يحدث فى مصر الآن

شارع جمال الغيطانى بالجمالية

يوسف القعيد
يوسف القعيد

جمال الغيطانى يا محافظ القاهرة. كان عنوان مقالى فى 1 نوفمبر الماضى. وكان رد فعل المحافظة لا حس ولا خبر. تواصلت بعدها مع محمد كمال، المتحدث الإعلامى لمحافظ القاهرة. وطلب منى معاودة إرساله له. حتى يكون لديه رد على ما كتبته. وكالعادة تاهت منا الأمور.
إلى أن تواصل معى شقيق جمال الأصغر: اللواء مهندس إسماعيل الغيطانى. أحد أبناء العسكرية المصرية. وقال لى إنه يوجد شارع يحمل اسم الأديب جمال الغيطانى فى الجمالية. تم افتتاحه فى زمن الدكتور جلال السعيد، عندما كان محافظاً للقاهرة. والذى تربطه بإسماعيل زمالة سابقة. والشارع كان اسمه: الضببية. يسكنه من يصنعون الأقفال الخشبية للأبواب. المهنة التى اندثرت.
كان موقع الشارع مهماً. بعد الدرب الأصفر. وفى اتجاه باب الفتوح. يصل ما بين شارعى: المعز لدين الله الفاطمى، والجمالية. وأن الصحف كتبت أخباراً عن افتتاح الشارع. أكد لى إسماعيل أن ذلك تم فى حياة جمال. بل وحدد لى تاريخاً 19 سبتمبر 2015، وكان الرحيل 18 أكتوبر 2015، وأن الشارع مهم وأساسى ويربط بين أهم شارعين فى المنطقة.
تواصلت مع الدكتور جلال السعيد، محافظ القاهرة وقتها. الذى فاجأنى بأن تخصيص الشارع تم بعد رحيله. ولأنه لا يمكن استبدال اسم شارع يطلق عليه علم بعلم آخر. ولأن مهنة الضببية منقرضة. تقرر أن تستبدل الضببية بالأديب جمال الغيطانى. وأن هذا كان أقل ما يمكن تقديمه لجمال وقتها.
الجمالية بالنسبة لجمال مأوى الروح. فهو ابن الجمالية قلباً ووجداناً. وبعد أن تفتحت موهبته فى الكتابة، كتب عنها كثيراً. سواء فى إبداعاته الروائية المهمة. أو فى الكتابات الصحفية. بل إنه عندما كان يفتح قلبه لإنسان كان يعبر عن ذلك بأن يأخذه إلى هناك. يلف ويدور به فى كل مكان. ويحكى له حكايات لا أول لها ولا آخر عن المكان. وكأنه أصبح ذاكرة حية للمكان. بتجلياته وأهله وناسه.
الشكر موصول للدكتور جلال السعيد، محافظ القاهرة الأسبق. الذى يكتب مذكراته الآن. وقال لى إن تسمية شارع الضببية بشارع الأديب جمال الغيطانى، سيكون لها مكان فى المذكرات التى يكتبها. فهو بعد المحافظة شغل وزيراً للنقل. ومازال محتفظاً بأكبر قدر من الحيوية والتفاؤل والإحساس بالأمل.
ما قام به الدكتور جلال السعيد، فى ديسمبر 2015، يُعد لبنة يمكن البناء عليها لتخليد ذكرى جمال. وها أنذا أكتب من جديد مخاطباً اللواء خالد عبد العال، محافظ القاهرة. والصديقة الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة. وغيرهما من المسئولين الذين يمكن أن يقدموا العون فى الموضوع. أطلب منهم أن نفكر جميعاً فى شكل ما لتخليد ذكرى جمال الغيطانى، بعد أن قدم ما قدمه لبلده. ولا يوجد ما يشير لمشروعه الأدبى والثقافى.
ثم هل أطلب من الصديق طارق الطاهر، رئيس تحرير أخبار الأدب. الجريدة التى أسسها جمال، أن يجعل جماهير جمال ومحبيه يطلون من خلال جريدته على الشارع. وأن يعيشوه. وأن يعرفوا ما فيه. لعل ذلك يدفعنا جميعاً لزيارة الشارع أكثر من مرة.
رموز مصر قوتها الحقيقية. وجمال الغيطانى يقف على رأس القائمة.