خلال بيان مشترك..

قلق مصري إماراتي من انتشار المليشيات المتطرفة والجماعات الإرهابية في ليبيا

 الرئيس عبد الفتاح السيسي
الرئيس عبد الفتاح السيسي


أعرب الرئيس عبدالفتاح السيسي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عن القلق إزاء انتشار الميليشيات المتطرفة والجماعات الإرهابية المسلحة في ليبيا في ظل استمرار حالة الانقسام في البلاد، مع التأكيد على أهمية مكافحة الإرهاب في ليبيا.


ودعا الجانبان جميع الأطراف لاستئناف العملية السياسية برعاية الأمم المتحدة. كما جدد الجانبان التأكيد على الدعم الكامل للجهود المبذولة من قبل الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة غسان سلامة في سبيل التوصل إلى حل لهذه الأزمة.


وأعرب الجانبان عن الارتياح للتقدم المحرز في اجتماعات واشنطن الوزارية الأخيرة حول أزمة سد النهضة، مؤكدين على أهمية التوصل لاتفاق يؤمن حقوق دول حوض النيل ويتفادى إحداث أي ضرر لمصالحها المائية، وشدد الجانبان على أهمية التوصل لحل نهائي لهذه المشكلة بحد أقصى قبل منتصف شهر يناير 2020 وفقاً لما تم الاتفاق عليه في اجتماعات واشنطن الوزارية.


جاء ذلك في نص البيان المشترك الصادر عن رئاسة الجمهورية اليوم حول زيارة الرئيس السيسي إلى دولة الإمارات. 

وفيما يلي نص البيان : 

انطلاقاً من العلاقة الأخوية المتميزة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية، وفي إطار الزيارة الرسمية لفخامة الرئيس عبدالفتاح سعيد السيسي إلى الإمارات العربية المتحدة خلال الفترة من 13 إلى 14 نوفمبر 2019، عقد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، جلسة مباحثات مع أخيه فخامة عبدالفتاح سعيد السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، بحضور وفدين رفيعي المستوى من البلدين.


أشاد الجانبان بالمستوى المتميز الذي وصل إليه التعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية في مختلف المجالات، في ظل التوجيهات الحكيمة للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة – حفظه الله، وعبدالفتاح سعيد السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، واستناداً إلى العلاقات التاريخية بين البلدين، وأعرب الجانبان عن التطلع إلى تعزيز هذه العلاقات ودفعها إلى آفاق أرحب من التطور والتقدم، من خلال تكثيف التشاور والتنسيق الثنائي بين البلدين حول الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، ومواصلة التعاون في استكشاف الفرص المتاحة لدى الجانبين بما يحقق آمال وتطلعات شعبي البلدين الشقيقين.


وأشاد الجانبان بالعلاقات الاقتصادية المتميزة بين البلدين، حيث تعد جمهورية مصر العربية الشريك التجاري الأول لدولة الإمارات العربية المتحدة على مستوى القارة الأفريقية، في حين تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة المصدر الأول للاستثمارات الأجنبية في جمهورية مصر العربية على مستوى العالم، وتحتل المرتبة الثالثة عالمياً بين أكبر الأسواق التصديرية للمنتجات المصرية.


وأعرب الجانبان عن ارتياحهما للنمو الملحوظ في حجم التبادل التجاري بين البلدين والذي حقق ارتفاعاً تاريخياً ليصل إلى حوالي 5.5 مليار دولار في العام 2018. وأكد الجانبان على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي الثنائي، والعمل على تعزيز البيئة الاستثمارية المحفّزة للمستثمرين في البلدين، بهدف دعم الاستثمارات القائمة وجذب الاستثمارات الجديدة خلال الفترة المقبلة، وبما يحقق ما يطمح إليه شعبي البلدين من تنمية ورخاء وازدهار.


كما رحّب الجانبان باتفاق الرياض الذي تم التوقيع عليه بتاريخ 5 نوفمبر 2019 بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، مع الإشادة بالدور المحوري للمملكة العربية السعودية والجهود الخالصة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لجمع الأطراف اليمنية على طاولة الحوار، وجهود دولة الإمارات العربية المتحدة في دعم التوصل إلى هذا الاتفاق، وأكد الجانبان على دعم جميع الجهود التي تحافظ على وحدة وسيادة اليمن، وتخدم مصالح الشعب اليمني وتساهم في استعادة الأمن والاستقرار في اليمن، ووقف التدخلات الخارجية في هذا البلد الشقيق.


وأعرب الجانبان عن القلق إزاء انتشار الميليشيات المتطرفة والجماعات الإرهابية المسلحة في ليبيا في ظل استمرار حالة الانقسام في البلاد، مع التأكيد على أهمية مكافحة الإرهاب في ليبيا. وفي هذا السياق، يدعو الجانبان جميع الأطراف لاستئناف العملية السياسية برعاية الأمم المتحدة. كما جدد الجانبان التأكيد على الدعم الكامل للجهود المبذولة من قبل الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة غسان سلامة في سبيل التوصل إلى حل لهذه الأزمة.


أعرب الجانبان عن الارتياح للتقدم المحرز في اجتماعات واشنطن الوزارية الأخيرة حول أزمة سد النهضة، مؤكدين على أهمية التوصل لاتفاق يؤمن حقوق دول حوض النيل ويتفادى إحداث أي ضرر لمصالحها المائية، وشدد الجانبان على أهمية التوصل لحل نهائي لهذه المشكلة بحد أقصى قبل منتصف شهر يناير 2020 وفقاً لما تم الاتفاق عليه في اجتماعات واشنطن الوزارية.


وثمّنت دولة الإمارات الإنجازات الكبرى التي تحققت في جمهورية مصر العربية في ظل التوجيهات الحكيمة إلى الرئيس عبدالفتاح سعيد السيسي، وما شهدته مصر في عهد فخامته من تنمية وازدهار وأمن واستقرار.


وأكد الجانبان على الدور القيادي الذي تقوم به جمهورية مصر العربية في التصدي للإرهاب الغاشم. وجدد الجانبان التزامهما بالتعاون من أجل مكافحة التطرف والإرهاب، مع التأكيد على ضرورة تحمّل المجتمع الدولي لمسؤولياته في التصدي للتطرف والإرهاب.


تبادل الجانبان وجهات النظر حول أبرز المستجدات العربية والإقليمية، وأعربا عن الارتياح لتطابق الرؤى بين البلدين حيال مختلف القضايا والأزمات التي تمر بها دول المنطقة، حيث أكد الجانبان على أهمية تضافر الجهود من أجل حل النزاعات في المنطقة بالطرق السلمية.


كما أكد الجانبان على أهمية الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي، كونه ركن أساسي للأمن والاستقرار في المنطقة.


وجدد الجانبان التأكيد على سيادة دولة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث – طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى – المحتلة من قبل إيران، ودعوة الحكومة الإيرانية إلى الاستجابة لدعوة دولة الإمارات العربية المتحدة لإيجاد حل سلمي لقضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة إما من خلال المفاوضات المباشرة أو باللجوء إلى محكمة العدل الدولية.


وأدان الجانبان استمرار التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية لدول المنطقة والتي من شأنها أن تهدد الأمن والاستقرار. وجدد الجانبان تأكيدهما على رفض التدخلات الإقليمية في المنطقة بما فيها الإيرانية والتركية، كما أكّد الجانبان على القرار العربي برفض واستنكار العدوان التركي الأخير على شمال شرقي سوريا، باعتباره خرقا واضحا لمبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.


وشدد الجانبان على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته في ضمان حرية الملاحة البحرية وأمنها وسلامتها، وكذلك حرية الملاحة في المضائق الدولية، وحماية أمن منشآت الطاقة في منطقة الخليج العربي وخليج عمان والبحر الأحمر.


وناقش الجانبان أبرز مستجدات القضية الفلسطينية، وهي قضية العرب المركزية، وأكدا على أهمية التوصل إلى حل عادل وشامل ودائم لهذه القضية مبني على حل الدولتين، وقيام دولة فلسطينية مستقلة على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لمبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ذات الصلة.


وأشاد الجانبان بدور الأزهر الشريف بوصفه منارة لمكافحة الفكر المتطرف ونشر مبادئ الاعتدال والوسطية، كما تناول الجانبان الجهود الكبيرة التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة في الترويج لقيم التسامح والتعايش السلمي بين الحضارات والأديان.


في ختام الزيارة، أعرب عبدالفتاح سعيد السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، عن شكره إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على ما حظي به فخامته والوفد المرافق من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة أثناء زيارتهم إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.