التنشئة الاجتماعية وتقليد الأفلام أبرزها.. 10 أسباب شائعة للانتحار

استشاري علاقات أسرية وخدمة المجتمع د. ندى الجميعي
استشاري علاقات أسرية وخدمة المجتمع د. ندى الجميعي

يلقى ما يقرب من 800 ألف شخص مصرعهم كل عام بسبب الانتحار، حيث يُعد الانتحار ثاني أهم أسباب الوفاة بين من تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عامًا، وتستأثر البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل بنحو 79% من حالات الانتحار في العالم.

وعلقت استشاري العلاقات الأسرية وخدمة المجتمع د. ندى الجميعي، على الإحصائية السابقة التي أعلنتها منظمة الصحة العالمية، في عام 2019، بأنه آن الأوان لوقفة مجتمعية حول التفككات الأسرية، وانشغال الأب والأم بمشاكلهما الخاصة واستغلال الأطفال أداة لمحاربة كل منهما الآخر؛ ما كان له أكبر الأثر في انتشار الإدمان والتحرش والقتل والانتحار بين الشباب والمراهقين. 

 

وأوضحت أن للانتحار أسباب رئيسية أبرزها ما يلي: 
 

١- التقليد الأعمى لبعض الأفلام والمسلسلات، فالبطل ينتحر وآخر ينقذه حتى يؤثر على من حوله ويستعطفهم أو يصل لموافقة أهله على قرار، ولكن الحظ لم يحالف المنتحر ويموت في الحال. 

 

٢- التنشئة الاجتماعية والتربية النفسية الخاطئة والقهر وتربية الطفل على الخوف، مما يجعل الشاب يقدم على إنهاء حياته تخلصا من واقعه الأليم.

 

٣- مرحلة المراهقة من أخطر المراحل، فلابد من عدم اختلاء المراهق بغرفته أكثر من ساعة، وحينها لابد من البحث عنه والحديث معه عما يدور بداخله.

 

٤- غياب الوعي الديني والقرب من الله، فغذاء الروح مثل غذاء الجسد تماما. 

 

٥- التربية النفسية الخاطئة والكبت والمشاكل الأسرية، فأكثر حالات الانتحار كانت في وجود الأب والأم معا، والتركيز الأول على مشاكلهم، فأحيانا الانفصال يصبح حلا لراحة الطفل. 

 

٦- عدم وجود أهداف واضحة لرؤية الشاب المستقبلية وخوفه من الأمان المادي ومقارنته بالغير. 

 

٧- بعض الأمراض النفسية والاكتئاب المزمن وتساهل بعض الأطباء بإعطاء المرضى العقاقير وغياب الجلسات وفك العقد النفسية. 

 

٨- الإدمان والغياب عن الواقع والعيش بالخيال، مما يهيئ له أنه من الممكن أن يتخلص من حياته للأبد. 

 

٩- الصدمات العاطفية بين المراهقين وغياب الوعي الأسري. 

 

10- "السوشيال ميديا" وغياب التواصل الاجتماعي والحياة الافتراضية، والبعد عن الواقع والألعاب الإلكترونية العنيفة. 

 

واقترحت استشاري العلاقات الأسرية وخدمة المجتمع، بعض الحلول لمواجهة هذه الظاهرة، كالتالي:
 

1- عمل استيراتيجية كاملة موجهة من الحكومة، ابتداء من الأسرة والتعليم والصحة النفسية، وزيادة إجراء تحاليل المخدرات للشباب والمراهقين وتحويلهم لمراكز التعافي.

2- تكاتف الوزارات للحد من مشاكل الشباب وحلها، وجعل القضية الأولى للاهتمام هي التربية النفسية والوعي وإدخال الرياضة وتعليم المهارات.

3- تكاتف وزارات "التجارة والصناعة والزراعة والتربية والتعليم والشباب والرياضة والقوى العاملة والصحة"، لخلق جيل متكامل ملم بجميع الحرف والمهارات ويختار ما يتناسب مع إمكانياته. 

 

4- مراقبة الأسرة للأبناء جيدًا، وعمل دورات توعية للأسر المصرية. 

 

5- زيادة الرقابة على المسلسلات والأفلام، وحذف كل المشاهد المسيئة لنفسية الأطفال والمراهقين، مثل الاغتصاب والقتل والانتحار والمشاهد المنافية للآداب الأخلاقية. 

وأكدت د. ندى الجميعي، أنه يقع على الأسرة والدولة المسئولية الأكبر لمعرفة احتياجات الشباب وتعليمهم واجباتهم تجاه أنفسهم والمجتمع، وتوفير احتياجاتهم منذ الصغر وتوفير حياة كريمة لهم، وإزالة الفوارق الاجتماعية. 

وناشدت استشاري العلاقات الأسرية وخدمة المجتمع، الحكومة بمتابعة الصحة النفسية للطلبة بالمدارس والجامعات، وتفعيل دور الأخصائيين المدربين، وعمل ملف كامل لكل طالب يعاني من أي توتر أو اكتئاب، ونظرًا لمغالاة الأطباء النفسيين، يتم تحويلهم وعلاجهم على نفقة الدولة.