وزارة الآثار تنقل توابيت «خبيئة العساسيف» من الأقصر إلى المتحف الكبير

وزارة الآثار تنقل توابيت« خبيئة العساسيف» من الأقصر إلى المتحف الكبير
وزارة الآثار تنقل توابيت« خبيئة العساسيف» من الأقصر إلى المتحف الكبير

قامت وزارة الآثار اليوم الأحد بنقل توابيت «خبيئة العساسيف» من الأقصر إلى المتحف المصري الكبير، و قام فريق متخصص من وزارة الآثار، بإتمام عملية تغليف ونقل التوابيت الخشبية، وتمت عملية النقل وسط حراسة وتأمين كبير.

وقامت الوزارة بإتمام عملية النقل وأعمال توثيق وتسجيل لحالة التوابيت وكافة المعلومات التاريخية عنها، وأبعادها التي تمت مراعاتها في التغليف والنقل، ضمانا لعدم تعرضها لأي أضرار.

كان وزير الآثار د. خالد العناني قد أعلن عن اكتشاف الخبيئة قبل حوالي شهر، والتي بلغ عددها 30 تابوتا، وأعلن حينها أنه سيتم نقلها إلى المتحف المصري الكبير، وستعرض في قاعة خاصة بها في المتحف باسم «خبيئة العساسيف».

وأضاف أن من أشهر الاكتشافات السابقة خبيئتين للمومياوات الملكية، وهما خبيئة الدير البحري التي جرى الإعلان عنها عام 1881 وخبيئة أخرى عثر عليها داخل مقبرة الملك أمنحتب الثاني KV35 عام 1898 وخبيئة باب الجُثث، عام 1891 حيث جرى العثور على عشرات المومياوات لكهنة".

وأشار إلى أنه جرى الكشف عن التوابيت بالوضع الذي تركها عليه المصري القديم، مغلقة بداخلها المومياوات ، مجمعين في خبيئة في مستويين الواحد فوق الآخر، ضم المستوى الأول 18 تابوت، والمستوى الثاني 12 تابوت، واصفًا إياها بأنها أول خبيئة توابيت آدمية كبيرة يجري اكتشافها كاملة منذ نهاية القرن ١٩، وجرى دفن كل هذه الجثث مع بعضها بسبب انتشار عمليات السرقة في هذا العصر.. "اليوم وبعد أكثر من قرن من الزمان، يكتشف الأثريين المصريين خبيئة جديدة بالأقصر.

من جانبه يذكر أن د. مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن قصة كشف الخبيئة بدأت منذ حوالي شهرين، حين بدأت أعمال الحفائر لهذا الموسم، استكمالا لأعمال الموسم السابق الذي بدأ في عام 2018، والتي أسفرت عن الكشف عن العديد من المقابر، منها المدخل الأصلي لمقبرة TT 28، ومقبرتين لي "ثاو ار خت أف" و "ميري رع" من عصر الرعامسة، أما هذا الموسم الذي بدأ منذ شهرين، فجرى العمل على توسعه نطاق الحفائر، لتشمل الجزء الشرقي من الفناء الذي جرى العمل به الموسم السابق، وأثناء سير العمل جرى الكشف عن خبيئة "العساسيف" والتي تضم 30 تابوت خشبي لكهنة وكاهنات وأطفال، من عصر الأسرة الثانية والعشرين من القرن العاشر قبل الميلاد منذ 3000 عام.

واستكمل وزيري، تضم الخبيئة مجموعة من التوابيت لكهنة وكاهنات لمعبودات الأقصر للآلهة آمون وخنسو، حيث بلغ عددها حتى الآن 30 تابوت، بينها 3 توابيت لأطفال.

وأضاف الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن الخبيئة أعلى مقبرة TT28، وتتميز المجموعة المكتشفة من التوابيت في توفير الدليل على المراحل المختلفة لطريقة صنع التوابيت في تلك الفترة، حيث منها ما هو مكتمل الزخارف والألوان، ومنها ما هو في المراحل الأولى للتصنيع، ومنها ما انتهي تصنيعه ولكن لم يتم وضع المناظر عليه، ومنها ما جرى نحته وتزيين أجزاء منه وتركت الأجزاء الأخرى فارغة بدون زخارف.

وقال وزيري، تمثل المناظر المنقوشة على جوانب التوابيت موضوعات مختلفة تشمل تقديم القرابين ومناظر لآلهة مختلفة، وكذلك مناظر من كتاب الموتى، ومناظر لتقديم قرابين للملوك المؤلهين كالملك أمنحتب الأول، الذي عبد في منطقه الدير البحري، وكذلك عدد من النصوص التي بها ألقاب لأصحاب التوابيت كمغنية الإله آمون، وكذلك نصوص لـ speeches لآلهة مختلفة.

وذكر وزيري، أن هذه الخبيئة تأتي كشاهد على فتره تاريخيه لعدم الاستقرار، انتشرت فيها سرقات المقابر، وقل بناء المقابر الضخمة ولعب فيها التابوت دورًا هامًا كمقبرة للحفاظ على الجسد، حيث وضعت المناظر التي كانت توضع سابقًا على حوائط المقابر لتجد مكانها على جنبات التابوت.

وقال عالم الآثار، إن تلك المناظر والنصوص الممثلة على جوانب التوابيت، ارتبطت بالمنطقة حيث مثلت مناظر الآلهة حتحور والملك أمنحتب الأول، واللذين انتشرت عبادتهما في منطقه الدير البحري، والتي تعتبر جبانة العساسيف بلا شك جزء منها، ويأتي اختيار المكان لأسباب عديدة منها قدسيه المكان، وأنه المكان الأمن في جبانة طيبة في وقت لم تسلم فيه حتى مقابر الملوك من السرقة.

وعن طريقة الدفن في مجموعات، قال "وزيري": "هي عادة معروفه سابقًا حيث وجدت الخبيئة باب الجُثث لكنهه وكاهنات الإله آمون في الأسرة الواحد والعشرين، بالقرب من معبد الملكة حتشبسوت، وإن اختلفت في عددها وجودة توابيتها عن خبيئة العساسيف المكتشفة اليوم، فكلاهما يؤرخان لفترات تاريخية انتشرت بها الدفنات الجماعية.

وأشار الدكتور الطيب عباس مدير عام الشؤون الأثرية بالمتحف المصري الكبير، إلى أنه سوف يجري نقل المجموعة كاملة إلى المتحف المصري الكبير، حيث جرى تخصيص قاعة لعرض المجموعة كاملة وسوف يجري نقلها بعد انتهاء أعمال الترميم الأولى على يد مجموعة متخصصة من مركز الترميم بالمتحف المصري، بالتعاون مع مرممي منطقه آثار الأقصر.

حضر مراسم الإعلان عن الكشف، عالم الآثار الدكتور زاهي حواس، ومحافظ الأقصر المستشار مصطفى ألهم.