رأى

الست «المجدع»!!

مايسة عبدالجليل
مايسة عبدالجليل

مايسة عبدالجليل

جمعتنى بها المصادفة وأوقات الانتظار أمام غرفة الرنين المغناطيسى.. شابة فى الثلاثين من عمرها بالطرحة والعباءة السوداء كمعظم سيدات الريف.. بمرور الوقت ولكسر الملل بدأنا نتجاذب أطراف الحديث.. جاءت لعمل أشعة على ركبتها بعد أن «خبطها» موتوسيكل وهرب تاركا إياها مكومة على الطريق لولا أولاد الحلال.
تمتد أوقات الانتظار، يطل عليها زوجها سائق الميكروباص يتذمر لكونها مازالت جالسة فى انتظار دورها.. يبدى انزعاجه على أطفالهما الأربعة وحدهم فى المنزل والدنيا ليل ثم يعود يستأنف جلسته على المقهى قتلا للوقت.
نعود لاستئناف الحديث الذى قطعه الزوج القلق.. لقد أعجزتنى ركبتى المصابة عن خدمة البيت والأولاد.. أكبرهم فى التاسعة وأصغرهم لم تستكمل عامها الأول.. نصحنى الطبيب مع العلاج ضرورة تخفيف الوزن.. تقسم أنها منذ أربعة شهور كاملة ونفسها «مسدودة» عن الدنيا والطعام فقد اكتشفت انها مصابة بسرطان الثدى.. تلمع الدموع فى عينيها.. تتجمع ثم تنهمر وتخبرنى أنهم أعطوها موعدا بعد ثلاثة شهور أخرى لإجراء الجراحة!!
صدمنى كلامها.. تنادى عليها الممرضة بعد أن حان دورها لإجراء الاشعة..  تركتنى حائرة أتساءل هل ستبدأ علاجها حقا بعد سبعة شهور من اكتشافها هذا المرض الخطير؟! وماذا عن وصايا ونصائح الاكتشاف المبكر للأورام لزيادة نسب الشفاء؟! وأين إعلانات التليفزيون مع الست سوسن بدر ولافتات الطرق تطل علينا تحث كل ست مصرية على ضرورة الاطمئنان على صحتها ضمن حملة 100 مليون صحة.. أليست هذه السيدة التى لا أعرف اسمها ولا عنوانها هى «الست المجدع التى يجب أن نشيلها من على الأرض شيل والتى يجب أن نساعدها تأخذ بالها من نفسها لأن صحتها هى قوتنا»؟!.. أم ماذا يا وزيرة الصحة؟!