قمة الشرق الأوسط لسرطان الثدي تكشف عن بروتين يقلل الوفاة بنسبة 30%

قمة الشرق الأوسط
قمة الشرق الأوسط

انطلقت فعاليات القمة الثانية لدول الشرق الأوسط وأفريقيا لمكافحة سرطان الثدي، اليوم الجمعة 22 نوفمير، في دولة الإمارات العربية المتحدة للتباحث حول أحدث النتائج السريرية لعلاج مريضات سرطان الثدي المتقدم الشابات والمتقدمات في السن على حد سواء، بحضور مجموعة من أبرز الأطباء المتخصصين في المنطقة.

 

افتتح رئيس الجمعية الإماراتية للأورام د.حميد الشامسي، الجلسة النقاشية التي تستضيفها شعبة ’نوفارتس لعلم الأورام‘، بالتأكيد على قدرة هذه التجارب السريرية على منح المزيد من الأمل للمريضات في المراحل السابقة واللاحقة لانقطاع الطمث على حد سواء.

 

وقال «الشامسي»: "برغم كونه أكثر أنواع السرطان شيوعاً في منطقة الشرق الأوسط، تُحجم الكثير من السيدات المصابات بسرطان الثدي عن التماس الرعاية الطبية على الفور، وكنتيجة لذلك، تشهد المنطقة ارتفاعاً في معدلات الكشف المتأخر عن المرض؛ ما دفعنا إلى عقد العديد من الشراكات مع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية لتصميم باقة من البرامج التي تناسب احتياجات المجتمعات المحلية في مسعى منا للتصدي للاتجاهات المُقلقة والاستفادة من الفرص النادرة للتوعية حول المرض".

 

ومن جانبها، قالت رئيسة نوفارتس لعلم الأورام في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ماري أندري: "تتمحور رؤية شركتنا والتزامها بالمرضى ومقدمي الرعاية حول بذل الجهود الحثيثة على البحث العلمي بغية تطوير وتحسين الخيارات العلاجية المتاحة أمام مرضى السرطان المحتاجين إليها، إلى جانب حرصنا على توفير إمكانية الوصول لهذه الخيارات الجديدة لصالح المريضات بسرطان الثدي المتقدم في جميع دول المنطقة".

 

وأردفت: "نعمل في الوقت الراهن، من خلال الدورة الثانية لقمة دول الشرق الأوسط وأفريقيا لمكافحة سرطان الثدي، على جمع شمل أخصائيي الرعاية الطبية وأطباء الأورام من جميع أنحاء المنطقة للتباحث حول آخر البيانات العلمية والخيارات العلاجية التي تصب في مصلحة علاج المريضات بسرطان الثدي المتقدم في المراحل السابقة واللاحقة لانقطاع الطمث على حد سواء".

 

يُعتبر سرطان الثدي أكثر أشكال الأورام الخبيثة شيوعاً في منطقة الشرق الأوسط، حيث شهد انتشار سرطان الثدي خلال الأعوام القليلة الماضية زيادة ملحوظة بين السيدات، لاسيما اللاتي لم يتجاوزن العقد الخامس من العمر، ومن المتوقع أن تتضاعف معدلات الانتشار هذا بحلول عام 2030.

 

وأشار الدكتور الشامسي، إلى أن مرض سرطان الثدي المتقدم مازال عصيّاً على العلاج، غير أنّه قابل للإدارة، لافتا إلى أن معدلات الوفيات الناجمة عن سرطان الثدي بين النساء في دولة الإمارات العربية المتحدة، تبلغ نسبة 24%. وتشكل حالات الإصابة بسرطان الثدي النقيلي نسبة 15% من إجمالي حالات الإصابة بسرطان الثدي في الدولة.

 

وتطرق المشاركون في الجلسة النقاشية التي تخللت الفعالية إلى تجارب "موناليزا-3" و"موناليزا-7"، والتين سلطا الضوء على وجود أمل جديد في زيادة معدلات النجاة وتحسين جودة الحياة لكل من المريضات في المرحلتين السابقة واللاحقة لانقطاع الطمث على الترتيب.

 

وبدوره، قال رئيس قسم الأمراض الدموية والأورام في مستشفى جبل لبنان د.فادي نصر، إن سرطان الثدي المتقدم aBC يُعتبر أخطر أشكال سرطان الثدي ويحدث عندما تتكرر الإصابة بالمرض أو ينتشر المرض من الثدي إلى أجزاء أخرى من الجسم، كالعقد اللمفاوية أو العظام أو الرئتين أو الدماغ، ويمكن أن يطلق على هذا النوع من المرض اسم سرطان الثدي الثانوي أو النقيلي، مضيفا أن مرضى سرطان الثدي النقيلي يشيرون إلى أن الدعم المقدم لهم غالباً ما يكون غير كافٍ مقارنةً بالمعلومات والخدمات المتوفرة عند تشخيص سرطان الثدي في مراحله المبكرة.

 

وأضاف: "أظهرت التقديرات في منطقة الشرق الأوسط أنّ 50% من إجمالي المريضات بسرطان الثدي هُن من السيدات اللاتي لم يتجاوزن العقد الخامس من العمر بعد، وغالباً ما يتم تشخيص المرض لدى السيدات الشابات في مرحلة متقدمة منه، بينما يجري تشخيصه لدى غالبية السيدات تحت سن الـ 45 في المرحلة الثالثة وبعد معاناتهن من الأورام العقدية الخبيثة أو أورام أضخم في منطقة الثدي.

 

ويُعتبر سرطان الثدي الذي يصيب المريضات في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث واحداً من الأشكال البيولوجية والأكثر عدائية من المرض بالمقارنة مع النمط اللاحق لانقطاع الطمث من السرطان، لا سيّما بين السيدات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 20 و59 عاماً.

 

ومن جانبه، قال مؤسس مركز ’كايرو كيور‘ وأستاذ الأورام بطب قصر العيني والمشرف على المبادرة الرئاسية للكشف المبكر عن قوطان الثدي بمصر البروفيسور د.حمدي عبدالعظيم، إن نتائج تجربة "موناليزا-7" تمحورت حول المريضات بسرطان الثدي المتقدم في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث "الفئة الأصغر سناً"، وهي شريحة لم يسبق وأن تناولتها التجارب السريرية من قبل، كما تطرقت هذه التجارب إلى استخدام مثبطات بروتين الكيناز المعتمد على السيكلين من النمط 4/6 بالتزامن مع مثبط الأروماتاز، إذ أظهر استخدام هذه المقاربة العلاجية استفادتهن من 14 شهراً إضافياً دون تقدم المرض بالمقارنة مع استخدام العلاج الهرموني لوحده.

 

وأوضح أن السيدات اللاتي تلقين العلاج المركب في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث أظهرت استجابة مبكرة في فترة لم تتجاوز الثمانية أسابيع، وذلك على النحو الظاهر عند تحديد الفوارق بين منحنيات معدلات النجاة دون تقدم المرض لدى المريضات ممّن حصلن على العلاج المركب واللاتي حصلن على العلاج الهرموني وحده، إذ تمتعت السيدات اللاتي تلقين مثبطات بروتين الكيناز المعتمد على السيكلين من النمط 4/6 بحياة أفضل من حيث المدة والجودة بالمقارنة مع السيدات اللاتي تلقين العلاج الهرموني حصراً.

 

وأضاف د.حمدي عبدالعظيم أن السيدات اللاتي تلقين مثبطات بروتين الكيناز المعتمد على السيكلين من النمط 4/6 أبدين تحسناً سريرياً ملموساً ومستداماً فيما يتعلق بأعراض الألم في غضون ثمانية أسابيع".

 

ومن ناحيته، قال رئيس الوحدة الطبية لأورام وسرطان الثدي لدى مركز الكويت لمكافحة السرطان KCCC د.فيصل التركيت: "أتاحت لنا تجربة موناليزا-3 بيانات جديدة حول علاج سرطان الثدي المتقدم إيجابي مستقبلات الهرمونات/ سلبي مستقبل عامل النمو الجلدي البشري من النمط الثاني (HR+/HER2-) بعد انقطاع الطمث، كما منح المريضات المصابات به أملاً جديداً لإطالة فترة النجاة من المرض".

 

وتابع د.فيصل التركيت: "يعتبر بروتين الكيناز المعتمد على السيكلين من النمط 4 (CDK4) أحد المحركات الرئيسية لتقدم مرض السرطان، وقد تبين أن تثبيط هذا البروتين يمنع نمو خلايا سرطان الثدي، وبيّنت الدراسة أن بعض مثبطات بروتين الكيناز المعتمد على السيكلين من النمط 4/6 (CDK4/6) تقدم أداءً أفضل على مستوى الاستهداف والتثبيط الانتقائي لبروتين الكيناز المعتمد على السيكلين من النمط 4 قياساً بغيرها من المثبطات الأخرى، وتقدم هذه النتائج لأطباء الأورام مزيداً من الأدلة لاتخاذ خيارات علاجية تتسم بالثقة لمرضى سرطان الثدي النقيلي الإيجابي لمستقبلات الهرمونات".

 

ومن جانبه، نوه استشاري أورام الثدي لدى مركز الملك عبدالعزيز الطبي د.متعب الفهيدي، إلى أن "موناليزا-3" تعتبر واحدة من أضخم التجارب السريرية الرامية إلى تقييم أثر استخدام مثبطات بروتين الكيناز المعتمد على السيكلين من النمط 4/6 كجزء من العلاج المركب للمرض لدى السيدات في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث "عدد المشاركات في التجربة بلغ 726 سيدة .

 

واستطرد د.متعب، أن التجربة شملت النساء اللواتي تم تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي النقيلي حديثاً، والنساء اللواتي تعرضن لانتكاس المرض خلال أو بعد 12 شهراً من العلاج المساعد، والنساء اللواتي باشرن العلاج الهرموني للمراحل المتقدمة من المرض. كما أظهرت الدراسة انخفاضاً ملحوظاً بنسبة 30% في مخاطر حدوث الوفاة وأدى إلى زيادة معدلات نجاة المشاركات في التجربة من المصابات بسرطان الثدي المتقدم في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث (الفئة الأكبر سناً). وعلاوة على ذلك، أسهمت التجربة السريرية في تقييم فعالية العلاج وخصائص السلامة التي يتسم بها.


واضاف الفهيدي: "لم يتجاوز التحسن الذي شهدته معدلات النجاة لخمسة أعوام من سرطان الثدي النقيلي إيجابي مستقبل الهرمونات (HR+) على مدار 25 عاماً مضت حاجز الـ 5%، مضيفا نتائج التجربة السريرية تقدم للمجتمع الطبي فهماً أفضل وأكثر تعمقاً لمرض سرطان الثدي النقيلي وإمكانية تحويله إلى مرض قابل للشفاء.

 

وأضاف: "نحن ملتزمون بتحسين معدلات البقاء على قيد الحياة لدى المصابات من خلال العلوم المتفوقة والتعاون والشغف الكبير لإحداث نقلة نوعية على مستوى رعاية المرضى وتحديد مسارات أو طفرات جديدة قد تلعب دوراً في تقدم المرض وتطوير علاجات تعمل على تحسين نوعية حياة المرضى بدلاً من الحفاظ على مستوياتها الحالية فحسب".