صور| من الملوك والأمراء إلى البلطجية والأشباح.. القصور التاريخية «جواهر منسية»

من الملوك والأمراء إلى البلطجية والأشباح.. القصور التاريخية «جواهر منسية»
من الملوك والأمراء إلى البلطجية والأشباح.. القصور التاريخية «جواهر منسية»

مبان شاهقة تحمل بين جدرانها قصصا من كتب التاريخ، تشهد على عظمة الماضي وإبداعه وإشراقه، تحف معمارية فريدة شيدها كبار القوم حينها، أبدع مشيدوها فأخرجوها «جوهرة ثمينة»، ظلت وستظل شاهدة على عظمة الأجداد.

عدد كبير من هذه القصور التاريخية، تغرق في بحور من الإهمال، وتنتظر قبلة الحياة، لإنقاذ ما تبقى من الضياع والاستفادة منها قبل أن تتحول إلى أطلال، تلك التحف المعمارية لابد من الاهتمام بها ووضعها على خريطة السياحة، واستغلالها اقتصاديا من خلال الحصول على أموال من عائد ورسوم مقابل زيارتها، والاستفادة من هذه الأموال في إجراء الصيانة الدورية لها، وستساهم هذه القصور التاريخية بالترويج السياحي لمصر، وخلق معالم ومزارات جديدة..

«الأخبار» رصدت في هذا التحقيق حال بعض القصور الأثرية والتاريخية المهمة بالصور لهذه الأماكن التي صُنع فيها التاريخ لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وانتشاله من الاندثار والضياع..

«منجك السلحدار».. أطلال!

وانتقلنا لقصر «منجك السلحدار» أحد القصور المنسية الموجودة بشارع سوق السلاح، والذى لا يخطر ببالك مطلقا أنك تمر بجانب قصر حين تمر بجانبه، وذلك حيث يبدو كبقايا منزل متهالك لا تاريخ له، وهو الأمر الذى يجعلك تنظر إليه ببالغ الحزن والأسى، فلم يتبق من هذا القصر سوى بوابته، وتعد ذات طابع معمارى فريد، إذ لاتزال باقية حتى يومنا هذا تتحدى الإهمال والقمامة المحيطة بها، وعوامل التعرية والتآكل، لكنها لاتزال تحتفظ بمكوناتها ورسومها، كما أنها مسجلة كأثر وتحمل رقم 247، وعليها رسوم ونقوش أسلحة، أما القصر فقد هدم فى القرن ال 19 عند افتتاح شارع محمد على.

ويذكر أنه يعود منشأ «منجك السلحدار» إلى الأمير سيف الدين منجك بن عبد الله اليوسفى الناصرى أتابك العساكر ونائب السلطنة والذى توفى عام 776 ه، وقد روى المؤرخون أن السلطان الظاهر بيبرس أقام بيوتا للأمراء حول القلعة من الجهة الغربية فكان كل بيت منها مخصصا لوظيفة من وظائف الدولة كل من يتولاها يسكن فى هذا المنزل، ومنها وظيفة السلحدار المسئول عن التسليح وخزائن السلاح، وكان أشهر من سكن هذا المنزل هو منجك السلحدار لأنه نقش اسمه على بوابة القصر. وقد أفاد الباحثون فى هذا الشأن أن ابتداء أمره وظهور اسمه جاء فى سلطنة الملك الناصر أحمد ابن الملك الناصر محمد بن قلاوون، وقد طالت أيامه فى السعادة على أنه قاسى فيها خطوبا وأهوالا وأمسك وحبس ثم أطلق واختفى مدة ثم ظهر وقد تكرر ذلك كله مفصلا فى عدة تراجم من سلاطين مصر، وقد خربت تلك الدار ولم يبق منها إلى اليوم إلا بوابتها التى من الحجر وبداخلها رنك منشئها ثم بقايا من عقود الدار من الجانب الأيسر ل»البوابة». ويروى الباحث أنه قد سكنها مشاهير الدولة مثل الأمير يشبك العثمانى والأمير قنباى، وسكنها السلطان الظاهر تمربغا قبل سلطنته وبعدها، وسكنها أيضا الأمير يشبك، كما سكنها الأمير قجماس الإسحاقى والأمير تمراز الأتابكى وكذلك السلطان العادل طومان باى قبل سلطنته وغيرهم من الأمراء فى العصر المملوكى.

«المسافر خانة» يصارع من أجل البقاء

بداية رحلتنا كانت من قصر «المسافر خانة» بحى الجمالية.. هذا القصر المعروف بأنه تحفة معمارية فريدة ومميزة وصفه الكاتب الكبير جمال الغيطانى فى أحد كتبه بأنه كان يضارع قصر الحمراء بإسبانيا وإيوان كسرى بفارس وطوب قابى سراى بإسطنبول كان يبلغ ارتفاع القصر ما يقارب 22 مترا وكان يضم العديد من التحف المعمارية الفنية فى ذلك العصر، بالإضافة إلى احتوائه على ثانى أكبر «مشرفية» فى العالم وهى مأخوذة من كلمة «شرفة» أى ما يشبه البلكونة فى العهد الحديث.

يقع قصر «المسافر خانة» على بعد خطوات قليلة من حى الجمالية حيث تقودك له حارة متعرجة تتفرع من أحد شوارع الجمالية، تخوض قدماك رحلة شاقة حتى تتمكن من السير بها، تنتهى بك هذه الحارة على فسحة عريضة لا تفرق بينها وبين أكبر مقالب القمامة فى مصر، بل وأكثر سوءا، فمقالب القمامة ربما تكون مساحتها محدودة ولكن هذه المأساة الموصوفة هى خرابة على مساحة مئات الأمتار، وعلى ارتفاع 22 مترا إنه قصر «المسافر خانة» هذا القصر العظيم الذى كان مقرا لاستقبال كبار زوار مصر من العلماء والأدباء والشعراء وأصحاب الفنون المختلفة، أصبح وكرا للمجرمين ومتعاطى المخدرات وأصحاب الكيف، تحول تاريخه من قمة الرخاء والعظمة إلى مرتع لتدخين الممنوعات وممارسة الرذيلة، ويذكر أن قصر المسافر خانة يعود تاريخه إلى أكثر من خمسمائة عام، وبالتحديد إلى عام 1779 الذى بدأ البناء فيه، واستغرق ما يقرب من عشر سنوات للانتهاء منه فى سنة 1789م، أما بانيه فقد كان شاه بندر التجار محمود محرم الفيومى الذى أنشأ مسجدا باسمه على ناصية شارع المسمط، وبعد هذا التاريخ بقليل حوله محمد على إلى مضيفة مخصصة لاستقبال كبار زوار مصر من دول العالم لفترة طويلة، ونال هذا الأثر الفريد اهتماما خاصا من الدولة العلوية، حتى إنه شهد بأحد غرفه ميلاد الخديو إسماعيل فى 22 يناير سنة 1829 سنة، وحتى هذا التاريخ كان القصر يحمل الكثير من النماذج الفنية والمعمارية المبهرة من أرابيسك ورخام وفسيفساء وزجاج ملون بشكل يتسق مع ارتفاعه الكبير الذى كان يبلغ 22 مترا، كما كان يحتوى على أكبر مشربية من الطراز الإسلامى على مستوى العالم، ودخل اهتمام الدولة عام 1897 عندما سجلته لجنة الآثار العربية وتم ترميمه لأول مرة عام 1928 وتحول قبل احتراقه فى 22 أكتوبر من عام 1998 إلى مزار سياحى ومرسم للعديد من الفنانين، قبل أن يتم تحوله التحول الأخير المرير.

الجدير بالذكر أن حال هذا القصر المهجور يثير استياء أهالى المنطقة بأكملهم، حيث يجلب لهم بالغ الأذى لأنه أصبح ملتقى ليليا لأصحاب الكيف ومتعاطى المخدرات كما انه مخبأ آمن للبلطجية والمجرمين والهاربين من الأحكام، حتى أنهم يتناوبون على حراسة المنطقة ليلا حتى لا يتعرض أحدهم للسرقة، كما أنه لا يمكن لفتياتهم الخروج ليلا دون رفقة آبائهن أو أخوتهن الصبيان حرصنا عليهن ممن يستترون بالقصر وفى هذا الإطار يقول محمود عمر أحد سكان المنطقة «لقد استغثنا مرارا وتكرارا لعل أحدا ينجدنا من هذه المأساة التى نعيشها، بعد أن كنا نقسم أنفسنا لحراسة هذا الأثر العظيم خشية عليه من السرقة، أصبحنا الآن نخاف منه ونستغيث لكل الجهات كى ينجدونا من الضرر الذى يلحق بنا جراء خراب هذا القصر، فقد كنا قبل حريق هذا القصر معروفين بأننا جيران «المسافر خانة» تلك المنطقة التى ذاع صيتها فى حى الجمالية بأكمله، أما الآن فإننا نسكن بجانب هذه الخرابة الكبيرة التى طمست معالم القصر الجميل، ولم يتبق من ملامحه شيء يذكر، وبالرغم من أننا عرضنا شكوانا فى أكثر من محطة تليفزيونية وأكثر من جريدة، إلا أنها لم تحظ اهتماما أو حتى ردا.

ويضيف أحمد منتصر أحد سكان المنطقة أيضا «المأساة لم تتوقف عند ذلك، فنحن لا نعانى فقط من هذه الخرابة فيما تجلبه علينا من حشرات وزواحف وكلاب ضالة، وليس فقط فى أنها مقر آمن لمتعاطى المخدرات والممنوعات، بل إن الأسوأ من كل هذا هو أنها تتحول ليلا إلى وكر لممارسة الرذيلة والفاحشة، فهذا القصر يحتوى على 14 غرفة يتم استغلالها بالكامل من أجل ممارسة الفاحشة، وبالرغم من اعتراض أهالى المنطقة كثيرا، إلا أننا لم نستطع التصدى لهؤلاء المجرمين الذين دنسوا لنا المنطقة.

«شامبليون».. شاهد على الإهمال بوسط البلد!

يقع فى شارع شامبليون بمنطقة وسط البلد بمحافظة القاهرة، ومكانه يعتبر من الأماكن الفريدة، فهو يبدأ من شارع رمسيس وينتهى فى ميدان التحرير، ويقطع شارع عبد الخالق ثروت ويعد الشارع حيويًا وأكثر الأجزاء شعبية بوسط البلد، كونه يقع فيه قصر شامبليون الصرح الكبير الذى يتواجد فى منتصفه وهو كان ملكاً لسعيد حلمى باشا حفيد محمد على باشا، أنشأه عام 1897 والقصر يعد بناية فريدة أنشأها أشهر المعماريين الإيطاليين أنطونيو لاشياك الذى صمم قصر المنتزه، والعمارات الخديوية بشارع عماد الدين، ويتألف القصر من طابقين إضافة إلى البدروم الذى يتكون من قاعة ضخمة ودهليز وبعض الملحقات الخدمية التى تشتمل على حجرات ومطبخ ودورة مياه، أما الطابق الأول فيتكون من بهو كبير يتوسط الطابق ويمتد بطول القصر من الشمال إلى الجنوب ويتصدر البهو بالجهة الشمالية سلم مزدوج ذو فرعين، يفتح عليه ستة أبواب، ثلاثة بالجدار الشرقى وثلاثة بالجدار الغربى وتفتح تلك الأبواب على حجرات الطابق الأول ويتشابه تخطيط الطابق الثانى مع تخطيط الطابق الأول، ويتميز القصر بفنيات معمارية مدهشة تظهر فى الشرفات وحواجز السلالم وهو فى مجمله أشبه بمحاكاة رمزية للطرز الفخمة المعمارية. مهارة التصميم تظهر فى الداخل على الفناء الصغير الذى تطل عليه أجنحة القصر، قصر السكن فى الواجهة تملؤه الزخارف النباتية والتماثيل الرائعة وعلى يمينه جناح الأمن والحراسة، أما فى الناحية الأخرى على يسار القصر جناح المطبخ تعلوه مدخنة مرتفعة وله باب خاص.

حال القصر الآن يرثى له نظرًا لأن الإهمال يتصدره.. تحوّل القصر سنة 1914 إلى المدرسة الناصرية، وبعد سنوات قليلة اختفت حديقة القصر وظهرت المبانى السكنية الجديدة المواجهة لشارع الأنتكخانة، وطال الإهمال والنهب مقتنيات مكونات القصر التاريخية النادرة التى لا تقدر بثمن لسنوات حتى عام 2007 حينما أصدر محافظ القاهرة قراراً بضمّه إلى وزارة الثقافة من أجل ترميمه ووضع القصر منذ ذلك الحين على قائمة المبانى الأثرية فى مصر وتحويله متحفاً لتاريخ القاهرة ولكن الأقدار شاءت ألا يتم هذا المشروع، وظهر مالك آخر للقصر غير وزارة التربية والتعليم لتتخذ قضية قصر سعيد حليم منحى آخر بعيداً عن ترميمه ويظل المبنى قائماً كما هو منتظراً الفصل فى تلك القضية يعانى من الإهمال والتخريب.

«السكاكيني».. تطوير مع إيقاف التنفيذ

قصر السكاكينى من أقدم قصور مصر وقد تم بناؤه سنة ١٨٩٧م على يد حبيب باشا السكاكينى، يقع القصر فى ميدان السكاكينى فى وسط مدينة القاهرة وتحديدا فى منطقة الضاهر.. القصر الأنيق المرعب فور رؤيته يكاد يختفى وسط غابة من الأبنية المتهالكة وربما قد تمر بميدان السكاكينى دون أن تلاحظ عيناك وجوده من الأساس بالرغم من أنه مصنف ضمن آثار القاهرة بل وتتخذه منطقة آثار وسط القاهرة مقرا إداريا لهم ومع ذلك يعانى القصر من الإهمال الشديد.

ذهبنا إلى ميدان السكاكينى باشا وأملنا أن نرى أى شيء تغير فى القصر ولكننا لم نر سوى بعض عمليات الترميم البسيطة التى تمت لإنقاذ تماثيله من السقوط والتى كانت تعانى من الشروخ، ولاتزال أبوابه مغلقة أمام الزائرين فلا يتاح لك سوى تصويره من الخارج دون القدرة على الدخول واكتشاف أروقته ودهاليزه المثيرة.

المخرجة أسماء البكرى، حفيدة السكاكينى باشا، كانت أوضحت فى تصريحات سابقة قبل وفاتها، أن الأسرة أهدت القصر لثورة يوليو 1952 عقب قيامها، ليصبح مقرا لمتحف التثقيف الصحى.

وأضافت أن القصر قد شهد أزهى عصوره إبان حكم الملك فاروق، لكن بعد تلك الفترة ظل القصر مهملا، مشيرة إلى أن وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى وعدها بترميم القصر فى أواخر فترته، إلا أنه لم يتخذ أى خطوات تنفيذية استنادًا إلى مشكلة التمويل.

وتبلغ مساحة القصر نحو 2698 مترا، وتم بناؤه على الطراز الإيطالى، حيث يعتبر نموذجا لفن «الروكوكو»، وهو فن ينتمى إلى الزخرفة فى العمارة والديكور الداخلى والخارجى وكذلك الأثاث والتصوير والنحت، وبنته شركة إيطالية ليكون نسخة من قصر إيطالى قد رآه حبيب باشا السكاكينى وأراد تقليده أو عمل نسخة منه فى القاهرة.. ويتكون القصر من 5 طوابق، الطابق الأول يتكون من 4 غرف، والثانى مكون من 3 قاعات و4 صالات وغرفتين، أما الصالة الرئيسية فتبلغ مساحتها نحو 600 متر، وتحتوى على 6 أبواب تؤدى إلى قاعات القصر، ومجموع غرف القصر تبلغ 50 غرفة، ويحتوى على أكثر من 400 نافذة وباب، و300 تمثال منها تمثال نصفى لحبيب باشا السكاكينى بأعلى المدخل الرئيسى للقصر، وللقصر مصعد ويطل على شرفة بها قبة مستديرة تؤدى إلى غرفة الإعاشة الصيفية، كما يحوى حديقة دائرية حوله غنية بالأشجار والورود.

ويحوى القصر على تماثيل لأسدين بواجهة القصر وفتيات وأطفال عاريات، لكنها اختفت ألوانها وبدا عليها الإهمال، بالإضافة إلى نافورة جفت المياه منها.

وعلى الرغم من إعلان دكتور زاهى حواس سنة 2003 أنه سيتم ترميم القصر وتحويله إلى متحف لعلوم الطب عبر العصور وهو ما لم يحدث لليوم إلا أن القصر أغلق أمام الجمهور وأصبح مقرا رئيسيا لحى وسط التابع لوزارة الآثار، وهو حالياً معرض للانهيار والتصدع والتعدى على معالمه ومقتنياته وتماثيله بالسرقة أو الخراب.

قصر «يكن».. من محل للجزارة إلى بيت ثقافي بالدرب الأحمر!

قهوة بلدى تنتظرك فى مدخله من ناحية شارع سوق السلاح، باب كبير مغلق وبجانبه باب صغير حاولنا الدخول منه لنفاجأ بخلايا نحل تباشر العمل بالقصر الصغير أو بيت يكن كما وصفه لنا «القهوجى» الذى استقبلنا على الباب.. فور دخولنا رصدنا آثارا من عدم التنظيم جراء ترميم الدور العلوى، لترميم الجدران والأسقف التى تأثرت بعاملى الإهمال والزمن، ومعالجة المكونات الخشبية فى السقف والأبواب والنوافذ.

إنه بيت أو قصر يكن، هذه التحفة المعمارية التى يشهد لوزارة الآثار والثقافة أيضا انتشاله من بحور الإهمال ليتحول من خرابة وحوش رعى أغنام وجزارة بلدى إلى متحف ومعرض فنى فى قلب القاهرة التاريخية.. قصر يكن كان قد تركه عدلى يكن باشا، كتاريخه ونسبه الكبير لكنه لم ينل حقه كمنزل تاريخى.

خلايا النحل من العمال وبعض الفنانين أو المهندسين وقفوا ليستعيدوا بقايا من هذا الماضى الجميل.. يعالجون وجهات البناء والأسقف والتى تحمل رسومات وحلى بارزة سقط بعضها، ويحتفظ المبنى بغالبيتها، مع تدعيم بعض الحوائط المتأثرة بالإهمال فى نشاط وهمة فى تحدٍ لكل عوامل الزمن.

محمد على السايح من سكان المنطقة أكد أن البيت أو قصر يكن يرجع ملكيته لأحمد باشا حسن ابن أخت عائلة محمد على باشا مؤسس الدولة المصرية الحديثة، الذى تم تعيينه واليا على مكة وحاكما عاما على الحجاز وقائدا للجيوش فى شبه الجزيرة العربية فى الفترة ما بين 1819-1836.

وعلى مدى العقود تم هجر البيت وتم استخدام الدور الأول والحوش كزريبة للمواشى ومقر لجزار الحى. ولم يكن البيت مسجلا كأثر أو تراث رغم قدمه والآن يتم تطويره إلا أن الترميم والتطوير يتم بسرعة السلحفاة.

ويدخل بيت يكن ضمن مشروع إحياء القاهرة التاريخية، متمثلاً فى تطوير شارع سوق السلاح وشارع المعز وباب زويلة، وتطوير ربع المانسترلى وتحويله لفندق فى محاولة لجعل مشاريع الترميم والتطوير تتكامل فى محيط جغرافى يحقق استدامة المشروعات وخلق فرص استثمار جديدة لتطوير السياحة الثقافية بشارع سوق السلاح مما يساهم فى التنمية الاقتصادية للمكان وتأهيله لإقامة ورش تنمية ثقافية حتى يستفيد منه سكان الدرب الأحمر وسوق السلاح.

خبراء: خطة طموحة لاستغلال القصور التاريخية ووضعها على خريطة السياحة

أكد د.عبد الرحيم ريحان، مدير عام الدراسات اﻷثرية والنشر العلمى، فيما يخص المواقع اﻷثرية المهملة، أن وزارتى الآثار والثقافة تسعيان إلى إحياء المواقع اﻷثرية واستثمارها فى اﻷنشطة الثقافية، وذلك لتحافظ على اﻷصالة والسلامة التى تتمتع بها هذه المواقع، وجاء ذلك طبقا لتوجيهات اليونيسكو فى المواقع المسجلة تراثا عالميا وخاصة القاهرة القديمة.

ويشير د.ريحان أن هناك نماذج من اآثار المستغلة ثقافيا بالقاهرة، من بينها بيت السنارى تستغله مكتبة الإسكندرية للندوات والملتقيات العلمية والدورات التدريبية فى مجال الآثار والتراث والثقافة، ويقع بحى الناصرية بالسيدة زينب فى زواية تعرف باسم منج.

ويختتم حديثه مطالبا وضع خطة طموحة لحسن استغلال المواقع اﻷثرية والقصور التاريخية اﻷخرى لتنشيط عملية السياحة والدخل القومى، مؤكدا على ضرورة الاهتمام بالمتحف المصرى القديم، وتزويده بالشاشات ومشددا على أن تنفيذ المقترحات لن يزيد من موارد الوزارة فقط بل ستحول الموقع لمزار سياحى عالمى.


ويؤكد د.محمد إبراهيم بكر رئيس هيئة الآثار الأسبق أن هذه القصور لها أهمية تاريخية وثقافية كبيرة جدا ومن الممكن أن تحقق نموا فى القطاع الاقتصادى الخاص بمجال السياحة والآثار؛ وأضاف بكر أن هناك نظرة اهتمام من الدولة لتطوير وترميم الكثير من القصور المهمة والتى ستحقق الفائدة المادية ولكن مسألة الترميم تتم وفق جداول زمنية وموارد مالية مناسبة.

وطالب بكر بضرورة وضع غرامة وعقوبات رادعة تمنع تشويه تلك القصور، واختتم: "لا يمكن أن تكون مصر بلد الحضارة وبها قصور مهملة وهى فى غاية الروعة، مؤكدا أن الوعى الثقافى للمجتمع ضرورى للحفاظ عليها بعد الترميم من الإهمال أو التشويه المتعمد.