نهار

قوة المواطنة..

عبلة الروينى
عبلة الروينى

المدهش أن كل الحكومة اللبنانية.. كل المسئولين.. كل الشيع والأحزاب والطوائف المختلفة والمتناحرة.. كلها مع التظاهرات الشعبية فى الشارع اللبنانى، ومع مطالبة فى الإصلاح... فمن يكون وراء الفساد الذى يطالب الشعب بمحاسبته؟!.. من الذى خطف المليارات، وترك الشعب جائعا ووحيدا؟!.. من يتحمل مسئولية تردى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وانهيار الكهرباء، وانهيار الليرة وسوق العمل؟!.. من فرض الضرائب على كل شيء، حتى على رسائل (الواتس اب) المجانية، لإجبار الناس على التحدث فى الهواتف؟!.. من المسئول عن الفوارق الطبقية المخيفة داخل المجتمع اللبنانى؟!...
أقوى ما فى التظاهرات اللبنانية (مليون ونصف مليون مواطن فى الشارع) هى التظاهرات نفسها.. عفويتها وتحدياتها ووحدتها... شعب أعزل تماما (لا مال.. لا سلطة.. لا سلاح) يخرج إلى الشوارع، بتحد غير مسبوق للدولة، تحد للميليشيات المسلحة، المسيطرة على المناطق اللبنانية المختلفة، تحد للطوائف القاسمة لبنان إلى دويلات وممالك صغيرة!!...
التظاهرات الشعبية اللبنانية، صرخة مدنية ضد الجميع.. صرخة فاض الكيل بها، بعد أن أرهقتها الفتن والصراعات والقتل على الهوية، والحياة أيضا على الهوية!!.. صرخة فوق الأحزاب وفوق الطوائف وفوق الدولة الهشة، أو ضدهم جميعا... (صرخة المواطنة) أو (ثورة المواطنة).. تلك وحدتها المؤثرة، وتلك قوتها وخطورتها.. ليست فقط المطالب الاقتصادية، ولا فقط محاربة الفساد، والمطالبة باستعادة أموال لبنان المنهوبة.. لكن بالأساس تقويض دولة الممالك وكسر الهويات الطائفية... بالتأكيد الوضع اللبنانى أكثر تشابكا وتعقيدا، ولبنان هى حاصل جمع طوائف مختلفة، لكل منها ميليشياتها ومصالحها وصراعاتها وتوازناتها.. والحديث عن أفق للتظاهرات ليس واضحا تماما... لكنها الصرخة المدوية، الصرخة الاستثنائية (الشعب يريد إلغاء نظام الطوائف).

 

 

 

 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي