وسط انبهار.. ولهفة الرجوع

محمد البهنساوي يكتب: «الملك» يقود مواكب العودة من عاصمة الضباب إلى مدينة السلام !

الكاتب الصحفي محمد البهنساوي - رئيس تحرير بوابة أخبار اليوم
الكاتب الصحفي محمد البهنساوي - رئيس تحرير بوابة أخبار اليوم

«الذكاء» فى نفى الشائعات.. وعودة الثقة بلسان إنجليزى وظهور اللوردات


انتهت الأسبوع الماضى فعاليات بورصة لندن الدولية للسياحة.. ورغم أهميتها دوليا ولمصر أيضا.. سواء لكونها ثانى أهم ملتقى سياحى عالمى أو أنها تمهد للموسم السياحى الجديد وترسم لحد ما نصيب كل دولة من كعكة السياحة العالمية.

 

لكن دورة هذا العام الأهم لمصر بتاريخ البورصة، فقد كانت بورصة لندن تحمل سنويا مخاوف للسياحة المصرية.. فعادة ما كان يسبقها أخبار مزعجة.. لعل آخرها قبل أعوام إعلان وقف الرحلات إلى شرم الشيخ.. لكن هذا العام من المرات النادرة أن تسبق البورصة أخبار ليست سارة فقط بل مهمة للغاية.. فقبلها أيام أعلنت الحكومة الإنجليزية رفع حظر السفر إلى شرم.

 

وللحقيقة جاءت المشاركة والفعاليات المصرية على قدر هذه الأخبار المهمة.. وتابعنا الفعاليات وصولا إلى نتائجها.. وإذا بدأنا من النهاية نستطيع أن نجسد ونرسم البداية.. فيكفى أن ختام البورصة حمل خبرين غاية فى الأهمية والتفاؤل لمصر قاطبة ولسياحتها بشكل خاص.

 

فقد أعلنت شركة « توى « أكبر شركة سياحة فى العالم العالمية بدء رحلاتها من المدن الإنجليزية إلى شرم الشيخ الشتاء الحالى.. كما اعلنت شركة « إيزى چيت البريطانية « وأشهر شركة دولية للطيران المنخفض التكاليف إطلاق رحلاتها للمرة الأولى إلى شرم الشيخ والغردقة العام المقبل.

 

كما أكد جميع منظمى الرحلات وكبرى شركات السياحة والطيران خلال لقاءاتهم بالجناح المصرى سواء الحكومى أو الخاص رغبتهم فى زيادة حجم أعمالهم بمصر وأكدوا أيضا وجود طلب متزايد من السائحين البريطانيين على زيارة مصر.


وما بين البداية والختام جهد محترم وفعاليات تستحق الإشادة بالقطاع السياحى وعلى رأسه بالطبع الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة.. وقبل أن نشرح أهم ملامح المشاركة المصرية.. نشير إلى نقطة مهمة.. وهى أن مصر كانت حديث لندن وبريطانيا العظمى كلها الأيام الماضية بفضل الملك أو الفرعون الذهبى كما نلقبه « توت عنخ آمون » فقد افتتح د. خالد عنانى وزير الآثار وحارس كنوز الأجداد ومنهم الفرعون الذهبى المعرض المؤقت لمقتنيات الملك توت عنخ آمون.. ناهيك عن حرص وزيرة السياحة على تخصيص ركن لمقتنيات الملك بالجناح المصرى ببورصة لندن وهو ما زاد من الإقبال الإنجليزى على الجناح .


وإذا كنا أشرنا إلى ركن الملك توت.. فنكمل باقى الأركان.. وهى للامانة ميزة نوعية اكتسبها الجناح المصرى بالمعارض الخارجية خاصة لندن وبرلين مع الوزيرة المشاط.. فالجناح تم تصميمه بما يتماشى مع الاتجاهات التسويقية العالمية وباستخدام أحدث الأساليب التكنولوجية ومزجها بذكاء بحضارة مصر ليعكس حضارتها وتحضرها وتقدمها .

 

كما احتوى على عدة اركان تسويقية مهمة وذكية فبجانب ركن الفرعون توت كان هناك ركن لأهداف التنمية المستدامة السبعة عشر للأمم المتحدة التى تتبنى وزيرة السياحة حاليا تطبيقها بالقطاع فهى رسالة تحضر دولى وركن مهم للغاية لاستعراض ما كتبه المشاهير عن زيارتهم لمصر على مواقع التواصل الاجتماعى الخاصة بهم وركن آخر تحت عنوان «سعادة وتفاؤل» Happy and Hopeful والذى يضم صورا لما كتب عن السياحة المصرية على منصات التواصل الاجتماعى المختلفة فى الصحافة العالمية مع استخدام أحدث الاساليب العالمية بالعرض.


وبالطبع تعد اللقاءات التى يعقدها الوفد المصرى تحدد إلى أين نسير.. ولعل هذه النقطة كانت منطلق سعادة القطاع أيضا.. ويكفى لقاءات الوزيرة والتى لخصها ما قيل فى لقائها مع مسئولى اتحاد وكلاء وشركات السياحة والسفر البريطانية الذين أكدوا للوزيرة أن هناك طلبا متزايدا من الشعب البريطانى على السفر إلى المقصد المصري وكان اللقاء فرصة لنقاط مهمة أثارتها الوزيرة بذكاء ودبلوماسية.

 

فقد أزالت مخاوفهم أولا الأمنية حيث أكدت أن القرار البريطانى باستئناف الطيران إلى شرم الشيخ يؤكد قناعة السلطات البريطانية بالأمن والأمان الذى تتمتع به مصر وهى شهادة بلسان إنجليزى صرف بما يؤكد صدقها.. بجانب بعض الشائعات الخبيثة حول الغذاء بفنادق منتجعاتنا.. ورغم ما تم إثباته مسبقا عن كذب تلك الشائعات.

 

الا أن الوزيرة وتأكيدا للجودة استعرضت فى اللقاء ما قامت به الوزارة العام الماضى بالتعاون مع غرفة المنشآت الفندقية بالاستعانة بشركة «بريفيرسك» Preverisk، وهى بيت خبرة عالمى معتمد لاستشارات الصحة والسلامة، وذلك لعمل فحص شامل للفنادق بمدينة الغردقة كمرحلة أولى، وهو ما يتم تطبيقه فى باقى المحافظات السياحية ومنها محافظة شرم الشيخ لرفع جودة المنشآت الفندقية بما يتناسب مع المعايير الدولية التى تطبق فى الدول السياحية الكبرى.وتطبيق المعايير الفندقية الجديدة .


وعلى الجانب الإعلامى.. فهناك الكثير لكن نشير إلى لقاء الوزيرة مع ريتشارد كويست مقدم البرامج الشهير على قناة سى ان ان العالمية والمذيع الإنجليزى الشهير أرون هيسلهيرست على قناة بى بى سى العالمية ولعل للقناتين مخزى سياسيا قبل أن يكون سياحيا.. واستضافة الوزيرة والإشادة بالسياحة المصرية بهاتين القناتين لهما مخزى كبير.

 

ولعل من الجميل هذا العام عودة تنظيم الوزيرة لليلة المصرية التى اختفت لسنوت بدون مبرر.. فهذا العام تم تنظيم تلك الليلة فى مقر السفارة المصرية فى لندن وشهدت ظهور ومشاركة من اللوردادت الانجليزى بحضور لفيف من الشخصيات السياسية والبرلمانية الانجليزية ورؤساء بعض المنظمات الدولية وكبرى شركات السياحة والطيران والاعلام الدولى.. كل هذا يعزز دور مصر ببريطانيا سياحيا وسياسيا.


هكذا.. نجد أن المشاركة بالبورصة بداية سياسية وسياحية جديدة لمصر فى عاصمة الضباب قاد ضربتها الأولى الملك توت وترك الباقى للوزيرة النشطة والقطاع المهم الحالم.