فى الصميم

شركاء الإرهاب.. ولقاء بلا مفاجآت!!

جـلال عـارف
جـلال عـارف

ليس من مفاجأة فى الكشف عن اللقاء الذى تم بسرية كاملة بين تنظيم جماعة الاخوان والحرس الثورى الإيرانى فى تركيا قبل خمس سنوات، لتنسيق التآمر ضد الدول العربية.
ليس من مفاجأة على الإطلاق. فقبل ذلك، وفى العام الذى ابتليت فيه مصر بحكم الإخوان، كان العمل المشترك بين التنظيمين الإرهابيين يجرى على قدم وساق. وإذا كانت الأضواء قد سلطت على زيارة الرئيس الايرانى الأسبق «أحمدى نجاد» لمصر، فإن الأهم كان يجرى بدون إعلان. والمبعوثون من الحرس الثورى كانوا ضيوفاً دائمين على «الإخوان» الذين كانوا يأملون فى أن يكرروا تجربة الحرس الإيرانى فى السيطرة على مؤسسات الدولة. وفى خلق كيانات موازين تدين بالولاء للجماعة وليس للوطن، وتجعل مركز الحكم عند المرشد ومكتب الإرشاد.
وليس مفاجئاً أن يستمر التواصل حتى بعد سقوط حكم الاخوان فى مصر، وإن كان قد تولاه فى هذه الفترة عناصر التنظيم الدولى للجماعة، وليس مفاجئاً أيضا أن تكون اللقاءات على أرض تركيا وربما تحت رعايتها. فقد كانت الأطراف الثلاثة فاعلة فى المحاولة البائسة لزرع الارهاب على أرض مصر، وكانوا - مع أطراف أخرى معادية - يعلنون العداء بكل وضوح للنظام فى مصر، والأنظمة العربية التى وقفت معه فى هذه الظروف الصعبة.
الارهاب ليس له دين ولا وطن. وهو يستخدم الخلافات المذهبية من أجل تحقيق أهدافه وتنفيذ مؤامراته، ويشعل نيران الصراعات الطائفية من أجل الحكم وليس من أجل الدين. كلهم يخرجون من عالم لا يعرف إلا التعصب والكراهية. ينشرون الخراب والدمار ثم تتوحد صفوفهم فى مواجهة من يقاتلون لحماية الأوطان، ومن يتمسكون بجوهر الدين الحنيف رسالة للانسانية ودعوة للتسامح ونهجاً للعمران والنهضة. وطريقاً ينيره الفكر والابداع ويصنعه الإنسان الحر الذى لا يتاجر بالدين ولا ليستبيح الدم الحرام.