التقلبات الجوية وتصريحات المسئولين !! «٢/٢»

انزاحت الغمة... وغادرنا ولله الحمد المنخفض الجوى القبرصى، فى طريقه إلى الأردن والأراضى الفلسطينية المحتلة «إسرائيل»، بعد أن ظل طوال الأربعة أيام الماضية يعربد فى سماء البحر المتوسط، ضاربا المحافظات والمدن الساحلية المصرية بموجات عاتية من الأمطار الغزيرة، التى امتدت إلى قلب الدلتا وشرق القاهرة.
وبتحرك المنخفض شرقا، هدأت النفوس قليلا وانقشعت نسبيا حالة الاضطراب والقلق، التى سادت مصر خلال وجوده الثقيل، ملبدا السماء بسحبه وغياماته شديدة العتمة، منذرا ومهددا بسقوط حمولته من المياه فى قلب شوارعنا، التى لم تعد قادرة على مقاومة الغرق، تحت وطأة الأمطار الغزيرة.
والمؤكد أن الادارات المحلية المنتشرة فى القاهرة والمحافظات، قد تنفست الصعداء بعد أن انزاح عن صدرها المنخفض الجوى، الذى كان يشير إلى قصورهم فى مواجهة الآثار السلبية الناجمة عنه، وخاصة فى العاصمة التى أصيبت الحركة فيها بالشلل التام تحت وطأة الأمطار.
ولكن المؤكد ايضا أننا لا ولن نستطيع الراحة على الاطلاق، فى ظل ما صدر من تصريحات مثيرة للقلق بل والإحباط والغضب أيضا، من جانب بعض المسئولين، الذين اكدوا أن الذى حدث سيتكرر، فى ظل غياب شبكة تصريف الأمطار عن شوارع العاصمة كلها،..، ثم زادوا على ذلك بالقول بأننا سنظل تحت هذا التهديد، نظرا لارتفاع تكاليف هذه الشبكة،..، وعدم قدرتنا على توفير ذلك!!
وفى تقديرى ومع احترامى لكل المسئولين،..، إلا أن مثل هذه التصريحات غير مقبولة ولا معقولة أيضا،..، غير مقبولة لأنها تبعث على الاحباط والتشاؤم،..، وغير معقولة لأنها مثبطة للهمم وتسد ابواب الأمل، وهو ما يجب أن نرفضه جملة وتفصيلا .