صور| «الأوبرا الخديوية».. حلم «الخديو إسماعيل» الذي احترق

دار الأوبرا الخديوية
دار الأوبرا الخديوية

«دار الأوبرا الخديوية».. حلم أراد الخديو إسماعيل تحقيقه، لشدة حبه للفن الرفيع وشغفه به، فأراد أن تكون تحفة معمارية لا تقل عن مثيلاتها في العالم، فكلف المهندسين الإيطاليين أفوسكاني وروسي بوضع تصميم لها يراعي فيه الدقة الفنية والروعة المعمارية.

 

اهتم الخديو إسماعيل بالزخارف والأبهة الفنية، فاستعان بعدد من الرسامين والمثالين والمصورين لتزيين الأوبرا وتجميلها.

وقبل أن يتم البناء، كان الخديو إسماعيل قد شرع يهيئ لداره الجديدة تراثا فنيا خالصًا يشير أول ما يشير إلى ماضي مصر المجيد، فقد طلبت مارييت باشا من الخديوي اختيار قصة من صفحات التاريخ المصري القديم تصلح نواة مسرحية شعرية، وقد قام بنظم شعرها الشاعر الإيطالي جيالا نزوق وعهد الخديوي إسماعيل إلى الموسيقار فيردى بوضع موسيقاها الرفيعة، فكانت الأوبرا الخالدة "عايدة" بموضوعها الوطني المصري وأغانيها الجياشة وموسيقاها الرائعة من نتاج العبقريات الثلاث.

وتم افتتاح الأوبرا الخديوية في الأول من نوفمبر 1869 مع احتفالات قناة السويس، وعلى الرغم من اهتمام الخديوي إسماعيل ورغبته الأكيدة في أن تفتتح دار الأوبرا الخديوية بعرض أوبرا عايدة حالت الظروف دون تقديمها في موعد الافتتاح وتم افتتاح الأوبرا الخديوية بعرض ريجوليتو.

اعتبرت الأوبرا القديمة هي الأولى في قارة أفريقيا واعتبر مسرحها واحدا من أوسع مسارح العالم رقعة واستعدادا وفخامة. 

وبعد أعوام كانت فيها الأوبرا الخديوية بمثابة المنارة الثقافية الوحيدة في الشرق الأوسط وإفريقيا وفى فجر الثامن والعشرين من أكتوبر 1971 احترقت في مشهد مأساوي أصاب المصريين بالهلع والخوف على مستقبل الثقافة والفنون، ومع ازدياد الحاجة إلى إيجاد مركز تنويري يهدف إلى تقديم الفنون الرفيعة بالإضافة إلى إحياء التراث الفني المصري في مختلف مجالاته ،قامت وزارة الثقافة بالتنسيق مع هيئة التعاون العالمية اليابانية ( JICA) بإنشاء دار الأوبرا المصرية بمنحة تبرز أواصر الصداقة والتعاون بين الشعبين المصري والياباني وتم اختيار أرض الجزيرة لتكون مقراً لها وتم الاتفاق على تصميم معماري إسلامي حديث يتناغم مع ما يحيط بها من مبانٍ.