فى الصميم

أمريكا والمستوطنات .. أى شرعية ؟

جـلال عـارف
جـلال عـارف

رغم الانحياز الأمريكى الكامل والمستمر لاسرائيل، إلا أن الموقف من قضية الاستيطان ظل محكوما بالرؤية القانونية للادارات الامريكية التى أقرت منذ البداية بعدم مشروعية الاستيطان، وإن اختلفت طرق التعبير عن هذا الموقف بين ادارة وأخرى حتى تم الحسم قبل ثلاث سنوات، حين سمحت الادارة الأمريكية بصدور قرارمجلس الأمن رقم 2334 الذى أدان الاستيطان وطالب بايقافه.
اليوم يفاجئ وزير الخارجية الامريكى «بومبيو» العالم بانقلاب على السياسة الأمريكية من هذه القضية ضاربا عرض الحائط بكل القوانين والقرارات الدولية، ليعلن ان الادارة الامريكية لم تعد ترى أن الاستيطان الاسرائيلى فى الضفة الغربية يتعارض مع القانون الدولى!!
وبغض النظر عن الأثر القانونى المنعدم للقرار الأمريكى الجديد، إلا أن الأمر يبدو اصرارا على السير فى الطريق الخطأ والخطر الذى بدأ مع القرار حول القدس واستمر باعلان الحرب السياسية والاقتصادية على السلطة الفلسطينية ومحاولة حصار منظمة «الاونروا» بهدف تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين.
الخطوة الجديد لاتعنى الا المضى فى عملية اغتيال ماتبقى من فرص للسلام العادل، وانهاء أى فرصة لحل الدولتين. وهو امر لايعنى فقط استمرار الصراع فى المنطقة، ولكنه أيضا أن اسرائيل نفسها ستكون اكبر الخاسرين حين تجد نفسها وحيدة فى وجه كل العالم، وحين يصبح حل الدولة الواحدة هو الممكن الوحيد، وحين يتأكد أن عنصرية المشروع الصهيونى هى أصله.. ونهايته!!
يرحب نتنياهو بالطبع بالخطوة الامريكية، ويصفها بأنها تصحيح لخطأ تاريخي!! تصحيح التاريخ يتم فقط حين تعود الحقوق المشروعة لشعب فلسطين فى ارضه ودولته المستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس العربية. حتى ذلك الوقت، ورغم كل محاولات التزييف، يبقى الخطأ مستمرا!!