بتأنٍ

المعركة الشرسة.. ووسائل المواجهة

نادر غازى
نادر غازى

لست من «الحكائين».. ولا أهوى «الكلام فى الناس».. لن أبحث عن المثالية أو مدينة أفلاطون الفاضلة فى عصر ظلمات ذلك الكوكب.. وفى نفس الوقت ليس لدينا إلا سلاح الكلمة.
سأختلف مع ما سبق لعدة سطور.. لأروى ما سمعته مؤخراً من مسئول عربى بارز وتحديداً خليجى، عندما سألته عن رأيه فى مصر بعد عدة سنوات عجاف، فابتسم بتنهيدة ليست بطويلة، قائلاً: «الحمد لله.. مصر عادت الهيبة والكرامة.. نعلم جيداً ما حدث ويحدث فى مصر بحكم المسئولية.. ونتمنى أن يعرف كافة المواطنين العرب كيف تفوقت مصر على نفسها.. وتساندت من السقوط إلى العلا.. ودوماً ستجد أشقاءها بجوارها لأن فضل مصر على الجميع ورد الجميل من طبائع العرب الأصيلة».
توقفت عند كلمات نتمنى أن يعرف كافة المواطنين العرب تفوق مصر على نفسها، فسألته: «هل للإعلام دور فى هذا؟»، فرد: «بالتأكيد.. وليس فقط شرح الإنجازات وتسليط الضوء على الإيجابيات.. وإنما وجود طريقة ما لوقف الإعلام المغرض الذى يبث السم فى عسل التنمية، ويضعف همم فى الداخل والخارج».
تذكرت أيضاً كلمات سمعتها لمسئول آخر، ينتمى للدولة الهادئة، عندما قلت له إن أفضل ما يميز سياسة بلدكم أنها بعيدة عن شيطان السياسة.. ليعقد حاجبيه مع الابتسامة، ثم قال: «لا.. نحن سلاطين السياسة.. وأهم ما لدينا أننا لا نتدخل أبداً فى شئون الآخرين، ولو تدخل أحد فى شئوننا نرد عليه عبر كافة الوسائط، وبلا حرج».
وما بين الموقفين.. هذا أؤيده، وذاك أحترمه.
التأييد - فى وجهة نظرى المتواضعة - يحدو فى طريقين، أولهما: ضرورة التوصل لآلية ملموسة تستخدم فيها الدولة كافة الوسائل المشروعة وغيرها، لتمنع كافة وسائل الإعلام المعادية من التجريح فى مصر والخوض فى كذب يهواه قطيع الإرهابيين من المتلقين - وهؤلاء لن نهتم بهم فلن يتغيروا -، أما من نهواهم فهم الأشقاء فى جميع البلدان الذين تصل إليهم صورة مصر الجديدة ملوثة، وللأسف يلجئون إلى هذا الإعلام المغرض ظناً منهم أنه الأكفأ ويكونون صورة خاطئة عن مصرنا، وفى تلك الصورة «يعمهون».. فعلينا محاربة هذا التكوين، إما بالهجوم المضاد المستند إلى أدلة واعية فقط، أو بالمنع بكافة السبل.
أما الطريق الثانى: فإن معركتنا الحالية معركة وعى فى الداخل والخارج، وتُحسن القيادة السياسية إدارتها بكل كفاءة.
وذاك المسئول الذى احترمته، قادنى يقيناً إلى احترام سياسة مصر الجديدة فى أنها لا تتدخل فى شئون الآخرين.. ولكن قطيعاً يتدخل فى شئونناً بعضهم نستخدم معه الدبلوماسية الناجحة بعيداً عن الأضواء، والبعض نقابله بالإعلام واحتمال الفلاح فى كل حالاته قد لا يصل للنسبة المطلوبة، وفى حالات كثيرة يكون التجاهل أفضل الردود وهنا النجاح الكامل فى عدم اهتزاز الأسود من النباح، ففعلياً قد يكون فى الكلام بعض الراحة وفى الصمت بعض الفضيلة.