فى الصميم

لو تغيرت الظروف!!

جـلال عـارف
جـلال عـارف

متباهياً بما قدمه لاسرائيل، وقف الرئيس الأمريكى ترامب يتحدث أمام حشدمن يهود أمريكا قائلاً: «إذا تم عزلى من رئاسة أمريكا، فسوف أذهب لأتولى رئاسة الحكومة الاسرائيلية»!!
كان الرجل- بالتأكيد - يتحدث بسخرية عن أزمة تشكيل الحكومة فى إسرائيل، وقد سبق له أن أبدى دهشته من إجراء الانتخابات العامة مرتين حتى الآن دون حصول أحد على الأغلبية التى تمكنه من تشكيل الحكومة.
لكن الأمر لا يخلو من تذكير يهود أمريكا بأنه أفضل رئيس أمريكى انحاز لاسرائيل على طول الخط، لعلهم يواصلون دعمه حتى النجاة من شبح المحاكمة والعزل. وأملاً فى أن يتغير موقفهم فى الانتخابات الرئاسية القادمة إذا نجا من العزل، فلا تنحاز أغلبيتهم للديموقراطيين كما كان الأمر فى الانتخابات السابقة.
أما حكاية أن نسبة تأييده فى الكيان الصهيونى تبلغ ٩٨٪ فلا شك أنه يدرك أن الأمر يتعلق بما قدمه لاسرائيل من هدايا مجانية تعدى فيها على  قرارات الشرعية الدولية بشأن القدس والجولان والأراضى الفلسطينية المحتلة. لكن ذلك لا يعنى شيئا فى المستقبل، ولا يقدم أو يؤخر إذا تحول ترامب الى رئيس سابق.. أو رئيس معزول!!
لا أعرف إن كان الرجل يدرك أو لا يدرك أنه لو فقد موقعه الرئاسى فسوف يتحول على الفور - بالنسبة لاسرائيل - إلى سطر فى كتب التاريخ، وسوف تتحول البوصلة الى الساكن الجديد للبيت الأبيض طلباً للمزيد من الدعم الأمريكى.
أما إذا ساءت الأمور عن ذلك وتحول الرجل الى عبء على مؤيديه، فربما لن يجد ترامب هذا السطر فى سجل أنصار اسرائيل الذين تحتفى بهم!!
الأكيد أن التاريخ هو آخر ما يهتم به ترامب، وأن تركيزه الآن ليس على نسبة من يؤيدونه فى اسرائيل، بل على استمرار تأييد الجمهوريين فى مجلس الشيوخ حيث سيتقرر مصيره!!