حوار| أنوشكا: أعشق الهدوء والحيوانات.. وأتمنى عودة الرحمة للقلوب

أنوشكا
أنوشكا

هى امرأة قوية،  وفنانة موهوبة،  مظهرها هادئ وملامحها رقيقة، تعشق الحيوانات،  وتضعف أمام كبار السن،  واكثر ما يزعجها هو اختفاء الرحمة من القلوب.

< .................؟
أبى وأمى غرسا فى أنا وشقيقتى الوحيدة تحمل المسئولية منذ صغرنا، كانت أمى امرأة قوية بل صارمة، لكن هذه الصرامة كانت تخفى وراءها قدرا هائلا من الحنان والكبرياء فى نفس الوقت، وربما كان سر صرامتها وفاة والدها وهى صغيرة وتحملها للمسئولية مبكرا، والغريب أن ظروف والدى أيضا كانت مشابهة،  فوالده أيضا توفى مبكرا وكان وحيدا على ثلاث فتيات، فكان عليه أيضا تحمل المسئولية مبكرا.
< .................؟
كنت طفلة مرحة وجريئة رغم مظهرى الهادئ، لدرجة أننى فى مدرسة الكالوسديان الأرمينية كنت أنوب عن زملائى فى التصدى للمشكلات، وكان المدير رجلا ديمقراطيا بابه مفتوح ويسعد بآرائنا وحواراتنا، وكنت أواجهه بمشكلاتنا ومطالبنا بجرأة وشجاعة،  ولكن باحترام،  «فقد كنا نعرف حدودنا ولا نتجاوزها أبدا،  أما الآن فالجرأة أصبحت بجاحة،  والاحترام لا وجود له».
< .................؟
أكره الخداع والكذب والمراوغة، وأؤمن أن الحقيقة هى أقصر الطرق للإقناع، وأسلوبى فى حياتى الشخصية والعملية يعتمد على الصراحة والحوار،  ولكنى رغم ذلك اعتدت التعامل مع الجميع، وفهم جميع الشخصيات، وقد أتفهم المراوغات ايضا « وأعديها»، لكنى لا أتنازل أبدا عن حقى حتى ولو بعد حين.
< .................؟
أنا امرأة قوية،  وسر قوتى أننى لا أعتمد على أحد، ولكن أهم نقاط ضعفى خوفى الشديد من فقدان الرحمة فى قلوب الناس،  فنحن نتحدث كثيرا عن الرحمة لكننا قليلا ما نعمل بها أو نفهم معناها الحقيقى،  وهذا ما أراه للأسف تجاه كبار السن الذين أشعر بالضعف الشديد تجاههم،  وأرى أنهم يفتقدون
الاهتمام والرعاية من المجتمع بل وأحيانا من أقرب الناس اليهم،  وأنا دائما أتذكر أبى فى شبابه وقوته،  ثم فى كبره وضعفه، ولا أنكر أننى أخشى من تقدم السن وأخشى أيضا من قلة الرحمة حينما نصل لهذا العمر،  وتخوننا أجسادنا وهو فى رأيى أقسى أنواع الخيانة.
وأتمنى أن يدرك الأبناء أنه رغم حاجة الأهل إليهم فى مرحلة الضعف والكبر، إلا أن الأبناء أيضا فى حاجة لكسب رضا أهلهم وبركتهم فى هذا العمر،  ولو قرّبوا منهم هيستمتعوا بهم وببركتهم، ولابد أن نربى أبناءنا على مشاعر الرحمة والخير من صغرهم.
< .................؟
أنا أيضا ضعيفة جدا أمام الحيوانات، وأنزعج من انعدام الرحمة تجاههم، فأنا أعشق الحيوانات وخاصة الكلاب والخيل والقطط، وأقتنيهم منذ صغرى، ولا أطيق رؤية حيوان يتألم.
وتتبتسم قائلة:»لدى كلبة جميلة من نوع «كوكر»،  «شقية جدا، وفاضل لها لسان وتتكلم».
< .................؟
لا أطيق السكوت عن الخطأ، وأحيانا أركب القطار أو المترو،  وأرى طفلا يخرب الكرسى وأمه تراه ولا تفعل شيئا، أو أرى طفلا يتجاوز دوره فى طابور السوبر ماركت ولا أحد يمنعه،  فلا أتردد،  بل أتدخل وأمنعه،  وأرى أن مثل هؤلاء الأمهات فى حاجة إلى تأهيل، لأننا نهدد المجتمع كله حينما نترك أبناءنا بلا تربية.
< .................؟
فقدان الأحباء يجعلنا نراجع أنفسنا دائما،  فالحياه فى رأيى هى «شدة كبس»،  فنحن لا نضمن وجودنا ولا وجود أحبائنا فى أى وقت، وهو ما يجعلنى أعيد حساباتى دائما،  « فالدنيا ما تسواش..لكن اللى يسوى أنك تعملى الصح من غير ما تدوسى على حد».
< .................؟
لا أتحدث كثيرا فى الصحافة والإعلام، 
وأنا بطبيعتى لا أسمح لأحد بإقحام نفسه فى حياتى، فحياتى الشخصية ملك لى تماما وليست كتابا مفتوحا لكل الناس، ولا يدخل محرابى إلا من أسمح له، وهم أصدقائى الذين اشعر معهم بالدفء، وأحافظ عليهم، وبيننا عشرة وذكريات واشياء مشتركة وحوارات كثيرة حتى وان لم نلتق كثيرا.
< .................؟
احب البيت، والهدوء وصوت السكات، وأكره الزحام والضوضاء،  واسعد اوقاتى اقضيها فى التأمل فى شرفة أمام البحر، مع الهواء وصوت الموج ومشهد السماء، وفى يدى فنجان القهوة وبجوارى كلبتى العزيزة.
< .................؟
أكره أفلام العنف ولا أطيق رؤيتها، وأرى أنها سبب قسوتنا وقسوة الأجيال الجديدة،  وأعشق الرياضة وبالذات ركوب الخيل والسباحة،  والمشى يوميا فى الصباح الباكر مع كلبتى، وحينما كنت صغيرة، تعلمت الخياطة من أمى،  ومن جدتى الكانفاه، لكنى لم استمر لأننى لست صبورة،  لكنى الآن لدى حنين للعودة لشغل الكانفاه،  واحلم ايضا بالسفر للصين والهند وعمل سفارى وسط الحيوانات.