إضاءات

مسرح الجرن

عاطف النمر
عاطف النمر

طالب الصديق الناقد الكبير د. حمدى الجابرى فى تغريدة له بموقع التواصل الاجتماعى بعودة وزارة الثقافة لتحريك القوافل الثقافية التى حققت فى الماضى نجاحا كبيرا فى مراكز المحافظات والقرى والنجوع والكفور، وانا شخصيا أضم صوتى لما ينادى به بشرط ان تكون هناك استراتيجية ورؤية واضحة ومدروسة توظف لها الامكانات المتاحة فى الهيئة العامة لقصور الثقافة بالتعاون مع المحافظات بطول مصر وعرضها.
قد يقول قائل ردا على ما يطالب به د. حمدى الجابرى وهل قصرت الهيئة العامة لقصور الثقافة فى ذلك ؟.. او يتساءل آخر  إلا يتابع د. حمدى الجابرى العروض المسرحية التى تتجول بها شعبة «التجوال والمواجهة» التابعة لفرقة المسرح الحديث، وما حققته هذه الشعبة من جولات مكوكية فى المحافظات الحدودية ومحافظات الوجه القبلى والبحرى بعروض ناجحة مثل «أمر تكليف» و«ولاد البلد» والجديد الموضوع فى خطة هذه الشعبة التى يتولى ادارتها المخرج الشاب الديناميكى محمد الشرقاوى ؟
فى الحقيقة. لا الدكتور حمدى الجابرى ولا انا شخصيا يمكن ان ننكر الجهد الواضح المبذول من المخرج محمد الشرقاوى تجاه مشروعه الذى تميز به، ولم ينبع هذا الفكر من إدارة البيت الفنى للمسرح التى حرمت « أمر تكليف» و«ولاد البلد» من المشاركة فى الدورة الأخيرة للمهرجان القومى للمسرح، مع ان ابطال كل عرض منهما يستحق التقدير والتكريم بما يليق بالجهد المبذول من مبدعى كل عرض فى تجوال شاق بالمحافظات وفى ظروف يصعب تحملها، ومع ذلك يتحملها بحب مفرط مجموعة من شباب كل عرض منهما لديهم رغبة فى توصيل الكلمة التى تجابه الفكر المتطرف والمنحرف ايضا !!
وأود أن ألفت النظر إلى مشروع «مسرح الجرن» للمخرج المبدع المتميز دوما احمد اسماعيل، الذى خاض من اجل تنفيذ مشروعه مصاعب كثيرة، متحديا كل العراقيل التى وضعت فى طريقه من أعداء النجاح وعبدة الوظيفة الذين يفتقرون لحس الفعل الثقافى وتأثيره فى جمهور المحافظات وطلبة وطالبات المدارس المراد اعادة تشكيل الوعى الوطنى والقومى لديهم، وقد أفاض احمد اسماعيل بالشكوى اكثر من مرة، ولم يفهم احد انه صاحب مشروع وطنى قومى يجب مساندته وتوفير كل ما يتطلبه لتحقيق الهدف المنشود منه، الدكتور حمدى الجابرى يقصد فيما كتب ان يكون لدى وزارة الثقافة مشاريع قومية استراتيجية واضحة ومحددة بعيدا عن بهرجة المهرجانات الاستهلاكية.