احتجاجات لبنان لا تتوقف.. والمشهد السياسي يقترب من الانفجار

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تتم لبنان، اليوم الأربعاء 13 نوفمبر، أسبوعها الرابع من الاحتجاجات الشعبية، والتي لم تتوقف طيلة ثمانية وعشرين يومًا، حيث يخرج اللبنانيون إلى الشوارع والميادين العامة بصورةٍ يوميةٍ، ما يلقي البلاد في طريق مصيرٍ مجهولٍ، خاصةً مع تفشي أزمات تضخم الدولار ونقصٍ حادٍ في المحروقات.

وبدأت الاحتجاجات في السابع عشر من شهر أكتوبر المنصرم، تنديدًا بتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في البلاد، و أطلقت ضرائب تم فرضها على تطبيق "واتساب" شرارة الاحتجاجات منتصف الشهر الماضي.

لكن سرعان ما تصاعدت مطالب المحتجين، الذين باتوا يطالبون بإسقاط النظام، ورحيل النخب السياسية، التي يعتبرونها سببًا من أسباب تدهور الأوضاع في البلاد، إضافةً إلى بناء نظام حكم مدني خلاف نظام المحاصصة السياسية، المتبع في البلاد، والذي يقسم دوائر الحكم على أساس طائفيٍ.

وإلى حد الآن، تحقق واحدٌ من مطالب المحتجين باستقالة حكومة رئيس الوزراء سعد الحريري في التاسع والعشرين من الشهر الفائت. ومع ذلك، يصر المحتجون على رحيل باقي أركان النظام السياسي الحاكم، بمن في ذلك الرئيس ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري.

سقوط قتيل

وتصاعدت الأحداث في الساعات الأخيرة، وسقط قتيلٌ في ساعةٍ متأخرةٍ من أمس الثلاثاء، جراء تجدد الاحتجاجات في جنوب العاصمة اللبنانية بيروت، ردًا على مقترح الرئيس ميشال عون تشكيل حكومة "تكنو-سياسية".

وقال بيانٌ للجيش اللبناني إن أحد عناصره اضطر لإطلاق النار على مجموعة من المتظاهرين خلال قطعهم الطريق في محلة خلدة، أثناء مرور آلية عسكرية وحصول تلاسن وتدافع مع العسكريين، مشيرًا إلى أنه جرى توقيف العسكري والتحقيق معه.

ومن جهته، أعلن الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يترأسه الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، أن القتيل هو أحد كوادره، وهو علاء أبو فخر ، الذي أردته طلقات الرصاص قتيلًا في منطقة خلدة، جنوب بيروت.

إضراب مستمر

وفي الأثناء، دعا اتحاد مصارف لبنان لاستمرار الإضراب في البلاد، اليوم الأربعاء، وذلك تزامنًا مع استمرار إغلاق المصارف والمدارس أمس الثلاثاء.

وعاشت لبنان أمس الثلاثاء على وقع إضرابٍ عامٍ تسبب في حالة شللٍ تامٍ في البلاد، وقد شهدت وزارة العدل اعتصامًا من قبل محتجين يطالبون بمحلكمة المسؤولين الفاسدين.

ولم يسهم خطاب الرئيس ميشال عون أمس الثلاثاء في تهدئة الأوضاع، بل على النقيض، تسبب في اشتعال لهيب الغضب لدى المحتجين اللبنانيين، وهو ما تسبب في سقوط قتيل، كما أشرنا سلفًا.

وألمح عون في كلمته إلى إمكانية تولي سعد الحريري رئاسة الحكومة مجددًا، لكنه في الوقت ذاته قال إنه تلمس ترددًا من رئيس الوزراء المستقيل لقبول تولي المنصب مجددًا.

ووبخ الرئيس اللبناني المتظاهرين، واستمرارهم في حراكهم، قائلًا "إن من لا يقبل المشاركة في الحوار من الحراك، فليترك البلد ويهاجر".


وعلى ضوء ذلك، استشاط المتظاهرون في لبنان لخطاب الرئيس اللبناني، والذي اعتبرونه يحمل "لهجة استفزازية" ضدهم، حسب رأيهم، لتتواصل الاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ أربع أسابيع دون أن تهدأ بعد.