فيديو وصور| مطبعة السكة الحديد.. «الكنز المنسي» في انتظار التطوير

مطبعة السكة الحديد.. «الكنز المنسي» في انتظار التطوير
مطبعة السكة الحديد.. «الكنز المنسي» في انتظار التطوير

مدير مطابع السكة الحديد: 240 عاملًا على 44 ماكينة «قديمة»..و«بقالنا 20 سنة بنشتكي ولا حد سامعنا»


 ويؤكد: ننتج جميع تذاكر السكة الحديد باستثناء الـ«vip».. وخبرة الأيدي العاملة تؤهلنا لتحقيق اكتفاء السوق المحلي


- كنا الجندي المجهول في «تفعيل الغرامات» .. نطبع 12 مليون تذكرة شهريًا.. ونطالب فقط بالتحديث و2 ماكينة «4 لون»


 
هي كنز عتيق يرجع تاريخه إلى 142 سنة، صنفت كثاني دار طباعة أنشأت في مصر بعد مطابع بولاق أو «الأميرية».. عنوانها «الدقة الشديدة» في الطباعة، فتولت إنتاج جميع تذاكر ومطبوعات هيئة السكك الحديدية المصرية، وكذلك العملات الورقية إضافة إلى التلغرافات ودليل التليفونات والدفاتر المصلحية وتذاكر هيئة النقل العام والنقل البري، ورغم ذلك إلا أنها تعاني من عدم التحديث، فلم تصلها يد التطوير منذ تسعينات القرن الماضي، لتظل مطبعة السكة الحديد «الكنز المنسى»، التي تتحول لـ «منقذ» في حالة سقوط سيتسم التذاكر أو انقطاع التيار الكهربي عن مباني الهيئة.

  

 


240 عاملًا..  و19 ماكينة
تمتاز مطبعة السكة الحديد - التي أنشأت عام 1877، وتقع على مساحة ألفي متر بشارع السبيتة بميدان رمسيس العريق-، بخبرة الأيدي العاملة التي تصل أعدادها إلى 240 عاملًا، فهي تعمل بطاقة  19 ماكينة طباعة أوفست مطورة، و25 ماكينة «تيل» قديمة يتم من خلالها طباعة جميع تذاكر السكة الحديد باستثناء تذاكر الدرجات المكيفة وvip، فالعامل بها مدرب على طرق التعامل مع التذكرة الورقية أو «الكارتون»-كما يلقبونها-، وهذا ما أدى إلى اقتصار عملها على طباعة تذاكر القطارات والمطبوعات الخاصة بهيئة السكة الحديد والشركات التابعة فقط، نظرًا لعدم تحديث الماكينات .


 

 


الماكينات.. والرصاص
في بداية جولة «بوابة أخبار اليوم» بمطبعة السكة الحديد، استقبلنا مدير مطابع السكة الحديد أحمد علي، وقبل أن يبدأ حديثه معنا عن تاريخ المطبعة، ذكر :«لدينا استقرارا وزيادة في الإنتاجية، وفعلنا الورشة لتوسيع نطاق التصنيع، لكننا ننتظر التطوير».
«علي» حكى لنا عن المطبعة، قائلًا: إن مطبعة السكة الحديد يرجع تاريخها إلى 142 سنة، وهي ثاني دور طباعة أنشأت في مصر بعد مطابع بولاق أو «الأميرية»، وشعارهم «الدقة الشديدة» في الطباعة، مضيفًا: تعمل بطاقة  19 ماكينة طباعة أوفست مطورة، و25 ماكينة «تيل» قديمة يتم من خلالها طباعة جميع تذاكر السكة الحديد باستثناء تذاكر الدرجات المكيفة وvip، موضحًا أن الماكينات الحالية تتنوع بين صناعات ألمانية وأمريكية، لكنها لم تطور منذ 1994.


 


الجندي المجهول
وذكر «علي» أن حجم الاستهلاك السنوي للمطبعة من الورق يصل إلى 400 طن سنويًا، موضحًا أنهم يحولون 500 طن ورق إلى مطبوعات مختلفة، مستطردًا: المطبعة من أكثر المصالح في هيئة السكك الحديد نجاحًا، وحققنا اكتفاءً ذاتيًا للهيئة من تذاكر ومطبوعات، لكن نريد تحديث الماكينات لتوسيع نطاق علمنا، لتحقيق الاكتفاء الذاتي للسوق المحلي برمته، وأدخال موارد مالية لصالح السكة الحديد. 


ولفت إلى أنهم يطبعون 12 مليون تذكرة قطار شهريًا موزعة بين تذاكر دفترية، وورقية «كرتون» لخطوط السكة الحديد الفرعية والضواحي، لافتًا إلى أنه بعد قرار وزير النقل بتفعيل نظام الغرامات، فكانت بمثابة «الجندي المجهول» في هذه الظروف وسدت العجز وكل التذاكر المطلوبة، متابعًا: «طبعنا 40 مليون تذكرة ورقية في الفترة من شهر إبريل حتى شهر أكتوبر 2019، ونطبع 12 مليون تذكرة شهريًا، فسهرنا وتحدينا الوقت لإنجاز المطبوعات».


 
المطبوعات.. قديمًا وحديثًا
ولفت إلى أن المطبعة كانت تتولى طباعة جميع تذاكر ومطبوعات هيئة السكة الحديد وكذلك العملات الورقية مثل «الشلن والبريزة»، إضافة إلى التلغرافات وكل أنواع السجلات ودليل التليفونات والدفاتر المصلحية وتذاكر هيئة النقل العام والنقل البري، وكذلك أوراق الغرامات، ورغم ذلك لم تصلها يد التطوير منذ تسعينات القرن الماضي، لتظل «الكنز المنسى»، التي على الرغم من تطور الوسائل التكنولوجية، إلا أنها تظل «المنقذ» في حالة سقوط السيتسم أو انقطاع التيار الكهربي.

 

ماكينات «4 لون»
واستطرد قائلًا: «كان لدينا ماكينات وحروف خشبية يعود عمرها إلى 500 سنة، قمنا بإرسالها إلى متحف السكة الحديد ومعهد وردان، والماضي المرتبط بالحاضر، فنحن نقدر قيمته ولا نبيعه»، مشيرًا إلى أنهم لديهم من الإماكانيات ما يؤهلهم لاقتحام أي مجال في الطباعة، متابعًا: «خامات وورق وأحبار، بقالنا 20 سنة بنشتكي ولا حد يسمع، كل الماكينات "شغالة"، لكن القدرة الإنتاجية لها ضعيفة، فتنتج 4 آلاف فرخ في اليوم، بسبب ضعف الإمكانيات وعدم التحديث بماكينات جديدة».


وطالب مدير مطابع السكة الحديد بالتطوير والتحديث، قائلًا: لدينا ماكينات تيبو للطباعة بالرصاص، والأوفست الحديث التي تطبع بلون واحد فقط، ونالها الإهمال، ونطالب بـ2 ماكينة (4 لون) لتحقيق اكتفاء ذاتي لهيئة السكة الحديد بالكامل، وكذلك اقتحام السوق المحلي، لزيادة الإنتاج والتوسع في التعاقدات مع جهات جديدة، فضلًا عن تنمية إيراد الهيئة ومواكبة المستقبل، مضيفًا في نهاية حديثه: «احنا بنعمل من الفسيخ شربات».