وصفه جونسون بـ«ستالين» ودعته ماي للتنحي.. «كوربين» زعيم المعارضة البريطانية

جيريمي كوربين
جيريمي كوربين

قبل يومين، وسّع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من الهجوم على خصمه اللدود جيريمي كوربين، زعيم حزب العمال البريطاني، وشبهه بالديكتاتور السوفيتي السابق جوزيف ستالين.

جاء ذلك في أول أيام الحملة الانتخابية، التي يقودها جونسون لإعادة انتخاب حزبه "المحافظين" على رأس الحكومة البريطانية مجددًا، في الانتخابات التي ستُجرى بصورةٍ مبكرةٍ في الثاني عشر من شهر ديسمبر المقبل.

ويستعد بدوره جيريمي كوربين لخوض غمار الانتخابات عبر حزبه العمال اليساري، وذلك بغية الإطاحة بجونسون من رئاسة الحكومة البريطانية وشغل منصبه، لكن استطلاعات الرأي الأولية لا تبشر بالخير لكوربين، وسط تكهناتٍ بخسارة حزب العمال مقاعده التقليدية في الشمال البريطاني.

ويتزعم جيريمي كوربين "70 عامًا"  حزب العمال منذ عام 2015، وهو عضوٌ في مجلس العموم البريطاني "البرلمان" منذ عام 1983 عن دائرة إسلنجتون الشمالية.

موقفه من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

وتأتي الانتخابات المبكرة في بريطانيا في ظل أزمةٍ تعيشها بريطانيا فيما يتعلق بهوية خروجها من الاتحاد الأوروبي، الذي تأجل لأكثر من مرةٍ، وتم تسمية أجلٍ جديدٍ في نهاية شهر يناير المقبل.

ويعارض كوربين أي خروج لبريطانيا من التكتل الأوروبي من دون اتفاقٍ، وهي الخطة التي يرمي لها رئيس الوزراء بوريس جونسون، لكنه فشل في إقرارها داخل البرلمان البريطاني، بسبب وقوف حزب العمال ضده إلى جانب متمردين من حزب المحافظين، الرافضين للانسحاب من دون اتفاقٍ.

وفي قضية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، يحمل كوربين مواقف متضاربة، ففي السابق كان يرفض أن تشغل بريطانيا عضوية التكتل الأوروبي، وحتى عام 2011 كان يدعم مقترحًا للتصويت على انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

لكن مع الدعوة للاستفتاء في يونيو عام 2016، كان كوربين وحزبه العمال من أشد المؤيدين لبقاء بريطانيا تحت راية الاتحاد الأوروبي، وبرر كوربين ذلك بأنها حجة ساحقة تقتضي البقاء داخل التكتل الأوروبي.

مواقف مقربة للعرب

مواقف جيريمي كوربين تتسم بالميل نحو العرب، فهو يتنصل من مشاركة القوات البريطانية للقوات الأمريكية في غزو العراق عام 2003، إبان حقبة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بيلير، الزعيم الأسبق لحزب العمال، الذي يتزعمه كوربين حاليًا.

ويُعرف كوربين بمناصرته لفلسطين وعدائه الشديد لسياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين، وكلفه ذلك أن دعت صحيفة يهودية الناخبين البريطانيين بالتصويت ضد حزبه العمال في الانتخابات المقبلة.

كما يدعو زعيم حزب العمال إلى مشاركة حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين "حماس" وحزب الله في لبنان في عملية السلام في الشرق الأوسط.

دعوة ماي له بالتنحي

وفي شهر يوليو الماضي، دعت رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي كوربين إلى التنحي عن منصبه زعيمًا لحزب العمال، مثلما فعلت هي وتخلت أواخر شهر مايو عن زعامة حزب المحافظين، ومن ثم فقدت منصبها رئيسة للحكومة البريطانية.

عرض ماي قوبل بالرفض من قبل جيريمي كوربين، الذي يصر على استكمال مشواره السياسي، أملًا في أن يصبح زعيم بريطانيا المقبل، ويعيد حزب العمال إلى الواجهة السياسية مرة أخرى، والتي فقدها منذ رحيل توني بلير عن الحكم عام2007.