فى الصميم

البحث عن مدرس!!

جـلال عـارف
جـلال عـارف

كيف وصل العجز فى عدد المدرسين بالتعليم الأساسى  إلى ٣٢٠ ألف مدرس كما قالت وزارة التعليم؟ كيف لم نواجه هذه الأوضاع مبكراً وهى تتفاقم على مدى سنوات؟!
ربما كان السبب الأساسى هو التقيد الأعمى بالتوجه نحو عدم التوسع فى التعيين بالحكومة دون تفرقة لابد منها بين قطاعات متخمة بالموظفين، وقطاعات أخرى تعانى نقصاً شديداً يؤثر على أداء عملها!!
وربما كان السبب هو التسليم بأن المدرسة قد تحولت الى مجرد مكان لترتيب الاتفاقات على الدروس الخصوصية، واستيفاء الشروط الشكلية للتقدم للامتحانات العامة!!
وربما تكون هناك أسباب أخرى أهم وأخطر، لكن علينا أن نبدأ من نقطة الإعلان عن هذا النقص المريع باعتباره إشارة جديدة للتوجه نحو استعادة دور المدرسة وإنهاء جريمة الدروس الخصوصية التى كادت تقتل جوهر العملية التعليمية باعتبارها طريقاً لتنمية قدرات أبنائنا على التفكير والابداع وليس على الحفظ وحل نماذج الامتحانات!! ثم علينا ان نبدأ مواجهة الموقف بطريقة جادة بعيداً عن «المضحكات» مثل طلب التطوع المجانى للتدريس، أو «المبكيات» مثل المدرس بألف جنيه يقبلها استعدادا للدروس الخاصة، وبصرف النظر عن التأهيل المطلوب أو ضم الفصول معاً لتتحول الى «سناتر» بلا تعليم!!
ولا شك أن هناك حلولا سريعة مثل الاستعانة بمن خرجوا حديثاً للمعاش من المدرسين، أو بإعادة تأهيل أعداد من العاملين فى مؤسسات أخرى تتحمل فوق طاقتها من العاملين، أو بغير ذلك من الحلول التى يعرفها خبراء التربية فى الوزارة وخارجها.
ثم يبقى الأهم وهو العودة لنظام إعداد المدرسين من خلال برنامج الدراسات العليا فى التربية والتعليم، ثم توفير الدعم المالى المطلوب لهذا البند من العملية التعليمية وإعطائه الأولوية المطلقة، جيد جداً أن نوفر «التابلت» للتلاميذ، لكن الأهم - بكل المقاييس - أن نوفر المدرس الجيد، ونوفر له كل الظروف الملائمة لكى يكون الأساس فى أى إصلاح حقيقى للتعليم.

 

 

 

 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي