حبوا بعض

الخيبات الدرامية العربية المتتالية لا تسمح لنا بأن نصدق بسهولة أن هناك عملاً جيداً

أمنية طلعت
أمنية طلعت

الخيبات الدرامية العربية المتتالية لا تسمح لنا بأن نصدق بسهولة أن هناك عملاً جيداً يستحق المشاهدة، مهما تم الترويج له بمجموعة من البروموهات المشوقة، فلقد اعتدنا أن يتم تجميع أفضل المشاهد فى البرومو، فإذا ما شاهدت المسلسل طعنتك خيبة الأمل، حيث تكتشف أنك شاهدت المسلسل كله فى البرومو وأنهم لم يكن لديهم أكثر ولا أفضل مما قدم به.
لذلك وبمنتهى البساطة؛ ولأننى عشت ما يكفى من النكد الفنى المصرى والعربى، قررت ألا أشاهد أى أعمال فيديو إنتاج عربى ولأحترم عقلى وقدرتى على التحمل وأكتفى بمشاهدة الإنتاج الأجنبى، حتى أننى توقفت عن مشاهدة التليفزيون واقتصرت علاقتى به على إزالة الأتربة التى تتراكم عليه من وقت لآخر، فأنا وابنى وابنتى نتابع أعمالنا الدرامية الأجنبية المفضلة عبر الإنترنت.
عندما نوه الفنان خالد النبوى عن مسلسله الجديد ممالك النار عبر حسابه الرسمى على موقع التواصل الاجتماعى تويتر، عبرت على التغريدة بسرعة ولم أهتم، لكنه عندما بدأ يضع لقطات سريعة من المسلسل، جذب انتباهى وتساءلت إن كان هناك ما يستحق إنفاق الوقت عليه؟! وعندما شاهدت البرومو عبر الحساب الرسمى للمسلسل على تويتر، اتسعت حدقتا عينىّ وأصبح السؤال: متى سيبدأ عرض المسلسل؟
رغم كل ذلك انتظرت موعد بث الحلقة الأولى وأنا كما يقولون أتحسس مسدسى، ففى النهاية لا يمكن بعد كل هذا العمر والخبرة مع الدراما العربية الخائبة يخدعنى برومو ولقطات من مسلسل! لذا لم أشاهد الحلقات فى موعدها وقررت متابعة تعليقات الناس وآرائهم بعد عرض ثلاث حلقات كاملة! وأخيراً قررت الجلوس أمام شاشة اللابتوب لأشاهد المسلسل.
لم أكن أتخيل أن مشاهدتى للحلقة الأولى ستدفع بى إلى أن أستمر حتى المشهد الأخير من الحلقة الثالثة، لكنه كان، واستطاع مسلسل «ممالك النار» أن يخطف عقلى وقلبى اللذين لا يعرفان أو يعشقان شيئاً فى الحياة أكثر من الدراما الحلوة وأتابعها بشغف فى أى صورة كانت، قصة أو رواية أو مسرحية أو مسلسلا أو فيلما، المهم أن تكون دراما حقيقية، تمسك بتلابيبى ولا تتركنى سوى مقطوعة الأنفاس، جراء اللهث وراء الأحداث. وهذه هى حالتى الآن مع مسلسل ممالك النار الذى جذب عقلى ووضعنى على مضمار اللهث خلف أحداثه.
رغم أننى أعرف جيداً النهاية، حيث نشاهد فترة متوترة وقاسية من تاريخ مصر ووقوعها تحت نير أسوأ احتلال عرفناه منذ فجر التاريخ، وهو الاحتلال العثمانى، إلا أننى سعيدة لأننا أخيراً سنشاهد عملاً يؤصل لأن الأتراك كانوا مستعمرين وليسوا خلفاء راشدين.