقوم على أسس علمية، وأنه لم ولن يقف أمام أى عمل يستهدف تجديد الفكر الإسلامى مادام من يقوم به مؤهلا ويمتلك قدرات الباحث، أتمنى لو قدم رسالة قاطعة وبشكل علمى بشأن المشروعات العلمية لشخصيات مثل محمد أركون وطه عبد الرحمن وحسن حنفى ومحمد عابد الجابرى ونصر حامد أبو زيد وكلها تتعلق بفهم النص القرآنى، أتمنى لو دعا صاحب المشروع العلمى وهو الدكتور حسن حنفى للحديث أمام المؤتمر وطرح رؤيته.
أتمنى لو قدم رسالة مدعومة بالردود يكشف فيها تجار شنطة التنوير الذين حولوا تلك المهمة المقدسة إلى مجرد أداة فى أجندات خارجية ووسيلة للتكسب وجعلوها مهنة «ناشط تنويرى» يسترزقون منها، يقرأون النصوص غلط ويقتطعون منها مايخدم مشروعهم، أتمنى أن تصدر عن المؤتمر وثيقة شاملة جامعة توضح الأسس التى سنسير عليها فى تجديد الفكر والمناخ الدينى، وأهم رسالة هى: العلم.. فلا حداثة بدونه، والعمل والإنتاج.. فلا تقدم من غيره، وإحياء الترجمة.. فلا تنوير بدونها، والتسامح.. فلا حياة لنا لو غاب، والأخلاق لأن كل ماسبق لن ينفع لو ضاعت.
ملف أمن قومى!
 السبت:
كنت على موعد مع مائدة حوار الإعلاميين بدعوة من المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام حول التربية الإيجابية للأطفال، وطرق مواجهة العنف ضدهم، والتى تم تنظيمها بالتعاون مع منظمة اليونيسيف، وأجمل شيء فى مثل تلك اللقاءات هو المعانى الإنسانية، وأبرزها عادة أن تلتقى بشخصيات كان لها حضور واضح فى محطات حياتك، ومن هنا كانت سعادتى كبيرة بلقاء الدكتور عصام فرج الأمين العام للمجلس، وأعرفه منذ كان الدكتور صبحى عبد الحكيم رئيسا لمجلس الشورى وبالتحديد فى نهايات العام 1985 م، وكنت وقتها معيدا فى قسم الصحافة بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، وتم اختيارى للعمل فى فريق قاده أستاذ أساتذة الصحافة الدكتور خليل صابات لإعداد أول تقرير للممارسات المهنية والأخلاقية للصحافة المصرية، وكان من نصيبى تحليل صحف المعارضة الحزبية، وظللت أقوم بتلك المهمة لحوالى عشر سنوات، اقتربت فيها من الدكتور عصام الذى تولى فيما بعد مهمة الإشراف على ذلك التقرير، وهو شخصية جميلة مباشرة واضحة أمينة ومخلصة لعملها، وباعدت بيننا الأيام باستثناء دقائق معدودة من اللقاءات المباشرة، بخلاف أنواع التواصل الأخرى، كما التقيت أيضا بمديرة الإعلام فى اليونسكو هالة أبو خطوة بعد أكثر من ربع قرن عندما كانت ضمن فريق قسم الإعلام بالجامعة الأمريكية الذى كان يتدرب مع عملاق الصحافة المصرية مصطفى أمين، ونفس الشىء مع اثنين من رفقاء دفعتى فى كلية الإعلام الأستاذين طلعت إسماعيل مدير تحرير جريدة الشروق، وعبد الفتاح طلعت مدير تحرير جريدة الأسبوع، وكان الأهم من تلك المعانى الإنسانية الخاصة، تلك المعانى التى تتعلق بالشأن العام لأطفالنا، وكما نعلم فهم رصيدنا الحقيقى فى المستقبل الذى سيقود الوطن لتحقيق أمنه واستقراره، وبالتالى فهم جزء لا يتجزأ من أمننا القومى، خاصة إذا تنبهنا إلى أن الأطفال دون سن الثمانية عشرة سنة يمثلون حوالى 38% من سكان مصر، ولما كنا نعمل حاليا على تطبيق استراتيجية التنمية المستدامة 2030،وبالتالى الأطفال الذين هم فى سن 14 سنة سيكون عمرهم عندها ٢٦ سنة، ولو كنا نتحدث عن التطرف الفكرى، فيجب أن ننتبه إلى أن الأطفال فى المرحلة العمرية من 15 إلى 19 سنة، وهى أخطر المراحل السنية التى قد يتشكل فيها التطرف بكل أشكاله، يشكلون نحو 27% من عدد السكان،وبالتالى كان معظم كلامى فى تلك المائدة يتركز على ضرورة الاهتمام بالأطفال باعتبارهم قضية مستقبل ومسألة أمن قومى تستدعى اهتماما أكبر وتأهيلا أفضل لكل من يتعامل معهم بداية من الوالدين وحتى وسائل الاعلام ومصادر المعرفة الالكترونية التى يتعامل معها، ولا يبقى سوى التقدير للمجلس الأعلى للإعلام لاهتمامه بتلك القضية التى تحتاج إلى موائد حوار أخرى متنوعة لأن الأمر بالفعل يستحق.
 الساحر.. بوتين!
الأحد:
دعونى أذهب بعيدا إلى روسيا، وهى بلد كان بالنسبة لى اكتشافا عظيما قبل سنوات،  ذلك الاكتشاف دفعنى إلى متابعة ما يقوم به الرئيس الروسى فلاديمير بوتين وكيف نجح فى إعادة روسيا إلى مكانتها على مدار عشرين عاما، وبعيونى التى كانت ترصد شوارع وحدائق وناس موسكو وتقارن بين الأمس واليوم، كنت أعرف أن تعاطى الكحوليات هو أكبر مشكلة تواجه ذلك البلد الذى ارتبط اسمه بـ «الفودكا»، وتحقق الاستقرار السياسى وتحسن مستوى المعيشة وظهر الامل فى المستقبل، كان من أبرز مؤشراته تراجع معدلات شرب الخمور بنسبة الثلث، والأهم من ذلك أن المواطن الروسى الذى لم يكن يملك نفقات السفر للسياحة فى الخارج، أصبح مرحبا به من 116 دولة للسفر إليها بدون تأشيرة، ويكفى مجرد الإشارة إلى أن كازاخستان كانت فى وقت مضى  تهدد بطرد الروس من قاعدة بايكنور للإطلاق الفضائى بسبب الديون المتراكمة، وتبدل الحال لنجد روسيا وقد أصبحت فى هذا العام تمتلك داخل أراضيها أحدث قاعدة  فى العالم، وباختصار نجح بوتين فى إنقاذ روسيا من السقوط ورغم ذلك يطلب الروس أكثر وأكثر، ويلخص لنا مايحدث على الساحة حاليا الموقع الروسى الشهير moiarussia.ru، فالشعب الروسى لا يثق فى أحد سوى فى رئيسه فلاديمير بوتين، الذى يضطر دائما للتدخل لمراجعة مستوى معيشة الفرد وأحوال السكان والأوضاع المختلفة فى الصحة والتعليم والإسكان.
حكيم.. عبر الحدود!
الثلاثاء:
كانت مفاجأة كبيرة عندما طلب منى تقديم كتابه الجديد «حكيم عبر الحدود»، فصعب جدا أن تكتب أو تتحمل عبء تقديم الدكتور هانى حافظ أستاذ أمراض الكلى الشهير ورئيس الجمعية المصرية لأمراض الكلى سواء فى اجتماع أو كتاب، فهو من المعدودين فى المنطقه فى ذلك المجال، الذين يمتلكون صفات «الحكيم»، وأبرزها التواضع، كما أنه فنان يكتب الشعر ويهوى العزف على الجيتار والأورج، متذوق ومتابع جيد للموسيقى والمسرح والسينما والأدب بكل أنواعه وخاصة العالمى منها، والأهم أنه على درجة رفيعة من الأخلاق، وصاحب حياء لا يعرف اللف والدوران أو القيل والقال، ولا يخرج من لسانه إلا الطيب والحلو والجميل، ومن هنا كانت سعادتى بقيامى بتلك المهمة، وكان من حظى أن أكون من أوائل الذين قرأوا ذلك الكتاب وهو فى نسخته الأخيرة قبل أن يرسله إلى الناشر الأديب أحمد على حسن للطبع فى مكتبة الآداب العريقة، والكتاب بحق مفيد جميل سهل العبارة للقارئ من كل الفئات العمرية والثقافية، بحيث يجد كل واحد منا ضالته فى الكتاب، وربما يجد نفسه فى صفحاته، لأنه يجمع بين أكثر من نوع أدبى، السيرة الذاتية وأدب الرحلات والسفر، إضافة إلى القصائد القصيرة، وهو مزيج نجح فيه باقتدار لأن مصدر نجاح ذلك النوع هو الصدق، باختصار هو كتاب أيضا لكل أفراد الأسرة، تستطيع أن تهديه لكل واحد منهم، وكأنك تقدم له عصيرا مركزا من المشاعر والخبرات.
كلام توك توك:
العقل زينة !!
إليها:
انقلب الزورق.. وبك نجوت.