فى الصميم

قناة السويس.. إرادة شعب

جـلال عـارف
جـلال عـارف

مائة وخمسون عاماً تمر اليوم على افتتاح قناة السويس لتصبح الممر المائى الأهم فى العالم. ولتكون شاهداً أساسياً على كفاح شعب مصر فى العصر الحديث من أجل التحرر والنهضة، ومن أجل أن يعود صانعاً للحضارة كما كان منذ فجر التاريخ.
تم افتتاح القناة قبل قرن ونصف، بعد عشر سنوات من العمل الشاق فى ظروف بلغت قسوتها أن عمل المصريون فى ظل نظام أقرب الى السخرة، وقدمت فيه مصر أرواح أكثر من مائة وعشرين ألفا من أبنائها لتعطى للعالم هذا المرفق الحيوى الذى حرمت من خيراته لسنوات طويلة، حتى استطاعت بالقرار الخالد الذى أصدره عبدالناصر بتأميم القناة أن تسترد الحقوق الضائعة وأن تبدأ مرحلة جديدة من تاريخها وتاريخ القناة فى ظل الإدارة الوطنية المثالية.
 فى عيدها المائة والخمسين تحتفل مصر بتضحيات ابنائها الذين حفروا القناة، وبجهود من استعادوها وأداروها لمصلحة الوطن، ومن دافعوا عنها ضد العدوان والتآمر. وتحتفل مصر بما أضافته القناة لتلاحق العصر منذ أن استعادتها الإرادة الوطنية عام ١٩٥٦. ولعل إضافة الفرع الثانى  للقناة قبل أربع سنوات كان احتفالاً مسبقا بهذه المناسبة، أكد فيه شعب مصر على إرادته الوطنية التى أنجزت المهمة بأيدى المصريين وأموالهم، وبحرصهم على أن تكون القناة نموذجا للنجاح وعنواناً لمصر عندما تقرر وتنفذ القرار.
تمضى القناة من نجاح لآخر. تحقق أعلى الايرادات فى تاريخها. وتعود الإيرادات لمصر لتزرع الخير وتخطو بمنطقة القناة لتصبح واحدة من المناطق الاقتصادية العالمية الكبرى.
تحية لأجيال من المصريين. الذين حفروا القناة والذين استعادوها للوطن، والذين انتقلوا بها من نجاح لنجاح أكبر، والذين حموها من كل عدوان أو تآمر. وحفظوها لخير مصر ولخير العالم.