إضاءات

كفانا مزايدات

عاطف النمـر
عاطف النمـر

مات هيثم أحمد زكى والموت علينا حق، مات وحيدا فى شقته أو مات دون أن يكون وحيدا فالنتيجة واحدة، أكرمه الله بالرحيل وهو فى بيته وليس فى مكان آخر لا يتمناه الإنسان الذى ينادى ربه بأن يجعل نهايته فى فراشه، هل نسينا قول الله فى كتابه العزيز : « إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِى الْأَرْحَامِ، وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ، وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ».
وهل نسينا قول الله سبحانه: «أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِى بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ»، كلنا راحلون من هذه الدنيا طالت الأعمار أم قصرت.
صحيح أن رحيل الفنان الشاب هيثم أحمد زكى شكل صدمة لدى الوسط الفنى والرأى العام، وصحيح أن رحيله المفاجىء وهو فى كامل عنفونه وصحته وشبابه، كثرت بشأنه المزايدات على مواقع التواصل الاجتماعى ومقالات من كتبوا عن ظروف رحيله، وكثرت المزايدات أكثر حول ما صرح به د. أشرف زكى نقيب الممثلين بالنسبة لتأخير الصلاة عليه ودفنه لعدم وجود أحد من أقاربه من الدرجة الأولى لاستلام الجثمان حسبما تنص القوانين، وقد استحسن البعض ما قام به د. أشرف زكى عندما طلب من المحامى العام تسليمه الجثمان لدفنه باعتباره نقيبا للممثلين، ولعدم وجود أحد من أقارب الدرجة الأولى لديه أوراق ثبوتية تؤكد صلة القرابة التى يحددها القانون فى مثل هذه الحالة.
وهناك من رأى أن د. أشرف زكى استثمر الموقف الذى قام به بدليل سيل المديح الذى أصابه من كبار وشباب الفنانين والمواطنين العاديين على شبكة الإنترنت، وبذلك يكون قد فقد ثواب ما فعل، ورأى البعض أنه كان يجب ان يقوم بما قام به دون ان يعلن ذلك، لكى لا تتسبب تصريحاته فى إظهار الراحل الشاب هيثم وكأنه مقطوع من شجرة، بينما سرادق العزاء الذى أقيم له من أقاربه فى مسقط رأس والده بالشرقية يثبت أن له عائلة وعزوة.
ولكى لا أزايد على احد، اؤكد بحكم معرفتى الوثيقة بالدكتور أشرف زكى الإنسان بعيدا عن كونه نقيبا أو فنانا، فهو دائما وأبدا الحاضر السبّاق فى كل «الملمات» التى تخص أهل الفن، وأجزم أنه صرح بما صرح به ردا على إلحاح من سائل إعلامى لحوح، ولم يكن أشرف زكى يقصد بما صرح به أن ينال مديحا أو شهرة هو فى غنى عنها لأنه يتمتع بها واسألوا كل أهل الفن تأتيكم الإجابة. رحم الله هيثم أحمد زكى وغفر له وأسكنه فسيح جناته.