«الثورة المخملية».. 30 عامًا على الإطاحة بأذيال الشيوعية في «التشيك وسلوفاكيا»

صورة بين الماضي والحاضر
صورة بين الماضي والحاضر

«نحن هنا».. هكذا كان المحتجون هناك في أرض تشيكوسلوفاكيا، المقسمة لشطرين، قبل ثلاثين عامًا، يملئون ساحة ليتنا، ينشدون التغيير الحقيقي في بلادهم، فكان لهم ما أرادوا، وإن كانوا قد دفع ثمن ذلك، أن انقسمت البلاد إلى شطرين هما التشيك وسلوفاكيا عام 1991.

سقوط جدار برلين، الفاصل بين ألمانيا الغربية وألمانيا الشرقية في التاسع من نوفمبر من ذلك العام، كان محفزًا بشدة للمحتجين في كلٍ من التشيك وسلوفاكيا، الوطن الواحد حتى عام 1991، للخروج في الشوارع والاحتجاج على نظام الحكم الشيوعي، ودولة الحزب الواحد، الذي أثقل كاهل الدولة، واحتكر المشهد السياسي، في غياب أي مظاهر للديمقراطية في البلاد.

أكثر من نصف مليون مواطن تظاهروا في براج أثناء تلك الاحتجاجات، التي تصاعدت وتيرتها، إلى أن أُجبر الرئيس آنذاك جوستاف هوساك على الاستقالة من منصبه، في الثورة المخملية، التي قاد البلاد نحو نظام حكمٍ برلمانيٍ يرسي قواعد الديمقراطية.

أكثر من أربعين عامًا قضتها تشيكوسلوفاكيا تحت قبضة الحزب الشيوعي، الذي وصل للحكم في فبراير عام 1948، وظل يسلط قبضته الفولاذية إلى أن خرجت الجموع في شوارع البلاد بدءًا من السابع عشر من نوفمبر عام 1989، وحتى التاسع والعشرين من ديسمبر من ذلك العام، حين أّذن للشيوعية بالاختفاء من أرض تشيكوسلوفاكيا.

وبعد انفصال شطري تشيكوسلوفاكيا عام 1991، استخدمت سلوفاكيا مصطلح الثورة الرقيقة بينما استمرت التشيك في استخدام مسمى "الثورة المخملية"، التي لا تزال في أذهان التشيكيين إلى يومنا هذا.

احتجاجات في الذكرى الثلاثين

وتزامنًا مع الذكرى الثلاثين للثورة المخملية، خرجت احتجاجات شعبية في التشيك، قُدر عدد المحتجين خلالها بأكثر من مائتي ألف، تطالب برحيل الرئيس ميلوس زيمان، ورئيس الوزراء أندريه بابيش، الذي يحمل ماضيًا شيوعيًا، لا يزال يؤرقه، حتى وإن أبدى ندمه عن ذلك الماضي، الذي يمثل شبحًا أسودًا يطارده.

واستعاد المحتجون أطلال الماضي، وتظاهروا في ساحة ليتنا  بالعاصمة براج، تلك الساحة التي كانت قبل 30 عامًا مسرحًا لثورةٍ شعبيةٍ أطاحت بالشيوعية من البلاد، واستعادوا الهتاف الشهير "نحن هنا"، الذي كان يخرج من حناجر المتظاهرين قبل ثلاثة عقود، وهم ينشدون زوال الشيوعية وبناء الديمقراطية.