خواطر

لا.. لوقــف مشــــروعات التاركيـــن لمناصبهــم نعم.. لتواصل المسئولية والاستكمال والتكامل

جلال دويدار
جلال دويدار

من أسوأ سلوكياتنا الوظيفية والإدارية خاصة على المستويات العليا المعاناة من آفة توقف بعض المسئولين عن استكمال ما يكون قد بدأه الذين سبقوهم فى المناصب التى أصبحوا يشغلونها. يترتب على ذلك على أرض الواقع إهدار المال العام وتضييع الوقت والجهد وتعطيل مصالح الدولة.
 اتصالًا بهذه الحالة المرضية المستشراة فى وزاراتنا وأجهزتنا الحكومية فإنه يحدث فى حالة  الجنوح ـ استثناءً - إلى استكمال أحد هذه المشروعات التى كان قد جرى الانتهاء منها قبل تسلم هذا المسئول مهام منصبه.. التعمد فى معظم الأحيان عدم الإشارة لجهود الذين فكروا ونفذوا هذه المشروعات. فى كلتا الحالتين فإنه ليس من توصيف لهذا التصرف سوى الخلل الأخلاقى وفقدان الثقة وغياب الكفاءة ونقص التأهيل الوظيفى من الناحية القيادية.
 لاجدال أن هناك أمثلة كثيرة فى هذا الشأن نعيشها من وقت إلى آخر. يضاف إلى ذلك وارتباطًا بنفس الموضوع فإن بعض المشروعات التى يكون قد تم افتتاحها ولم يتم تفعيل عملها.. يجرى افتتاحها أكثر من مرة مع توالى تغيير شاغل المنصب.
 من الضرورى والمهم للصالح العام والحفاظ على المال العام أن تكون هناك فاعلية لإرادة الاستفادة من مثل هذه المشروعات دون أى تعطيل. على هذا الأساس فإنه يجب ويتحتم الالتزام بالتقاليد السوية القائمة على مراعاة ما يوفر على الدولة الوقت والمال من خلال التواصل والتكامل بين المسئوليات مهما تغير شاغل المنصب لأى سبب من الأسباب.
 الأخذ بهذا الالتزام بشكل حازم هو مسئولية القيادة السياسية. إن عليها أن تتابع وتراقب - فى إطار حرصها على المصلحة العامة - هذه السلوكيات وضرورة التمسك بالتقاليد والقيم الوظيفية. يأتى ذلك إيمانًا بأن توافر هذه الأخلاقيات هو عنصر أساسى فى بناء وانطلاق الدولة الحديثة نحو التقدم والازدهار. إن على أى مسئول أن يدرك أن خدمة الصالح العام هى مهمته ومهمة من سبقوه والذين سيأتون من بعده لشغل المنصب الذى آل إليه وفقا لسنة الحياة وعملا بالحكمة التى تقول (لو دامت لغيرك ما وصلت إليك). على الشاغل الجديد لأى منصب الاعتراف بدور المسئول السابق فى إنجاز أى مشروع. إن ذلك لا يمكن أن يقلل من قيمة أى مسئول وإنما يزيد منها فى نظر المجتمع.
>>>
تهانىّ القلبية
يحتفل المسلمون فى مغارب الأرض ومشارقها غدا السبت بحلول ذكرى المولد النبوى الشريف أعاده الله علينا جميعا باليمن والبركات. فى هذه الذكرى العزيزة المرتبطة بظهور الدين الاسلامى العظيم.. لا يسعنا سوى أن ندعو المولى عز وجل.. أن يسبغ على المسلمين نعمة الوحدة والتراحم والتخلى عن كل ما يبث الفرقة بينهم.