علاقات متميزة من بناء السد العالى إلى تشييد محطة الضبعة

الشراكة «المصرية - الروسية» الشاملة تتوّج تاريخًا من التعاون بين القاهرة وموسكو

الرئيس بوتين -  الرئيس عبد الفتاح السيسي
الرئيس بوتين - الرئيس عبد الفتاح السيسي

شهد التعاون المصرى الروسى نموا ملحوظا منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية مع الاتحاد السوفيتى فى 26 أغسطس 1943، وبلغت العلاقات الثنائية ذروتها فى فترة الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، حين ساعد الخبراء السوفييت مصر فى إنشاء المؤسسات الإنتاجية، ومن بينها السد العالى فى أسوان ومصنع الحديد والصلب فى حلوان ومجمع الألومنيوم بنجع حمادى وغيرها.

 

وأيدت روسيا خيار الشعب المصرى فى 30 يونيو 2013، فى الوقت الذى عززت فيه الزيارات المتبادلة بين زعماء ومسئولى البلدين العلاقات الاستراتيجية فى كافة المجالات.


وقد تنامت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين بشكل ملحوظ، منذ زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لروسيا عام 2015، ثم زيارة الرئيس بوتين للقاهرة فى ديسمبر 2017، وتوقيع اتفاقية التعاون الاستراتيجى والشراكة الشاملة العام الماضي، والتى غطت كافة مجالات التعاون الثنائى بين البلدين ومن بينها البنية التحتية، خاصة فى مجالات الطاقة النووية ذات الاستخدام السلمي، مصادر الطاقة البديلة، الأشغال العامة، الإسكان، النقل، تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، السياحة، الزراعة، الأمن الغذائي، حماية البيئة، التعدين، استخدام الموارد الطبيعية، وتحديث الصناعة بالإضافة إلى القرار الذى اتخذه البلدان باعتبار 2020 عام الثقافة المصرى الروسي.


ويؤكد د. عدلى السعداوى عميد معهد الدراسات الاستراتيجية لدول حوض النيل أن انعقاد الدورة الـ12 للجنة الوزارية المشتركة المصرية الروسية للتعاون التجارى والاقتصادى والعلمى والفنى بالقاهرة فى أكتوبر الجارى جاء وسط مشاركة متميزة للجانب الروسى على المستويين الرسمى ورجال الأعمال، ويعد مؤشرا على التطور الكبير فى العلاقات الاقتصادية والتجارية.


وركزت أعمال اللجنة المشتركة على عدد من القضايا الهامة، جاء فى مقدمتها تعزيز التعاون التجارى والاقتصادى والمالى والمصرفى ، وبذل المزيد من الجهود لزيادة حجم التجارة بين البلدين، وتنسيق الإجراءات الخاصة بخلق بيئة مواتية للتجارة البينية،  ونقل التكنولوجيا فى الصناعات المقامة على أرض مصر لتصديرها للأسواق الخارجية بمكونات روسية ومصرية، فضلا عن تدعيم التعاون بين شركات البنية التحتية بالبلدين لإقامة مشروعات مشتركة فى قارة أفريقيا.


ويضيف أن الإحصائيات الرسمية تشير إلى أن حجم التبادل التجارى بين مصر وروسيا حقق نموا ملحوظا خلال العام الماضى، حيث بلغ نحو 7.66 مليار دولار، كما ارتفعت الصادرات المصرية إلى روسيا بمعدل 4.1% لتسجل نحو 526.4 مليون دولار مقارنة بنحو 505.6 مليون دولار خلال عام 2017، نتيجة ارتفاع صادرات  الحاصلات الزراعية والسلع الصناعية خاصة منتجات الصناعات الغذائية والكيماوية. ويوضح ان أهم الصادرات المصرية إلى روسيا تشمل الفاكهة والخضراوات والملابس، بينما نستورد منها الحبوب والوقود المعدنى والمعادن والطائرات، وتعمل بالسوق المصرية حوالى 614 شركة روسية فى مجالات الاستثمار السياحى والعقارى ومواد البناء وغيرها.

 

كما شهد التعاون المصرى الروسى نموا فى مجال الطاقة، مع توقيع الجانبين على اتفاقية تعاون تقضى بإنشاء موسكو أول محطة نووية تضم 4 مفاعلات لإنتاج الطاقة الكهربائية فى منطقة الضبعة فى 19 نوفمبر 2015.


ويستطرد : فى عام 2016 وقعت مصر وروسيا مذكرة تفاهم بشأن البدء فى إنشاء المنطقة الصناعية الروسية فى مصر، والتى ستضم مشروعات مقترحة فى مجال تجميع السيارات والمعدات الزراعية ومواد البناء ومعدات الطرق وصناعات الأدوية وبناء السفن والمنسوجات والملابس والأجهزة الإلكترونية والاثاث والمعدات الهندسية، وتكنولوجيا المعلومات وإعادة تدوير المخلفات والخدمات المالية..وتعد هذه المنطقة هى المشروع الأول من نوعه لروسيا خارج أراضيها، حيث أعربت نحو 55 شركة روسية حتى الآن عن رغبتها فى الاستثمار فى المنطقة، التى يُتوقع أن توفر نحو 150 ألف فرصة عمل وفقا لتقديرات وزارة التجارة الروسية.
 

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي