انتباه

تمرين على الديمقراطية!

علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب

هل رسب طلاب الجامعات فى امتحان الديمقراطية؟
ثمة مؤشرات سلبية صاحبت جولة الإعادة بانتخابات الاتحادات الطلابية، منها ضعف الإقبال، وحسم عدد كبير منها بالتزكية، الأسوأ أن بعض الاتحادات تم تشكيله بالتعيين!
لكن بالمقابل شهدت بعض الكليات إقبالا معقولا، وإلى حد ما فإن العملية الانتخابية اتسمت بقدر من الحيادية والشفافية، وإجمالا يمكن وصف ما شهدته جامعاتنا بإنه تمرين على الديمقراطية، أقرب إلى «احماء» بعد فترة غابت فيها ثقافة المشاركة فى الشأن العام عن الساحة الجامعية.
سلبيات التجربة تحتاج إلى دراسة واعية باسبابها والعوامل التى صنعتها، ومن ثم بحث آليات بناء دور إيجابى وفعال فى العمل العام بالجامعة، بإعتباره مجرد مرحلة تسبق الدور المأمول للشباب فى المشاركة الرحبة بمختلف مجالات العمل الوطنى فى المجتمع.
فى الجامعة، كما فى مؤسسات التنشئة المتعددة، يتم انضاج مشاعر الانتماء والولاء للوطن، وتهيئة جيل جديد للانخراط فى التنمية الشاملة التى لا تتم إلا بهم، ومن أجلهم.
وقبل اتهام الشاب الجامعى بالسلبية واللامبالاة، لابد من تهيئة بيئة يشعر من خلال انخراطه فى دوائرها بالانتماء والتقدير، ومنحه فرصاً متنوعة لابراز طاقاته وتنميتها، ويتطلب الوصول لنتائج إيجابية فى هذا السياق السعى جديا لمحو أمية العمل العام، والاهتمام بتفعيل فكرة المواطنة عبر محكات عملية، ايمانا بأن اساس الاصلاح والتقدم العنصر البشرى الواعى بدوره فى أطر تتجاوز مصلحته المباشرة إلى مايفيد مجتمعه، لا العزوف عن التفاعل مع القضايا المتعلقة بالشأن العام، ولعل المشاركة فى الأنشطة الطلابية تكون بمثابة تمرين مهم عبر التصويت أو العضوية، كمقدمة لاغنى عنها لدور مطلوب بعد الحصول على المؤهل.
إن خطورة العزوف أو الإعراض عن المشاركة فى الانتخابات الطلابية، تتجاوز تنازلهم عن ممارسة أدوار دعوا إليها، ولم تنل اهتمامهم إلى كونها مؤشراً لآداء يمتد لمرحلة ما بعد التعليم.
اتمنى أن تكون مشاركة طلاب الجامعات فى أى انتخابات مقبلة أكثر كثافة، وان يعى شبابنا ان دوراً ينتظره لتجديد النخبة، وتحمل أمانة مسئولية بناء الوطن،  لأن التقاعس عن أداء هذا الدور لن يتحمل عواقبه إلا من اختار ألا يراهن على المستقبل.