حكايات| «صاغة» لطلاب الثانوية.. أطفال مصريون في أحضان الذهب والألماس

«صاغة» لطلاب الثانوية.. أطفال مصريون بين الذهب والألماس
«صاغة» لطلاب الثانوية.. أطفال مصريون بين الذهب والألماس

وسط صور جميلات السينما المصرية ومراجيح وسيارات كلاسيكية، تستقر مدرسة هي الأولى من نوعها لتعليم طلاب الثانوية العامة فنون وصنعة الحلي والمجوهرات.

 

على الطراز المعماري القديم المتمثل في منطقة الصاغة، بُنيت مدرسة الحلي والمجوهرات، كما خطط لها مصطفى نصار رئيس مجلس إدارة «إيجبت جولد» ليعيش الطلاب وسط أجواء الحسين ومنطقة بيع الذهب.

 

ولإضافة لمسة تاريخية على المدرسة، تزينت جدرانها بصور لفناني الزمن الجميل مثل فاتن حمامة، وزبيدة ثروت، وتحية كاريوكا، وعديد من سيارات تعود لزمن الأربعينيات، ومراجيح تعود للموالد القديمة.

 

 

عند السابعة والنصف صباحا يبدأ طلاب تلك المدرسة الثانوية بطابور الصباح وينتهي في الثالثة والنصف؛ حيث يقسم يومهم الدراسي بين التعليم النظري داخل الفصول، والتدريب العملي في ورش داخل المدرسة، إضافة إلى التدريب داخل مصانع الذهب والفضة والألماس.

 

200 طالب يمثلون أعداد الدارسين داخل فصول «إيجبت جولد»، مقسمين إلى 130 طالبة و70 طالبًا، وهو ما يكسر القاعدة المعروفة بأن صناعة الذهب تميز بها الرجال فقط.

 

 

ومع نهاية كل شهر، يحصل الطلاب على مكافأة رمزية (300 جنيه)، بالإضافة إلى وجبات يومية تتمثل في وجبات ساخنة مثل الأرز واللحوم والدجاج ووجبات جافة مثل الفطائر والعصائر. 

 

تضم المدرسة طلاب من جميع أنحاء المحافظات المصرية، مثل المنيا وأسيوط والغربية والقليوبية والإسكندرية وغيرها من المحافظات البعيدة، حيث أكد الطلاب أنهم تركوا التعليم العام وتوجهوا لـ«الفني» بعد استحداث العديد من المجالات مثل مدرسة الحلي والمجوهرات.

 

 

«فاطمة – طالبة بالمدرسة» تحدثت لـ«بوابة أخبار اليوم» عن رحلتها من محافظة المنيا؛ حيث مقر إقامتها إلى القليوبية لدراسة حرفة صناعة الحلي والمجوهرات، موضحة أنها بعد أن قدمت أوراقها بالثانوية العامة سحبت أوراقها وقدمتها في المدرسة واجتازت الاختبارات.

 

«شاهندة – طالبة أخرى» تحدثت بدورها عن أن مدرسة الحلي والمجوهرات بالنسبة لها مستقبل أفضل وأضمن من دخول الثانوية العامة، ورغم حصولها على مجموعٍ عالٍ بالإعدادية إلا أنها قررت بعد موافقة والديها الالتحاق بالمدرسة.

 

 

وأشارت إلى أنها «سعيدة بتعلمها صنعة جميلة مثل صنعة الحلي والمجوهرات»، مؤكدة أنها تأتي كل يوم من محافظة بعيدة طلباً لتعلم صناعة الحلي وحبا فيما تدرسه.

 

بدورها، أكدت «بسمة - مشرفة بالمدرسة» أن الفكرة نفسها جاءت من صاحب مجموعة إيجبت جولد بإنشاء مدرسة لتعليم صنعة الحلي، وبالفعل تم الاتفاق مع وزارة التربية والتعليم في سبتمبر الماضي على إنشائها.

 

 

وقبل بدء الدراسة الفعلي قام الطلاب بزيارة محلات الصاغة ومصانع الذهب والألماس المختلفة للاطلاع على ما سيدرسونه، بحسب ما قالته المشرفة بسمة.

 

وينقسم اليوم الدراسي للطلاب إلى نظري وعملي، حيث أن مدة الدراسة ثلاث سنوات، وبعدها يستطيع الطلاب الالتحاق بالعديد من المعاهد والكليات.

 

بين العلم والخبرة تتخذ صناعة الذهب والمجوهرات موقعاً مميزًا داخل مدرسة إيجبت جولد، لتقدم شكلا مختلفا للصاغة في مصر، بحسب ما أكده مصطفى نصار رئيس مجلس إدارة «إيجبت جولد».