حكايات| خلاف «نازي» أخرج للعالم عملاقي الصناعة الرياضية

أشهر خلاف نازي افرز عن أكبر شركتين رياضيتين في العالم 
أشهر خلاف نازي افرز عن أكبر شركتين رياضيتين في العالم 

ربما لا يعلم الكثيرون أن شركتي «أديداس وبوما» أكبر شركتين رياضيتين على مستوى العالم في مجال الأحذية الرياضية كانا في يوم من الأيام كيان وشركة واحدة يمتلكها شقيقان قبل انفصالهما عن بعضهما عام 1948، وكان اسم الشركة آنذاك «مصنع الأخوين داسلر للأحذية».


بدأ المشروع بينهما بفكرة صغيرة وبسيطة وحقق نجاحًا باهرًا، لكن لأسباب مختلفة وربما أسباب واهية وقع خلاف قوي بين الشقيقين انتهى بهما إلى الانفصال في كل شئ، سواء في العمل أو حتى على المستوى الشخصي والعائلي، لكن هذا الخلاف الحاد أفرز أكبر كيانين في الصناعة الرياضية في العالم كما سنوضح لاحقًا، لكن كيف كانت البداية البسيطة؟ وكيف تحول أشهر خلاف في التاريخ إلى أكبر شركات الأحذية الرياضية على مستوى العالم.

أولاد المصبغة
فرضت قوات التحالف الدولي على ألمانيا مجموعة كبيرة من العقوبات بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولي عام 1914، بالإضافة إلى تحميل الاقتصاد الألماني عبء كبير من التعويضات كل هذا إلى جانب ارتفاع التضخم في ألمانيا لأرقام غير مسبوقة كنتيجة مباشر لخسارة الحرب وتوقف عجلة الإنتاج وإصابة الاقتصاد الألماني في الصميم خصوصًا بعد التوقيع على وثيقة الاستسلام، ظهر الكساد بوضوح في ألمانيا وارتفعت نسبة البطالة بشكل فاق الحدود الطبيعية، ولم تعد الدولة آنذاك في حالة تسمح لها بالتوظيف أو إقامة مشروعات تنموية جديدة، ووسط هذه الظروف الصعبة والأحداث القاحلة، نشأ في مدينة «هرزوجنيوراخ» في بافاريا بالجنوب الألماني الأخوان «رودولف وأدولف» عاشا مع والدهما كريستوفر ووالدتهما باولينا، الأب كريستوفر كان يعمل في مصنع للأحذية، والأم كانت تملك مصبغتها الخاصة، رودولف الشقيق الأكبر كان يذهب بصحبة والده لتعلم المهنة، بينما أدولف كان صغيرًا يتابع دراسته وتعليمه، لكن في نهاية اليوم يساعدان والدتهما في توصيل الملابس في المدينة وعُرِفا بأولاد المصبغة.


توابع الحرب العالمية الأولى
عندما دقت طبول الحرب العالمية الأولى في عام 1914، تم استدعاء رودولف للقتال وبقي أدولف مع العائلة لأنه كان صغيرًا، الحرب التي امتدت لقرابة 4 أعوام تم استدعاء أدولف في السنة الأخيرة للحرب للحاق بأخيه والقتال في إحدى الجبهات، مع انتهاء الحرب عاد الأخوان داسلر إلى المدينة، لكن لم تعد الحياة كما كانت قبل ويلات الحرب، تم إغلاق مصنع الأحذية واضطرت والدتهما لإغلاق المصبغة لأن إرسال الملابس إلى المصبغة أصبح يدخل ضمن إطار الرفاهية في ذلك الوقت.


مصنع الإخوان داسلر
فكر أدولف داسلر في حلول بديلة وغير تقليدية للخروج من هذا النفق المُظلم الذي أصاب البلاد جميعًا بالشلل شبه التام، قامت فكرته على تصنيع أحذية رياضية وبيعها كمشروع جديد ومبتكر، قرر تحويل مصبغة والدته إلى مصنع للأحذية الرياضية، لم تكن الحياة بعد الحرب سهلة على الإطلاق وخاصة بالنسبة لأدولف الذي وجد صعوبة بالغة في إيجاد المواد الأولية لتصنيع الأحذية في بداية عمله، حيث كان يذهب في جولات طويلة إلى الغابات المحيطة بالمدينة بحثًا عن خردوات من مخلفات الجنود كالخُوَذ والبذلات العسكرية حتى نجح بعد عناء كبير في بناء محول كهربائي خاص به، وبدأ أول عملية تصنيع في مطبخه في بلدة «هرزوجنيوراخ» في بافاريا بالجنوب الألماني وذلك بعد عودته من الحرب العالمية الأولى، وتحديدًا في عام 1920 حيث بدأ التصنيع في غرفة صغيرة داخل منزل ريفي متواضع، حيث دفعتهما والدتهما إلى دباغة الجلود وصنع أحذية رياضية منها، ومارس «أدولف» هذه المهنة في البداية بشكل منفرد إلى أن انضم إليه أخوه الأكبر «رودولف» بعد 4 أعوام تحديدًا في عام 1924، ثم ازدهر العمل وأسسا معًا مصنع أو شركة الأخوان داسلر لصناعة الأحذية، وتميز أدولف بتصميم الأحذية، بينما لمع نجم رودولف في مجال المبيعات، وحقق الأخوان ثنائياً رائعاً حيث سرعان ما انتشر صيتهما كأبرع مصممي أحذية في المنطقة.


استطاع الشقيقان بشكل أو بأخر في التفاهم معا بشكل جيد، رغم التباين في شخصيتهما، أدولف كان انطوائيًا لكنه يعمل بجد وهو من قام بتصميم الأحذية وصُنعها، أما رودولف كان منفتحًا وحماسيًا، وكان أقرب للمجال التسويقي بسبب شخصيته المميزة ووسامته ومعسول لسانه أثناء عمليات البيع والشراء، وبالفعل اختار لنفسه أن يكون رجل المبيعات في مصنع «داسلر»، كان رودي شابًا أكثر نشاطًا وحيوية من أخيه الصغير آدي، لذلك كانت شعبيته طاغية بين النساء، وكان أكثر شهرة بسبب طبيعة عمله في التسويق، على عكس الشقيق الأصغر الذي كان منكبًا على العمل في المصنع.


سر دورة الألعاب الأولمبية 1928
عادت الحياة إلى طبيعتها بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، رويدا رويدًا وبعد سنوات الجفاء، عادت الرياضة لتستحوذ على الاهتمام بعد سنوات الحرب الصعبة، فانتشرت الأندية الرياضية في أنحاء البلاد، وكانت جميع الأندية الكروية تأخذ مستلزماتها من الأحذية من مصنع داسلر، ولم يقتصر الأمر على كرة القدم فحسب، بل اتجهت جميع المنتخبات الألمانية في كافة الألعاب وخصوصًا ألعاب القوى لمصانع «داسلر»، طلب «جوزيف فايتزر» مدرب المنتخب الألماني لألعاب القوى قبل دورة الألعاب الأولمبية 1928، من مصنع «داسلر» تجهيز الفريق وفي سبيل ذلك سافر من ميونخ إلى مقاطعة بافاريا في الجنوب الألماني لرؤية الأحذية ذات المسامير التي سمع عنها كثيرًا وجاء من أجل تجربتها واختبارها، وحظيت داسلر للأحذية بثقة «فايتزر» وأصبح المصنع مسئولًا عن تزويد كافة المنتخبات الألمانية المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية منذ عام 1928 في أمستردام، ثم قامت الشركة بتجهيز العديد من الرياضيين بهدف توسيع نشاط الشركة على المستوى الدولي وحققت الشركة بعض النجاحات المحدودة.


أحذية المسامير
نجحت شركة «داسلر» مع قدوم حقبة الثلاثينات من القرن الماضي وتحديدًا خلال دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 1936 في برلين، في تصميم أحذية رياضية ذات مسامير في أسفلها خصيصاً للرياضيين المتنافسين في الأولمبياد، وللترويج لمنتجاتهما الجديدة نجحا في أقناع العداء الأمريكي ذو الأصول الإفريقية «جيسي أوينز» أن ينتعل أحذيتهما، واستطاع العداء الأمريكي إحراز 4 ميداليات ذهبية في أولمبياد برلين وهو ينتعل أحذية «داسلر»، ما شكل دعاية قوية للأخوين «داسلر»، لذا يعتبر هذا الأمر في ذلك التوقيت هو سجل الانجاز الأهم في حياتهما المهنية، وكان سبباً كافياً ومباشرًا لمضاعفة مبيعات الأخوين داسلر، إذ بدأت سمعتهما تنتشر في أنحاء ألمانيا وتهافت الرياضيون لشراء أحذيتهما ليبلغ الطلب على أحذية داسلر نسب خيالية من  المبيعات وصلت إلى 300 ألف حذاء في السنة وقتها.


خلافات عائلية
تزوج رودولف من فتاة محلية تدعى فريدل، بينما أدولف تزوج بعده بـ6 أعوام فتاة من خارج المدينة تدعى كيت، على عكس شخصية أدولف الإنطوائية، كانت «كيت» امرأة ذات شخصية مستقلة ولديها أفكار جديدة وعصرية، بينما كانت «فريدل» امرأة ريفية محافظة إلى حد ما، ويمكن الجزم أن بوادر الخلاف بين الشقيقين وتوتر العلاقة بين «أدولف ورودولف» كان بسبب الخلافات المتكررة بين زوجة كل واحد منهما، خصوصًا بعد أن قام الأخوان «داسلر» بشراء قصر في المدينة في أواخر العشرينات، أدولف استقر في الدور الأرضي، ورودولف استقر في الطابق العلوي، كانت بداية العلاقة بين الزوجتين جيدة، لكن الإقامة في نفس المنزل نفسه خلق العديد من المشاكل، وبدأ الصراع يحتدم أكثر فأكثر مع الوقت، «فريدل» كانت تعمل كمحاسبة في مصنع الأحذية، لكن بعد حملها وولادتها لم تذهب إلى العمل كثيرًا، لذا استغلت «كيت» غيابها وتدخلت في طريقة إدارة الشركة بشكل أو بأخر، ما تسبب في وقوع العديد من الخلافات العائلية بين الأسرتين وتوترت العلاقة بين الشقيقين، لكن ظلت هذه الخلافات حبيسة أسوار القصر ولم تخرج إلى النور، ولم تؤثر كثيرًا على العمل حتى اشتعل فتيل الحرب العالمية الثانية 1939.


 دور أديداس وبوما في الحزب النازي
التحق الأخوان بالحزب النازي خلال الحرب العالمية الثانية، كان لكل شخص دور مختلف وتوجه معين داخل الحزب، أدولف حافظ على عضويته كمنتسب فقط ولم يكن له أي نشاط سياسي، بينما رودولف كان عضوًا في الشرطة النازية السرية، وأكثر حماساً للحزب من أخيه فبقي متطوعاً للتجنيد في الجيش النازي طوال فترة الحرب فيما تطوع أدولف لسنة واحدة فقط ثم تفرغ للاهتمام بالشركة، وفي أواخر الحرب العالمية الثانية، اتجه المصنع بالإكراه إلى إنتاج بعض الأسلحة المضادة للدبابات، حيث تحول الاقتصاد الألماني آنذاك إلى اقتصاد حرب، واستمرت الشركة في العمل واستمر الشقيقان في التعاون المثمر بينهما حتى بدأت حقبة الأربعينات من القرن الماضي، ساءت حالة المصنع الذي بدأ في الأساس كمشروع اقتصادي خاص لكن اضطرته الظروف إلى تحويل جزء كبير من نشاطه إلى الآلة الحربية حتى وصل الخلاف الكبير بين الشقيقين إلى ذروته في أثناء الحرب العالمية الثانية والذي كان بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير.


لغز ملجأ الأوغاد
كان الشقيقان وعائلتاهما يختبئان في إحدى الملاجئ الألمانية بعدما أشتد وطيس الحرب، ووسط خضم هذه الأحداث قرر «أدولف» زيارة أخيه الأصغر «رودلف» في ملجئه، وتزامن مع دخول «أدولف وأسرته» إلى الملجئ قيام قوات الحلفاء بقصف الملجئ بشكل عنيف، فصرخ رودولف قائلًا «لقد عاد هؤلاء الحقراء الأوغاد مرة أخرى»، وظن «أدولف» أن شقيقة يقصده هو وأسرته، فقرر على الفور أن يغادر الملجأ غاضبًا من شقيقة رغم شدة نيران القصف وخطورة ذلك على حياته.
تم اعتقال الأخوين داسلر من قبل قوات الولايات المتحدة الأمريكية بسبب عضويتهما في الحزب النازي أدولف قضى فترة قصيرة في معسكر الاعتقال بسبب اقتصار دوره على العضوية، وتدخل العداء الأمريكي «جيسي أوينز» الحائز على 4 ذهبيات في أولمبياد برلين لدى جهات التحقيق ما ساهم في الإفراج عنه بعد فترة قصيرة، أما رودولف قضى عامًا كاملًا في الاعتقال بسبب دوره المحوري داخل الحزب، ووجهت له عدة تهم له من بينها الانتماء لوحدات القتال النازية سيئة السمعة الـWaffen SS.


انتقام تجاري
خرج رودولف من المعتقل بعد فترة سجن تجاوزت العام، ونجح البعض بشكل أو بأخر في إقناعه أن شقيقة أدولف هو من وشى به وابلغ عنه وتسبب في أسره والقبض عليه لينفرد بإدارة المصنع، خصوصًا بعد توسعه وقيامة بصناعة الأحذية للاعبي البيسبول والتنس الأمريكيين، لذا اشتعلت نيران الغيظ والغضب والانتقام تجاه شقيقة، وكان ذلك أحد أهم الأسباب الرئيسية التي ساهمت في سوء العلاقة بينهما وأقسم رودولف ألا يسامح أو يعفو عن «أدولف» إلى الأبد، مهما قدم «أدولف» من مبررات أو اعتذارات، كان قراره حازمًا وحاسمًا وقاطعًا حيث اتسع الخلاف بينهما يوم بعد يوم إلى أن تحولت بمرور الوقت إلى قطيعة تامة وكاملة وحتى لحظة وفاتهما.


مولد «أديداس وبوما»
لم يتمكن رودولف من التأقلم مع الوضع الجديد داخل المصنع وقرر من جانبه فض الشراكة بينهما في أسرع وقت حيث استغل غياب شقيقة أدولف عن المصنع والتقى بالعمال ووضعهم أمام اختيارين إما الذهاب معه أو البقاء مع شقيقه، وفي غضون ساعات معدودات كان أغلب الموظفين والعمال خصوصًا من كان منهم في قسم التسويق الذي كان يشرف عليه «رودولف» حسموا قرارهم بالذهاب معه أما باقي العمال فقرروا الاستمرار مع أدولف، ووقع الانفصال الفعلي في عام 1948، ويمكن القول أن هذا الانفصال كان بداية مرحلة جديدة من النجاح الذي حققته كل شركة بشكل منفصل، افتتح رودولف مصنعًا لنفسه في الجهة المقابلة لمصنع أخيه وسماه «Ruda» الذي تغير اسمه لاحقًا إلى«بوما»، أما أدولف سمي مصنعه «Adidas» وسبب التسمية يعود إلى الحروف الأولى من اسمه لأنه في العائلة كان لقبه «أدي Adi» وأخذ أول 3 أحرف من لقبه وأول ثلاث حروف من الاسم القديم للشركة داسلر ليصبح اسم شركته «أديداس»، سجلت الشركة رسميا «كأديداس إيه جي» بالأحرف الصغيرة باللغة الإنجليزية، وفي 18 أغسطس 1949، مصطلح كل يوم أحلم بالرياضة، وإن كان في بعض الأحيان تعتبر «أديداس» هي الاسم الأصلي واستخدم بأثر رجعي. 
ومازال المركز الرئيسي للشركتين في المدينة نفسها مدينة «هرزوجنيوراخ» في بافاريا بالجنوب الألماني، ويبعدان عن بعضهما مسافة 2 كم فقط حتى كتابة هذه السطور، وينقسم سكان المدينة إلى مجموعتين تتنافسان في تعصبهما ليس لمدينتهما أو لقوميتهما، بل لإحدى هاتين الشركتين.


أديداس وبوما في سطور
أديداس «بالألمانية: adidas» شركة ملابس رياضية مقرها ألمانيا، وهي علامة تجارية تتألف من عدة شركات، أديداس، وشركة ريبوك للملابس الرياضية، وشركة تايلورميد«بالإنجليزية: taylormade»لمنتجات الجولف «باعتها اديداس سنة 2017»، وشركة روكبورت «بالإنجليزية: Rockport» للأحذية الرياضية، «باعتها أديداس سنة 2015» لشركة «نيو بالانس»، كما تنتج الشركة أيضًا منتجات أخرى مثل الحقائب والقمصان، والساعات والنظارات وغيرها من الملابس المرتبطة بالألعاب الرياضية، تحتل أديداس المرتبة الأولى في صناعة الملابس الرياضية في أوروبا، كما تحتل المرتبة الثانية على مستوى العالم بعد منافستها الأمريكية «نايكي»، الشركة من الملابس والأحذية تتميز بثلاثة خطوط متوازية، وهو نفس الشعار الرسمي حاليًا. 
بوما «بالألمانية: PUMA» شركة دوليّة ألمانية كبيرة متعددة الجنسيات تنتج الأحذية الرّياضية الرّاقية، أحذية أسلوب حياة وملابس رياضية ومعدات أخرى للرياضة، تأسست كما أوضحنا عام 1984 على يد رودولف داسلر، إثر انفصال الأخوين «داسلر» لصناعة الأحذية، حيث أسس أحدهما «أديداس» والآخر «بوما». 
ترعى بوما نوادي ميلان ومانشستر سيتي وأرسنال وبوروسيا دورتموند لكرة القدم، ووقعت في عام 2019 عقد رعاية مع مدرب كرة القدم الإسباني بيب غوارديولا، كما رعت بوما نجم كرة القدم الأرجنتيني السابق دييغو مارادونا من بدايته حتى الآن، إلى جانب رعايتها للإسباني ديفيد سيلفا نجم مانشستر سيتي، وسبق لها رعاية منتخبات إيطاليا ومصر والجزائر لكرة القدم، ويعد عقد الشراكة الذي وقعته بوما في عام 2019 مع متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم «مانشستر سيتي» أكبر صفقة في تاريخ الشركة، وبحسب وسائل إعلام بريطانية بلغت قيمة الصفقة 758 مليون يورو، وتصل مدة الصفقة بين الشركة والنادي إلى 10 سنوات.