خارج النص

صاحبة الجلالة «أخبار اليوم»

.أسامة السعيد
.أسامة السعيد

إذا أردت ان تقرأ جانبا حقيقيا وواقعيا من تاريخ مصر، فعليك أن تقرأ تاريخ أخبار اليوم، الدار والمؤسسة.. المبنى والمعنى.. القصة والعبرة.. الكفاح والقدرة على هزيمة المستحيل.. أخبار اليوم أكبر من مجرد جريدة أو دار صحفية.. أخبار اليوم وطن كامل بكل انتمائه وعظمته، بل وحتى بكل همومه ومتناقضاته.
من يقرأ تاريخ أخبار اليوم، يقرأ جزءا حيا من تاريخ مصر المعاصرة، تجربة ثرية صنعتها عقول مبدعة، وقلوب جريئة، وتوالت عليها الأجيال، فمنحتها زخما وحضورا لا يضاهى.
الصحافة المصرية قبل أخبار اليوم شيئ، وبعدها شيئ آخر.. فعندما أقدم العملاقان مصطفى وعلى أمين على تأسيس أخبار اليوم، اتُهِما بالجنون، ونصحهما فكرى باشا أباظة رئيس تحرير مجلة «المصور» وقتها بالتراجع عن الفكرة، فعلى حد قوله» إن المصريين لا يصلحون للإدارة، ولكنهم يصلحون فقط للعمل كمحررين لدى الشوام»، وبالفعل كان الشوام يمتلكون كل الدور الصحفية المؤثرة فى تلك الفترة من النصف الأول للقرن الماضي، مثل الأهرام والهلال وروزاليوسف، لكن مصطفى أمين الذى كان فى الثلاثين من عمره وقتها، رد بكل ثقة أنه لن يخسر شيئا من التجربة، لكنه على الأقل سيكسب شرف المحاولة.. وبالفعل انطلقت أخبار اليوم كتجربة صحفية شابة واعدة، مصرية الفكر والتمويل والإدارة.. دفعت أعلى الأجور للصحفيين، لدرجة أن رئيس تحرير الأهرام وقتها توقع أن تفلس أخبار اليوم فى عامها الأول، لكن فى نهاية ذلك العام، كانت التوءم أمين يضعان حجر أساس مبنى أخبار اليوم العريق فى قلب شارع الصحافة، الذى سمى بهذا الاسم إجلالا لوجودها، بعدما كان يحمل اسم «عشش الترجمان».
تحية لتجربة أخبار اليوم، التى جددت شباب الصحافة، ومنحتها طابعا لم تعرفه قبلها، ولا تزال هى - رغم كل التحولات والتحديات- المدرسة الصحفية الأهم مصريا وعربيا.. تحية لرجال قدموا من حياتهم وأعصابهم وإبداعهم الكثير، كى تبقى أخبار اليوم الجريدة والدار والرمز، لتحتفل بعيد ميلادها الخامس والسبعين، وتحية لكل من انتمى لهذا الكيان العملاق عبر الأجيال، وتفانى فى خدمة صاحبة الجلالة «أخبار اليوم».