انتحار مأساوي لأسرة تركية بسبب الفقر واليأس من الحياة !!

صورة موضوعية
صورة موضوعية

مأساة إنسانية مروعة، روت تفاصيلها واقعة انتحار أسرة تركية بالكامل، لتكشف الحادثة التي هزت أركان المجتمع التركي، عن قبح مظاهر الفقر والظلم والقهر الاجتماعي الذي أصبحت تعيشه غالبية كبيرة من الأسر التركية، في ظل نظام غاشم قاد البلاد إلى أوضاع اقتصادية ومعيشية متردية، وسط أزمات لاتنتهي في سعر صرف العملة المحلية، وارتفاع في الديون المستحقة على البلاد.

أسرة من أربعة أفراد، تعيش بإحدى عقارات حي الفاتح بالعاصمة التركية أنقرة، قرر الأب أن ينهي وجودها من الحياة بالإقدام على الانتحار الجماعي بتناول السم، بعد أن خيم شبح الفقر على أسرته الصغيرة المكونة من أربعة أفراد، بينهم طفلين في سن الخامسة والتاسعة، وتملكها اليأس، وقد ترك ورقة على باب منزله تحمل عبارة «توجد مادة سامة في الداخل، اتصلوا بالشرطة، لا تدخلوا».  

ووفقا لما نقلت صحيفة الجارديان البريطانية عن جيران الأسرة المنكوبة، فقد عاشت الأسرة خلال الفترة الأخيرة في نفق مظلم من الفقر المضجع، وتراكم الديون، بل وانقطاع الخدمات والمرافق من كهرباء، ومياه بسبب الفواتير الباهظة التي لم تستطع الأسرة الصغيرة سدادها، ما أصابهم جميعًا وحتى الأطفال الصغار بحالة من اليأس و الاكتئاب الشديد، قبل أن يقرروا إنهاء حياتهم والانتحار، أملا في التخلص من التخلص من معاناتهم التي أصبحت بلا نهاية.

وفي مقالها بصحيفة الجارديان، و تحت عنوان «انتحار أسرة يكشف عن مجتمع فقد الأمل»، ربطت الروائية التركية الشهيرة إليف شافاق، بين  المأسوية ودوافع الانتحار، وبين المتغيرات الاقتصادية التي يعاني منها المجتمع التركي حاليا، خاصة في ظل ارتفاع أسعار الكهرباء إلى مايزيد عن 10 أضعاف مقارنة بالعام الماضي، مع زيادة إجمالية بلغت نحو 57 في المائة، ونسبة بطالة بلغت نحو 27 في المائة، لافتة " شافاق" في مقالها إلى أن تلك هي الأسباب الحقيقة والدوافع الرئيسية وراء إقدام الأسرة على الانتحار، وهو ما يؤكده أيضًا قطاع واسع من الديمقراطيين والليبراليين، لتفسير ارتفاع معدلات الانتحار خلال الفترة الأخيرة في تركيا.

وفي المقابل، ومن الجانب المؤيد للنظام الحالي الذي يقوده رجب طيب أردوغان، انطلقت أسهم الاتهامات بالخيانة والعمالة لكُل من يحاول الربط بين وقوع مثل تلك الحوادث، وبين والأزمات الاقتصادية التي تشهدها البلاد، وأصبحت واقعًا وعبئًا ثقيلا على كاهل المواطن التركي، مع الزعم بأسباب أخرى لانتحار الأسرة، وعلى رأسها العثور على كتاب عن الإلحاد بمنزل الأسرة في إشارة من أذرع النظام وأبواقه إلى أن إلحاد الأسرة هو السبب وراء إقدامها على الانتحا !!.

وتأتي تلك المزاعم من قبل أبواق نظام "أردوغان"، وسط تدهور شديد للأوضاع الاقتصادية التركية، وتدهور العملة المحلية "الليرة"، مع  صعود حاد في أسعار السلع الزراعية بالسوق التركية، و توسع فجوة الديون ببيع سندات تقدر بنحو 640 مليون دولار.

كما يأتي هذا بالتزامن مع ما ذكرته هيئة الإحصاء التركية، بأن 41 مجموعة غذائية ارتفعت أسعارها خلال الشهر الماضي، من أصل 92، ما يؤكد تردي وتدهور شديد في حياة المواطن التركي، وسط عجز الحكومة المحلية والمؤسسات الرسمية عن وقف هذا التدهور، على الرغم من رزمة إجراءات وتشريعات اتخذها النظام القائم ولكن دون جدوى.

وعلى الرغم من مساعي الحكومة التركية اليائسة، في محاولاته لإنقاذ الاقتصاد التركي من الانهيار، إلا أن خبراء اقتصادينن أتراك يؤكدون أن الفترة المقبلة ستشهد مزيداً من الارتفاع في أسعار المنتجات والسلع المختلفة، مرجعين ذلك إلى ارتفاع نفقات الإنتاج وازدياد عجز الموازنة، وهو ما سيرمي بظلاله القاتمة على حياة المواطن التركي وعلى أحواله المعيشية.