قصص وعبر| جريمة «تحت بير السلم»

قصص وعبر
قصص وعبر

الشك هو الصديق الحميم للأرواح الضعيفة، يدمر النخوة في النفوس، ويقتل المحبة والمودة في القلوب، يخنق العاطفة ويدمر الرحمة بسبب عدم الثقة.


قضية اليوم هي أولى القضايا التي عرفتها البشرية، تطل فيها الجريمة بأبشع صورها، حيث أقبل أحد الأشخاص الذي يعمل "نجار"، متجردًا من كل مشاعر الإنسانية والأخوة، على قتل شقيقه الأكبر بسبب شكه في وجود علاقة غير شرعية بينه وبين زوجته.

احتدمت الخلافات بين النجار وزوجته، ووصلت إلى طريق مسدود بعدما حاصرته الأوهام، والوساوس لوجود علاقة بينها وبين شقيقه الأكبر، تركت على إثرها المنزل هربا من كثرة المشاكل والهواجس التي سيطرت عليه، مما سبب له حاجزا نفسيا بينه وبين شقيقه، واستولت عليه حالة مريرة ملوثة بالغضب والحقد، وتوجه إليه، ونشبت بينهما مشادة كلامية ينظر إليه نظرات غيظ وحنق موجها له الاتهامات والإهانات.


أغرورقت عين الشقيق الأكبر بدموع اليأس، تعلو وجهه علامات الدهشة من تصرفات أخيه، وفجأة تطورت المشادة إلى مشاجرة هرول على إثرها الشقيق الأصغر وأمسك برأس "مطرقة حديدية" وانهال بها فوق رأسه، ولم يتركه إلا وهو جثة هامدة.

خفق قلبه وتسارعت دقاته، وبسرعة شديدة حمل جثة شقيقه ودفنها أسفل بير السلم، وتسلل خلسة وتوجه إلى أرض زراعية، وأشعل النيران في البطانية، وبنطالاً كان يرتديه بعد أن لطختهما الدماء معتقدا الهرب من جريمته.

تقدمت ابنة المجني عليه ببلاغ إلى مركز منشأة القناطر، يفيد بغياب والدها وعدم حضوره بعد علمها بحدوث مشاجرة بينهما، وبتقنين الإجراءات أصدر اللواء علاء سليم مساعد الوزير لقطاع الأمن العام، تعليماته بسرعة حل لغز اختفاء النقاش، وفي أقل من 24 ساعة، تمكن رجال المباحث من القبض على الشقيق المتهم، والذي ذكر في أقواله بأنه قتل شقيقه الأكبر مستخدمًا رأس "شاكوش" حديدية، انهال بها على رأسه لشكه في وجود علاقة غير شرعية بينه وبين زوجته، ودفنه أسفل بير السلم لإخفاء جثته، وأرشد عن إخفائه أداة الجريمة وحرق البطانية والبنطال المطلخين بدماء شقيقه بأحد الأراضي الزراعية.


تم تحرير المحضر اللازم، وأحيل إلى النيابة التي تولت التحقيقات، وعرض جثة الشقيق المجني عليه على الطب الشرعي، وتقرر حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.