رؤية

لُبنى هلال أول من تربعت على عرش المرأة بالمركزى

صبرى غنيم
صبرى غنيم

ـ تمنيت أن تكونوا معى يوم أن وقفت لبنى هلال نائب محافظ البنك المركزى أمام أكثر من ألف ضيف فى مؤتمر «الناس والبنوك» يصفقون لها احتراما وتقديرا لحظة تكريمها، الدكتور مصطفى الفقى رئيس المركز الإعلامى العربى وهشام عكاشة نائب رئيس اتحاد بنوك مصر ورئيس المؤتمر، ويحيى أبو الفتوح أمين عام المؤتمر.. قدموا لها درع العطاء تقديرا عن عطاء السنين..
ـ وترد لبنى هلال على تحية القاعة التى احتشدت بوزراء وقيادات بنوك ورجال مال وأعمال وشخصيات المجتمع، ثم تبدأ الكلام بالإشادة بأجندة المؤتمر لاختيارها موضوعات التحول الرقمى والدفع الإلكترونى وتأثير خفض الفائدة على الأداء الاقتصادى جانب تمكين المرأة اقتصاديا فى البنوك.. وتؤكد «لبنى» أن النجاح الذى حققته مصر الفترة الماضية من خلال البرنامج الاقتصادى وتحقيق الاستقرار المالى والنقدى وضع مصر على خريطة التنمية، ومهد نحو تحقيق الشمول المالى لكافة فئات المجتمع.
ـ فعلا.. لم تخطئ مجلة «فوربس» العالمية فى اختيار لبنى هلال نائب المحافظ كأقوى سيدة بين عشر سيدات تأثيرا فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويومها رفع رؤساء البنوك الأجنبية فى مصر القبعات تحية لها كأول مصرية تتربع على عرش المرأة فى البنك المركزى وتتمتع بهذه المكانة.. إذ تمتلك المقومات التى تصنع منها شخصية تاتشر التى عرفتها أوروبا بالمرأة الحديدية..
ـ لبنى هلال إنسانة بسيطة جدا، اختصها الله بنورانية فأضاء وجهها وزينه بابتسامة القبول والرضا، فبعد أن نالت درجة الماجيستير فى الجامعة الأمريكية عملت بعدة بنوك استثمارية كبرى جانب المجموعة المالية المصرية - هيرميس.. فكانت هذه الخبرة طاقة نور فتحت لها أبواب المركزى، فرحب بها الدكتور فاروق العقدة لما تمتلكه من ذكاء وموهبة، وطوال خدمتها بالبنك لم تدخر جهدا فى خدمة الوطن، فكان أول اختبار لها يوم أسند لها مهمة إعادة هيكلة القطاع المصرفى الذى كان فى أحضان نواب القروض ونجحت فى تحريره، وتأتى واقعة انهيار البنوك الأمريكية عام ٢٠٠٦ فكانت أصعب فترة اختبار، ولأنها كانت تتمتع بمواصفات المرأة الحديدية لم تهتز فقد كانت على ثقة بقوة الدكتور العقدة فى تأمين بنوكنا من توابع الهزة العالمية التى أطاحت ببنوك أوروبية كثيرة.. ولا ينكر إلا جاحد أنه خلال السنوات العشر التى قضاها د.العقدة استردت البنوك عافيتها، لذلك تشجع الرجل ورفض التجديد له للمرة الثالثة ولقناعة لبنى هلال به كأب روحى وأستاذ لها، رفضت أن تستمر فى موقعها وقدمت استقالتها، ولم تعد لموقعها إلا بعد تعيين طارق عامر كمحافظ للبنك حيث كان لها أخا منذ عملهما معا من قبل..
ـ وفى عام ٢٠١٥ حظيت لبنى بتقدير الرئاسة بصدور قرار رئيس الجمهورية بإعادة تشكيل مجلس إدارة البنك المركزى وتعيينها نائبا للمحافظ للاستقرار النقدى فأصبحت قطاعات السياسة النقدية ونظم الدفع وتكنولوجية المعلومات والعمليات المصرفية وتطوير القطاع المصرفى فى دائرة اختصاصها..
ـ من هنا كشف عصر طارق عامر عن هويته، إذ كان عصرا مختلفا فى الشكل والمضمون عن عصر أستاذه الدكتور العقدة الذى أعاد للقطاع المصرفى هيبته، وفى عصر عامر شهدت البنوك عمليات جراحية فى اقتصاد مصر، تجرأ عامر ولبنى وقام الاثنان باستئصال الورم الخبيث الذى ابتلى به اقتصادنا من عشرات السنين وكان سببا فى تدهورنا، قادت «لبنى» وحدها تنفيذ أول برنامج شامل للإصلاح الاقتصادى أقره صندوق النقد الدولى، إلى جانب الإصلاحات الهيكلية التى استهدفت البرنامج الذى تحمل طارق عامر مسئولية تنفيذه ويكشف عن نيته فى تحرير سعر الصرف كحل لمشكلتنا الاقتصادية.. ولأن السيسى يعرف أن هذا القرار فى صالح الشعب، وهو على قناعة أن الشعب سيجنى ثمارا طيبة من الإصلاح الاقتصادى.. وبالفعل تحققت رؤية الرئيس بشهادة البنك الدولى وصندوق النقد.