حوار| معاذ عمارنة: سأعود للتصوير الصحفي بعين واحدة

معاذ عمارنة
معاذ عمارنة

-معاذ عمارنة: نسبة الرؤية في عيني اليسرى صفر%

-الانقسام الفلسطيني الفلسطيني جريمة بحق شعبنا

-الممارسات الأمريكية بحق شعبنا غير مقبولة

-مصر تقف دوما في صالح الشعب الفلسطيني

 

لم يمتلك أي سلاح لمجابهة إسرائيل سوى عدسة الكاميرا التي توثق جرائم الاحتلال.. لكن يبدو أن هذا سلاح تخشاه دولة الاحتلال التي لم تتورع عن محاولة قتل معاذ ، لكن الطلقة أصابت عينه اليسرى فافقدته رؤية بعضا مما يحدث.

القصة؛ بدأت يوم الجمعة الماضية، حينما استهدف الاحتلال، المصور الصحفي الفلسطيني معاذ عمارنة، برصاصة أفقدته عينه اليسرى أثناء تغطيته لفعالية مناهضة للاستيطان بقرية صوريف شمال الخليل بالضفة الغربية.

من جهته علق المتحدث باسم المحكمة الجنائية الدولية فادي العبدالله، على إعلان معاذ عمارنة رفع دعوى ضد إسرائيل، قائلا إن المدعية العامة للمحكمة، فاتو بنسودا، تستطيع وحدها رفع دعوى، ضد أشخاص وليس دول، مضيفا في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم»، أنه يمكن لأية جهة تملك معلومات أن تقدمها إلى المدعية العامة التي تقرر بعدها ما ينبغي فعله باستقلالية وموضوعية وفقًا للقانون بحسب وصفه.

وأطلق صحفيون فلسطينيون، حملة إلكترونية للتضامن مع معاذ عمارنة تحت اسم  «عين معاذ.. عين الحقيقة»، وبدأت الحملة بنشر صحفيين لصورهم وقد أغلقوا جميعا العين اليسرى للتضامن مع معاذ، لكن سرعان ما تضامن صحفيون  من مناطق شتى بالوطن العربي مع تلك الحملة.

وإلى نص الحوار..

صف لنا تفاصيل ما حدث يوم الجمعة الماضية منذ إطلاق الاحتلال الرصاص عليك حتى تمت تصفية عينك.

كنت أقوم بعملي الصحفي بتغطية فعالية مناهضة للاستيطان بقرية صوريف شمال الخليل بالضفة الغربية، ثم رأيت رصاصة تخترق عيني اليسرى، حتى وصل الأمر الآن إلى أني لا أرى بها.. إنا كصحفيين مستهدفون فإصابتي كانت متعمدة لأنني لم أكن قريبا من مصدر إطلاق جنود الاحتلال النار على المواطنين الفلسطينيين، كما أنني كنت أرتدي ملابس الصحفي وبخاصة السترة الواقية للرصاص والمكتوب عليها "press"، مما يدل على أن الإصابة تمت مباشرة عبر جندي إسرائيلي رأيته بنفسي فاستهداف جنود الاحتلال للصحفيين زادت وتيرته في الفترة الأخيرة

هل تمت إزالة الرصاص من عينك اليسرى؟

بالأمس السبت، لم أجر عملية لاستخراج الرصاص لأن الأطباء حذروني من أن حالتي قد تتدهور في حالة إجراء العملية الجراحية، واليوم الأطباء سيحسمون الأمر عبر الفحوصات، ولا أطلب شيئا من الجمهور سوى الدعاء لي، فبحسب الأطباء فإن نسبة الرؤية في عيني اليسرى صفر%، لكني آمل من الله أن يكون هناك أمل في شفائي رغم أن الأطباء المعالجين الـ3% أي معدومة.

           

هل عرض عليك أحد العلاج خارج فلسطين؟

لم أتابع هاتفي الشخصي لأنني لا أزال متعبا، لكن ما أقوله لكم هو أنني تلقيت عرضا من وزيرة الصحة الفلسطينية ورئاسة مجلس الوزراء للعلاج في أي مكان بالعالم.

هل ستعود لعملك كمصور صحفي مجددا؟

بالتأكيد إنني لن أتراجع عن عملي كمصور صحفي إلا عند الموت، وآمل أن أعود لعملي عند تماثلي للشفاء، كما أطمح أن أقدم قضية الشعب الفلسطيني مرة أخرى في أوضح صورة كي تصل رسالتنا السامية للعالم.

ما الخطوات التي ستتخذها في مواجهة إسرائيل؟

لن أصمت على حقي، فما حدث معي ليس بالأمر الهين، سأقاضيهم في المحاكم الدولية التي نستطيع الوصول إليها، لكني سأشرع في كل هذا بعد انتهاء علاجي واسترداد صحتي.

هل بات إنهاء الانقسام الفلسطيني الفلسطيني ضرورة ملحة الآن؟

نعم؛ فنحن أحوج ما نكون لطي صفحة الانقسام بين حركتي فتح وحماس، فالانقسام جريمه بحق الشعب الفلسطيني ويجب إنهاءه بأية طريقة، حتى تعود اللحمة إلى الشعب مجددا.

في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم» قالت الخارجية الأمريكية إن العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة حق مشروع.. ما تعقيبك؟

الدعم الأمريكي لإسرائيل جريمة، ويجب على الولايات المتحدة إعادة الحقوق للشعب الفلسطيني، كما ينبغي عليها إزالة الاحتلال، فالممارسات الأمريكية بحق شعبنا غير مقبولة.

كيف رأيت حملة «عين معاذ.. عين الحقيقة» التي أطلقها صحفيون فلسطينيون ثم تضامن معها زملاء عرب لدعمك؟

تابعت ما حدث، ورأيت، ولقد ساهم حملة "عين معاذ.. عين الحقيقة" في رفع معنوياتي، كما جعلتني أفخر بكل البلدان التي دعمتني وتضامنت معي، ولن أحيد عن طريقي، وأكشف لكم عن تضامن أطفالي مع تلك الحملات حيث قاموا بنشر صور لهم عبر قيامهم بإغلاق عينيهم اليسرى تضامنا معي.

ما الرسالة التي توجهها للصحافة المصرية؟

أقول لزملائي الصحفيين في بلدنا العزيز مصر أم الدنيا، شكرا لكم على دعمكم لنا كصحفيين فلسطينيين، ولوقوفكم الدائم في صف كلمة الحق لصالح الشعب الفلسطيني، وأدعو أنا والجميع أن يجنب الله مصر الشرور والفتن ويديم الأمن والسلام فيها.

حدثنا عن حياتك العائلية.

إنني متزوج ولي طفلان، فإبراهيم يبلغ من العمر ٤ سنوات، كما أن ابنتي ميس الريم في المرحلة الابتدائية لأنها تعدت الـ٨ أعوام.