حوار| البدري: اعتذرت للزمالك والمصري.. ومكالمة ألمانيا حسمت تدريب المنتخب

حسام البدري
حسام البدري

حسام البدري: مكالمة ألمانيا حسمت تدريبى للمنتخب دون شروط

الكابتن حسام البدرى المدير الفنى الجديد للمنتخب الأول لكرة القدم، لا يختلف اثنان على كفاءته وموهبته التدريبية وقوة شخصيته وهو ما ساهم فى اختياره خلفا لأجيرى المدير الفنى السابق.

البدرى لم يأت إلى قيادة المنتخب بالصدفة أو بحسابات سهلة، وشهدت عملية اختياره حالة من المداولات والبحث والتنقيب والمشاورات استمرت لاكثر من بضع اسابيع، وفى الأمتار الأخيرة قطعت أرقامه وانجازاته وبطولاته حالة الترقب الجماهيرى الرهيبة آنذاك واقتحمت بقوة غرفة المداولة وصناعة القرار الكروى وقلبت الطاولة والموازين ورجحت كفته ونصبته مديرا فنيا للمنتخب من بوابة الكبار، الحلم الذى راود خيال مشاهير التدريب المصرى.

ولاقى قرار تعيين حسام البدرى قبولا واسعا لدى الغالبية المطلقة من خبراء اللعبة، الذين رأوا فيه الشخصية الأنسب والأجدر والأفضل والأحق بحمل طموحات أحفاد الفراعنة.

جديدة مع الفراعنة وهو اكتفى بالظهور فى المؤتمرات الصحفية الرسمية للمنتخب.. الاخبار حرصت على لقائه وحاورته فى امور كثيرة، عن احلامه وطموحاته وآماله فى الفترة المهمة الفارقة فى الكرة المصرية وجاء الحوار على النحو التالى:

المنتج الوطنى يكسب

 فى البداية.. تهانينا لك يا كابتن على ولايتك للمنتخب؟

أتمنى أن أكون عند حسن الظن فى هذه المهمة الصعبة وتحياتى لكم ولكل من هنأنى على مدار الفترة الماضية، واحب ان اخص بالشكر الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى عزز قيمة المنتج الوطنى الكروى عندما بادر بضرورة أن يتولى مهمة تدريب المنتخب مدرب مصرى، اعتزازا وتقديرا وثقة من الرئيس فى امكانيات وقدرات المدرب الوطنى، كما أننى اشكر كل أفراد المنظومة الرياضية والكروية التى منحتنى الثقة.

كيف جاء تعيينك مديرا فنيا للمنتخب وهل فعلا أنت تركت بيراميدز على خلفية وعد بتدريب المنتخب مثلما يردد البعض؟

ليس صحيحا أننى تركت بيراميدز على خلفية وعود بتدريب المنتخب ولكن كل ما فى الأمر اننى قررت العودة إلى التدريب، فهو مهنتى المفضلة بعد تجربة احترافية فى الإدارة الكروية، وبعد ذلك تلقيت عرضا لتدريب الزمالك، وبعد حوار مع المستشار مرتضى منصور رئيس الزمالك، وامير مرتضى المشرف على الكرة اعتذرت وقدمت لهما الشكر واقتنعا بوجهة نظرى.

ثم تلقيت عرضا لتدريب المصرى البورسعيدى، واعتذرت احتراما لمشاعر جمهور الأهلي وتقبل مسؤولو المصرى اعتذارى بمنتهى الحضارة، ثم تداول اسمى ضمن المرشحين لتدريب المنتخب مع بدء مهمة مجلس الإدارة الجديد للجبلاية وبعد فترة طويلة من التكهنات وجدت رئيس اتحاد الكرة عمرو الجنايني يهاتفني، كنت وقتها فى ألمانيا مع أسرتى ودار حوار بينى وبينه لم يستغرق دقائق، وقبلت المهمة دون شروط.

متى بدأ حلم تدريب المنتخب يداعب خيالك؟

لا أخفى عليك سرا، إذا قلت لك اننى منطقى فى احلامى منذ بداية مسيرتى مع التدريب فى قلعة الأهلى، وافتخر بأننى بدأت التدريب من الصفر فى بيتى الاهلى الذى تربيت فيه حيث توليت التدريب من مراحل الناشئين فى الاهلى ثم الشباب ثم العمل مع الفريق الأول بالأهلى، وكان حلمى هو تدريب الفريق الأول بالأهلى وتحقيق بطولات معه والحمد لله تحقق ذلك ومنذ هذه اللحظة راودنى حلم تدريب المنتخب.

ماذا لو لم تتول تدريب المنتخب؟

كان لدى عروض كثيرة أبرزها تجدد مفاوضات تدريب كايزر تشيفز الجنوب افريقى بشروطي، وكنت قريبا جدا من تدريبه خاصة وأن مسئوليه عرضوا على صلاحيات مطلقة وابدوا رغبتهم فى تلبية كل الاحتياجات الخاصة بالفريق.

وهل كان عرض كايزر تشيفز كبيرا ومقابل ٣ ملايين يورو؟

للأمانة هو عرض قديم وتجدد مؤخرا فى الأشهر الماضية وتم غلق الملف مع اختيارى للمنتخب الوطنى، اما فيما يخص قيمة العرض فأنا ارفض الكلام فى الأمور المالية.

ماذا كان شعورك وانت تتابع بورصة المرشحين للمنتخب التى كانت غير معروفة المعالم حتى الساعات الاخيرة لاختيارك؟

كنت شأن أى مدرب من المرشحين للمهمة الوطنية، وكنت أتابع باهتمام الترشيحات فى الفترة الأولى ومع كثرة الاجتهادات تركت الامور تسيير فى مجراها الطبيعى، وانشغلت باسرتى وحياتى الخاصة حتى جاءتنى مكالمة الجناينى وحسمت كل الامور.

ما هو تقييمك لتجربة المنتخب أمام بوتسوانا كاول ظهور ودى للفراعنة؟

تجربة أولية مهمة، شاهدت فيها اللاعبين وجربت عددا ليس بقليل منهم، وحققنا الهدف الفنى المطلوب منها، وبوتسواتا فريق يشبه المنتخبات الموجودة معنا فى مجموعتنا الافريقية ويخيل لك أنه منتخب سهل ولكن الواقع يؤكد أن هذه النوعية من المنتخبات يحتاج لفكر خططى خاص للتعامل معه وانا راض عن التجربة.

ماذا عن عدم تواجد الدولى محمد صلاح نجم مصر وليفربول فى اول معسكر للمنتخب؟

محمد صلاح ثروة قومية وصل إلى مرحلة لم يصل لها لاعب مصرى من قبل ويكفيه أنه واحد من الثلاثة العظماء فى العالم وللأمانة انا تحدثت معه قبل معسكر بوتسوانا بفترة، وشعرت بأنه يعانى من الإجهاد، واتفقت معه على الراحة السلبية، حفاظا عليه فى المستقبل.

واثبتت الأيام ما فكرت فيه عقب تعرضه للاجهاد واستبعاده من مباراة فريقه أمام مانشستر يونايتد، وأنا متواصل معه ومع كل اللاعبين المحترفين وتحدثت معه بعد مباراة اليونايتد للاطمئنان عليه وأكد لى أنه متواجد منذ أمس فى تدريبات ليفربول وبنسبة كبيرة سيكون مع فريقه فى مباراة جنبك البلجيكى غدا.

أشعر أن هناك علاقة ود قوية تربطك مع محمد صلاح؟

رد مبتسما، فعلا، تم ترشيح صلاح للعب للأهلى وقت ان كنت مدربا عاما ومديرا للكرة بالنادى، وكان قاب قوسين أو أدنى من ارتداء الفانلة الحمراء ولكن المفاوضات لم تكتمل مع المقاولون العرب ومن يومها وأنا اتابعه وواثق بأنه سيكون مؤثرا كعادته فى الفترة القادمة لأنه يمتلك الكثير من الإمكانات الفنية والمهارية العالية إلى جانب وجود كوكبة من زملائه اللاعبين جميعهم يمتلكون الطموح والرغبة فى رفع العلم المصرى عاليا وعودة الفراعنة إلى زعامة الكرة الأفريقية.

وكيف ترى الفترة القادمة للمنتخب؟

مرحلة البناء والتكوين تحتاج إلى أجواء تتناسب معها، والمعلوم للمتابعين للأحداث من النقاد والخبراء والجمهور أن هناك ارتباطا مهما للمنتخب الاوليمبى بالبطولة الأفريقية المؤهلة للأولمبياد والتى تتزامن منافساتها مع موعد مباراتى المنتخب الأول أمام كينيا وجزر القمر فى التصفيات الأفريقية الرسمية وهناك عدد ليس بقليل من العناصر الأساسية والمشتركة بالمنتخبين.

وهنا توجد حيرة شديدة وجارى التنسيق بشكل مستمر مع الكابتن شوقى غريب المدير الفنى للمنتخب الاوليمبى الذى اتمنى له كل التوفيق والنجاح، هذا إلى جانب ازدحام جدول الأندية المصرية بالمباريات الرسمية ومشاركات عدد من الأندية فى بطولات إفريقية وعربية.

كل هذه الارتباطات تلقى بظلالها على الحالة البدنية للاعبى المنتخب الذين أخشى عليهم من الإجهاد والارهاق ولذلك فاننى أتطلع إلى وجود مساندة من الجميع واتعهد بتحقيق نتائج طيبة فى الفترة الاولية، فى الوقت نفسه سأبذل قصارى جهدى أنا وكل الجهاز المعاون واللاعبين من أجل تقديم أداء أوروبى راق وحضارى يرضى طموحات الجمهور المصرى فى المستقبل القريب وهذا يتطلب مزيدا من الصبر، خلاصة القول حاسبونى على النتائج خلال الفترة الاولية وانتظروا اداء اوروبيا للمنتخب قريبا.

ما هى طموحاتك مع المنتخب؟

اتمنى التحليق مع المنتخب إلى أبعد نقطة وقيادته إلى نهائيات أفريقيا والصعود للمونديال كمرحلة أولية للتواجد القوى عالميا وصناعة جيل فرحة جديد، وللعلم فنحن لدينا لاعبون على أعلى مستوى وفى الوقت نفسه أريد الصبر والمساندة من الجمهور مع الاعتراف بأننى لا امتلك عصا سحرية أو مصباح علاء الدين فكل مرحلة ولها ظروفها.

ما تقييمك للمرحلة القليلة الماضية لك مع المنتخب؟

لمست الحماس والطموح من الجميع سواء من وزير الشباب والرياضة أو من مجلس الادارة أو من اللاعبين..الكل يحلم بعودة مصر إلى الزمن الجميل فى كرة القدم، وسعيد جدا بالحفاوة التى يستقبلنى بها الجمهور فى اى مكان اتواجد فيه واعتبر ذلك مسئولية كبيرة، ودينا فى عنقى واتمنى أن اكون عند حسن الظن بهذه الثقة.. كما أننى متفائل بوجود جهاز معاون متفاهم ومنسجم وحريص على الانضباط والنجاح.

ما هو تعقيبك على الأحداث التى يشهدها الدورى المصرى سواء فى الاهلى أو الزمالك بعد تأجيل القمة؟

أولا أنا لا اتدخل فى أمور ليست اختصاصاتى وكل الاحترام والتقدير لادارة الأهلى والزمالك، لكننى أرى من الناحية الفنية أن وجود وفرة من النجوم السوبر ستارز بالأهلى والزمالك وباقى الأندية أمر جيد وايجابى واحتدام المنافسة بين النحوم يصب فى المصلحة العامة للمنتخب وكل التوفيق للأندية المصرية.

ماذا لفت نظرك فى معسكر المنتخب الماضى؟

حالة الانضباط والالتزام التى بدا عليها اللاعبون والطموح والإصرار والعزيمة والرغبة فى العودة إلى مقاعد الكبار قاريا، وانا أوجه الشكر إلى كل اللاعبين على الحفاوة البالغة التى قابلونى بها فى اول معسكر لنا، ووجود جسور من الود بين الجميع لأننى أؤمن بأن النجاح قصة حب.

كلمة توجهها إلى جمهور الكرة المصرية؟

سنبذل قصارى جهدنا من أجل اسعادكم ونطلب دعمكم ومساندتكم والصبر لحين تجاوز مرحلة البناء والتكوين، ولن نتعامل الا بالعدل فى اختيار اللاعبين والاختيار دائما سيكون للافضل ولمن يستحق.