قضية ورأى

البطولات العظيمة لقواتنا فى الثغرة

لواء أ.ح. محمد أبوشادى
لواء أ.ح. محمد أبوشادى

انه لمن الشائع أن هناك صورا سلبية عن عمليات قواتنا المسلحة فى الثغرة. وهذه فى الحقيقة صور خاطئة، وان هناك بطولات عظيمة قامت بها قواتنا المسلحة، ويكفى ان كتيبة مشاة واحدة بأسلحة خفيفة، أوقفت تقدم دبابات العدو بالمئات لمدة ثلاثة أيام، خوفا من الأسلحة المضادة للدبابات المحمولة على الكتف، مما اشاد بها وبقائدها الرئيس السادات.
كما ان القوات المسلحة فى الثغرة حاصرت القوات الإسرائيلية لمدة ثمانين يوما. وكان يتم يوميا قصف مكثف بالمدفعية على قوات العدو. وكان يتم يوميا وكل ليلة هجوم مركز على قوات العدو. وشن غارات شبه يومية عليها. وقد تم القيام بأكثر من اربعين غارة على العدو المحاصر. تم خلالها قتل وأسر العشرات من قوات العدو، فى حرب استنزاف الأول من شهر يناير 1974. بعد صدور قرار وقف اطلاق النار، بعد تدخل وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكى هنرى كسنجر لوقف الهجوم المنتظر لتصفية الثغرة التى ورطوا أنفسهم فيها. واصبحت قواتنا المسلحة وقوات العدو متداخلة، مما جعل استخدام قواته الجوية مستحيلة لتأثر قواته جراء قصفاته الجوية. وكذلك حينما أصر الرئيس السادات تصفية الثغرة، والقضاء على قوات العدو داخلها، وقوله «سأنسفهم».
وهذه القوات تمثل 40٪ من جميع القوات الإسرائيلية، مما جعل وزير خارجية الولايات المتحدة. يصرح ان امريكا ستدخل الحرب، لحماية إسرائيل، اذا أصر الرئيس السادات على تصفية الثغرة. وأمام تصريح الرئيس السادات بيده تنفيذ خطة التصفية. كانت الروح القتالية لقواتنا المسلحة، عالية، تواقة للهجوم. وكانت تفتح الثغرات أمام الحد الأمامى للقوات انتظارا للهجوم.
وهذا يفسر موافقة إسرائيل فى المباحثات المخذية فى الكيلو 101. على تبادل أسراهم وموتاهم، وانسحاب قواتهم من الثغرة على ثلاث وثبات، الوثبة الأولى تجميع قواتهم جميعا من غرب القناة إلى حافة غرب القناة، والوثبة الثانية، من غرب القناة وعبورهم إلى شرق القناة. والوثبة الثالثة، من شرق القناة إلى مسافة 15-20كم شرقا. ولكن خوفهم من حرب الاستنزاف التى يتعرض لها قواته يوميا بالمدفعية، والاغارات، جعلهم ينسحبون فى وثبة واحدة من غرب القناة. إلى شرقها لمسافة 15- 20 كم.
وقد كنت رئيس عمليات كتيبة مشاة ميكانيكى من قوات حصار الثغرة. فى غرب القناة. وكنت ضابط اتصال بين قيادة اللواء، وقوات الطوارئ الدولية. ولاحظت الفرح والأغانى والطبول لقوات العدو المستعدة ليلة انسحابهم. فسألت الضابط المسئول فى قوات الطوارئ الدولية عن سر هذا الفرح، فقال إن قواتهم لم تتمكن من التجهيز الهندسى الجيد. والاسوار واقامة التحصينات القوية، لان قواتكم لم تمكنه من ذلك بسبب قصف المدفعية، والاغارات اليومية، ودلل على ذلك بقوله ان قصف قواتكم بهم بالمدفعية ليلة العيد، واغاراتكم، قتلت وجرحت 264 فردا من قواتهم فى مواجهة قوات اللواء المصرية فقط، فى ليلة واحدة، وهذا الرقم أتذكره جيدا من الاسبوع الاول من شهر يناير 1974، ومن الضابط المسئول من قوات الطوارئ الدولية، عن شهادة حق وشهادة محايدة.
ألم أقل لكم إن الثغرة بطولات عظيمة لقواتنا المسلحة المصرية؟ عكس ما هو سائد من صور سلبية، غير حقيقية.