حكايات| صنع في الإسكندرية.. جهاز مصري جديد لكشف كذب الجواسيس والمتهمين

 صنع في الإسكندرية.. جهاز مصري جديد لكشف كذب الجواسيس والمتهمين
صنع في الإسكندرية.. جهاز مصري جديد لكشف كذب الجواسيس والمتهمين

أمام محطة الأفلام والمسلسلات الجاسوسية يتوقف كل ما يرتبط بـ«أجهزة كشف الكذب»، لكن علماء مصريين بجامعة الإسكندرية، قدموا للبشرية اختراعًا جديدًا يقوم بنفس المهمة لكن عبر «نبرة الصوت».. فكيف حققوا ذلك؟

 

ببساطة استطاعت جامعة الإسكندرية أن تستبدل آلات كشف الكذب إلى أناس يقدمون خدمة فريدة من نوعها لرجال التحقيق الجنائي من قضاة ووكلاء النيابة والبحث الجنائي، ليكتسبوا منها القدرة على استخدام مهارة التحليلات اللغوية «الكلمات».

وبات جميع أنواع النشاط الإجرامي، مثل الابتزاز والرشوة والتجسس وكتابة العقود ونظم حماية العلامات التجارية، وغيرها خاضعة لتحليل بصمة الشخص اللغوية وأسلوبه الذي يرتبط بمجموعة من السمات الشخصية والجسدية.

 

هذه التجربة رأت النور داخل قسم جديد بكلية الآداب جامعة الإسكندرية يحمل اسم «الصوتيات واللغويات القضائية»، ويختص بعمل القضاء المصري والتحليل الصوتي للمتهمين والسمات الشخصية لهم أو ما يعرف بـ«بصمة الشخص اللغوية» لتحديد صوت متكلم بعينه قد تم سماعه في جريمة وهو ما يعادل نفس مكانة شهود الرؤية التي يتم الاستعانة بهم في التحقيقات.

 

الدكتورة ميرفت فشل- أستاذ علوم الصوتيات بقسم الصوتيات واللغويات ومنسق برنامج الصوتيات واللغويات القضائية والمؤسس له تحدثت عن القسم الجديد، موضة أن علمي «اللغة القضائي» و«الصوتيات القضائي» فرعين من فروع علم اللغة.

 

ويستخدم علم اللغة القضائي والوسائل اللغوية في التحقيق في الجرائم، ويتكون من 3 أضلاع رئيسية هي اللغة والجريمة والقانون، فاللغة أداة والجريمة فعل والقانون وسيلة لتحقيق العدالة. بينما يستخدم علم الصوتيات القضائي تقنيات تحليل الصوت وسماعه في فحص الأدلة الصوتية المسجلة.

 


 
ويُؤهَّل المتدرب الذي يدرس في هذا البرنامج أن يكون أولاً، ملما بفروع علم اللغة وحتى يكون على دراية جيدة بالتطبيق العملي لتلك المعرفة اللغوية في الأدلة القانونية والنصوص القضائية؛ حيث يتعرف على كيفية عمل نظام القضاء والنظم القانونية ونظم العدالة الجنائية ولغة التحقيقات وقواعد الاستجوابات.

 

كما يكون المتدرب قادرًا على استخدام مهارة التحليلات اللغوية في جميع أنواع النشاط الإجرامي، مثل الابتزاز والرشوة والتجسس وكتابة العقود ونظم حماية العلامة التجارية، إلى جانب تحليل أسلوب شخص ما يشتبه بكتابته رسائل ذات علاقة بالجريمة؛ حيث إن بصمة الشخص اللغوية وأسلوبه الفردي تستخلص من تفاعلاته اليومية التي ترتبط بمجموعة من السمات الشخصية والمتغيرات المكانية والسمات الجسدية؛ بحسب الدكتورة «فشل».


 
وأوضحت أستاذ علوم الصوتيات بقسم الصوتيات واللغويات أن علم الصوتيات القضائي أو كما يسميه البعض علم الكلام القضائي يتعلم فيه المتدرب التقنيات العملية المستخدمة في التحليل الصوتي والسمعي، أما فيما يخص التحليل السمعي فإنه يتم تدريب الشخص على التعرف على المتكلم أو تحديد هوية الصوت الخاص بمتكلم ما بالوسائل السمعية.

 

وتقوم العملية المستخدمة في تحديد هوية الصوت على استعراض عدد من الأصوات المسجلة المشتبه فيها مع إضافة أشخاص آخرون في مثل ظروفهم وسنهم وحالتهم الاجتماعية والتعليمية على شهود السمع، وذلك لتحديد صوت متكلم بعينه قد تم سماعه في جريمة ما، تماماً مثلما يحدث في صف شهود الرؤية التي يتم الاستعانة بهم في التحقيقات.

 

 

وعن التحليل الصوتي فيجرى استخدام أجهزة تحليل الصوت في فحص الأدلة الصوتية والوصول إلى البصمة الصوتية للمتكلم ويتطلب هذا الجانب تعلم بعض العلوم التي تؤهله لذلك مثل علم الصوتيات النطقي والفسيولوجي وعلم الصوتيات الفيزيائي وعلم الصوتيات السمعي والإدراكي وغيرها.

 

أما فيما يخص تعلم مهارة البصمة اللغوية والبصمة الصوتية يتم تأهيل المتدرب أن يكون على دراية ببعض العلوم المهمة لهذا المجال مثل علم النفس وعلم الاجتماع وعلم الجريمة والقانون؛ حيث أن تعلم هذه المهارات تعينه على كشف الكذب والخداع في كلام المجرمين والشهود والضحية لغويًا وصوتيًا.


الدكتورة سهام القارح أستاذ اللغويات بقسم الصوتيات واللغويات مؤسس البرنامج قالت إنه تم اختيار مصطلح «قضائي» ليكون عنوان البرنامج، لأنه أشمل من ترجمته «جنائي» أو «شرعي» فكل نص سواء كان تحريرياً أو شفوياً، مثل رسائل التهديد المكتوبة أو المنطوقة، تعتبر نصاً قضائياً. 

 

 

وتقوم الدراسة في هذا البرنامج على التعاون بين علمين على درجة كبيرة من الأهمية، ويسهمان بشكل إيجابي في خدمة المجتمع، وهما دراسة اللغة «الكلام» والقانون، وبما أن اللغة هي وسيلة للتعبير عن الصياغة الملائمة لكل الأمور المهمة، فمن الأجدر والأولى أن تخدم اللغة الخطاب القانوني مكتوبا ومنطوقا.    

 

وبرنامج اللغويات والصوتيات القضائية سيصبح مفيدًا في تخريج طلاب قادرين على استخدام الأدوات والتقنيات الحديثة في التعرف على المجرمين من خلال أصواتهم سمعيا وتحليليا في المحاكم وفي الأمور القضائية، كما سيتمكنون من التعرف على المجرمين من خلال أصواتهم سمعيا وتحليليا واكتشاف الكذب والخداع في كلامهم عبر المادة المنطوقة والمكتوبة.