مجموعة «الخط العربي» للشيخ محمد عبد الرحمن في ضيافة مكتبة الإسكندرية

مكتبة الإسكندرية
مكتبة الإسكندرية

 تفتتح إدارة المعارض والمقتنيات الفنية التابعة لقطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية، بالتعاون مع مركز دراسات الخطوط التابع لقطاع البحث الأكاديمي، الأربعاء 20 نوفمبر، معرض: "مجموعة الشيخ محمد عبد الرحمن من إبداعات فن الخط العربي في مصر" وذلك بقاعة المعارض الغربية بمركز مؤتمرات المكتبة.

ويأتي المعرض، الذي تستمر أعماله حتى 30 نوفمبر الجاري، انطلاقا من دور مكتبة الإسكندرية وقيمة رسالتها في نشر ثقافة الفن والتذوق الفني في المجتمع، وتعريف زوارها، خاصةً من الشباب، بتراث مصر الفني في جميع مجالات الفنون، حيث قامت أسرة الخطاط الراحل الشيخ محمد عبد الرحمن بإهداء مجموعة قيمة من أعماله ومقتنياته إلى مكتبة الإسكندرية، لتنضم إلى مجموعة مقتنياتها الفنية.

يذكر أن الشيخ محمد عبد الرحمن يعد واحدا من أشهر الخطاطين المصريين في القرن العشرين، وقد وُلد ببلدة الميمون بمحافظة بني سويف عام 1890، حفظ القرآن الكريم وجوده، والتحق بمدارس المعلمين الأولية والأزهر الشريف.

وتلقى تعليم الخط العربي وفنونه على يد الأستاذ محمود عبد الرازق، والشيخ عبد الغني عجور، ثم عُيَّن مدرسًا للخط العربي بالمعهد الأزهري بالإسكندرية عام 1909.

انتقل بعد ذلك للعمل بمصلحة المساحة المصرية عام 1919، وكانت مصلحة المساحة في ذاك الوقت تختار في صفوفها خيرة الخطاطين المصريين للعمل على إعداد الخرائط لما يستلزمه ذلك العمل من دقة فائقة، بالإضافة إلى طباعة العملات الورقية، والطوابع البريدية، والشيكات، والمحافظ المالية المختلفة.

بجانب عمل الشيخ محمد عبد الرحمن الأساسي، عمل أيضا في مصلحة المساحة مدرسا للخط العربي بمدرسة تحسين الخطوط الملكية وقتها.

وتكشف المجموعة المعروضة أنه كان يعمل أيضًا «خبيرا» للخطوط والمضاهاة والتزوير في المحاكم المصرية، وله كراسة تعليمية بعنوان «الخط الواضح».

ومن آثاره الفنية كتابة مسجد أحمد طلعت بالسبتية بالقاهرة، وكتابة الباب البحري لسراي الأمير محمد علي بالمنيل، كما كتب كثيرا من أغلفة الكتب، وله عديد من اللوحات الخطية المميزة.

وتعد المجموعة مثالا واضحا وصريحا للتنوع الذي شهدته المدرسة المصرية للخط العربي في منتصف القرن العشرين، متمثلة في شخص الشيخ محمد عبد الرحمن؛ من حيث الإجادة الخطية والفنية، والتمكن الخطي في جميع أنواع الخطوط العربية؛ مثل: الثُلث، والنسخ، والفارسي، والديواني، كما تعطي صورة عن العلاقات بين الخطاطين، والمواد التي يتهادونها فيما بينهم.