بتكلفة ٢٠٠ مليار جنيه حتى الآن..

صور.. مصر تحارب الفقر المائي بتكنولوجيا تحلية مياه البحر

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


تبذل الدولة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى جهودا جبارة لتوفير احتياجات المواطنين والتوسع العمرانى والتنمية فى كل شبر على أرض مصر.. وكان إنشاء العشرات من محطات تحلية مياه البحر بالمدن الساحلية بعد وضع خطة متكاملة منذ عام ٢٠١٤.. فقد تم إنشاء محطات فى شمال وجنوب سيناء والغردقة ومطروح وهناك أخرى فى طور الانشاء وأننا كما قال الرئيس السيسى نتحدث عن ١٫٥ مليون متر مكعب يوميا والتى تبلغ تكلفتها حتى الان ٢٠٠ مليار جنيه والمتوقع أن تصل ٣٠٠ مليار العام القادم.

مليار جنيه لأكبر محطة تحلية بأفريقيا تنتج ٨٠ ألف متر مكعب يومياً

عانت مدينة الغردقة منذ نشأتها فقرًا مائيًا، إذ كانت تعتمد على ضخ مياه النيل عبر خطى قنا والكريمات، حتى تم افتتاح محطة اليسر فى 2016، لتكون أكبر محطة تحلية بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، باستخدام تقنية الـ «O.R» للمرة الأولى على مستوى دول شمال أفريقيا.
افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى، المحطة بتكلفة إنشاء تخطت المليار جنيه، وطاقة إنتاجية ٨٠ ألف م3 من المياه يوميًا، لتكون أكبر محطة تحلية فى المنطقة وإفريقيا وتنجح فى سد عجز مياه الشرب بالمدينة والتى وصلت الى 50%، إذ تصل رحلة مياه الشرب من نهر النيل للغردقة ما بين 220 كيلو متراً فى خط «سفاجا/ قنا»، و500 كيلو متر من الكريمات للغردقة، ولا تكفى هذه المياه احتياجات المواطنين والقطاع السياحى، غير أن المحطة الجديدة ستقضى على السوق السوداء لمياه الشرب.
واكد المهندس احمد كمال مرعى مدير محطة اليسر لتحلية مياه البحر أن المحطة تعمل على ضخ المياه للمواطنين طوال اليوم، لأول مرة فى تاريخ المحافظة، بعد أن كانت تعتمد طوال السنوات الماضية على الخزانات، ونظام المناوبات فى ضخ المياه، وان هناك اتجاها لزيادة الطاقة الانتاجية لتوفير المياه لمدينة الغردقة والمناطق المجاورة، وفقا لدراسات استشارية فى المحافظات السياحية.
مواصفات عالمية
وأضاف، أن محطة اليسر تم تنفيذها على أعلى مستوى، طبقا للمواصفات العالمية لمحطات تحلية مياه البحر، وتتم على 3 مراحل، ويتم التخلص من جزيئات المياه المالحة بإلقائها فى البحر، ويتم توزيعها على بقعة واسعة، حتى لا تعود للمحطة مرة أخرى أثناء مرحلة التعبئة، لافتا إلى أن جميع المراحل تتم آليا، دون تدخل بشرى، حتى لا تكون هناك مساحة لتلوث المياه.
واوضح أن إنشاء محطة اليسر تم بتقنيات وطاقة إنتاجية كبيرة؛ لسد العجز فى مياه الشرب، وتمت إقامتها فى موقع محطة اليسر القديمة، التى أنشئت فى ثمانينيات القرن الماضى، ولم تتعد طاقتها الإنتاجية 3 آلاف متر مكعب، بينما الأعمال التى يتم تنفيذها فى المحطة، تتم وفق أحدث الأساليب العلمية فى هذا المجال، والذى يتمثل فى عملية التناضح العكسى «RO»، الذى يختلف عن الأساليب السابقة التى كانت تعتمد على عملية التبخير، وغلى المياه، وتكثيفها، غير أن الأسلوب الحديث يعتمد على عملية الفلترة للمياه عبر مراحل وتشغيلها.
وأشار إلى أن محطة اليسر هى ثانى محطة على مستوى الجمهورية، تعمل بنظام المعالجة النهائية «فلاتر الكالسيت»، ونظام حقن ثانى أكسيد الكربون، لمعالجة المياه طبقًا للمواصفات القياسية لوزارة الصحة؛ للحفاظ على جودة المياه، ومطابقتها لمنظمة الصحة العالمية، وتتكون المحطة من ثلاثة أجزاء، تبدأ بالمأخذ البحرى لنقل مياه البحر، عبر أنفاق تحت الأرض، لتصل إلى وحدة التحلية، التى ستعمل وفق أحدث النظم العالمية فى تحلية مياه البحر، وتنتج المياه الصالحة للشرب.
وقال، إن المحطة تعمل حاليًا بنصف طاقتها، وتضخ 40 ألف م3 يوميًا، لحين الانتهاء من أعمال الإنشاءات بمحطة الرفع بمنطقة الدهار، التى تكلفت حوالى 120 مليون جنيه، وعند الانتهاء منها، ستضخ المياه لمدة 24 ساعة يوميًا، لأول مرة فى تاريخ الغردقة.
وأوضح أن محطة اليسر مراقبة إلكترونيًا بالكامل؛ للحفاظ على المعدات وجودة المياه، وأن نظام التحكم بالمحطة، يتم من خلال شاشات المراقبة التى تعطى إشارة عند حدوث أى عطل فنى، فى أى مكان بالمحطة، مشيرًا إلى أنه مع بدء تشغيل محطة اليسر لتحلية مياه البحر، ستنتهى تمامًا أزمات نقص مياه الشرب بالغردقة.
محطات جديدة
من ناحيته أكد اللواء عبدالفتاح تمام سكرتير عام محافظة البحر الأحمر ان المحافظة بدأت فى التوسع فى انشاء محطات التحلية واحلال وتجديد شبكات المياه القديمة فمدينة الغردقة كانت تعتمد على خط مياه الكريمات فى الحصول على مياه الشرب والذى يوفر لها 50 الف متر مكعب لليوم وهو لا يكفى المدينة خاصة خلال فصل الصيف.
واضاف: من هنا كان التفكير لزيادة كميات المياه للقضاء على المشكلة باقامة محطة لتحلية مياه البحر لزيادة الطاقة الانتاجية للمياه حيث اصبحت السعة الاستيعابية للمحطة 80 الف متر معكب لليوم وهو الامر الذى يقضى على مشكلة المياه لسنوات قادمة.
واكد السكرتير العام ان الغردقة منذ نشأتها كانت تعانى فقرًا مائيًا، وتعتمد على ضخ مياه النيل عبر خطى قنا والكريمات، حتى تم بناء المحطة فى يناير 2015، وبدأ الإنتاج الفعلى فى سبتمبر 2016، بعد توجيهات الرئيس السيسى، بتوفير المياه فى المدينة على مدار الـ 24 ساعة، واوضح أن هناك اتجاها لزيادة عدد محطات تحلية المياه، وفقا لدراسات استشارية فى المحافظات السياحية والذى تم بالفعل البدء فى العديد منها.
من جانبة أكد المهندس يحيى صديق رئيس شركة مياه البحر الأحمر أن المحافظة شرعت فى انشاء عدد من محطات التحلية بمدن البحر الأحمر وذلك للتوسع فى ضخ مياه الشرب لتلك المدن والاعتماد كليا عليها بدلا من خط مياه قنا حيث ان هناك محطة تحلية مياه البحر بمدينة سفاجا بطاقة إنتاج يومى 6000م3/يوم، تصل تكلفتها إلى 45 مليون جنيه وتقوم بتغذية مدينة سفاجا بالكامل وجنوب الغردقة.
وأضاف ان مدينة القصير تتم خدمتها من خلال محطة لتحلية المياه، بطاقة إنتاجية قدرها 7500 متر مكعب من المياه المحلاة يوميًا، سوف تضاعف الى 25000 م3 يوميًا بخلاف 25 ألفا اخرى تاتى من خط مياه قنا-سفاجا.
11 محطة جديدة
واشار الى انه بخلاف محطتى سفاجا والقصير تم إنشاء 9 محطات تحلية بمدن حلايب بطاقة ١٥٠٠م٣ يوم ومحطة شلاتين القديمة بطاقة ٣٥٠٠ وجار رفع كفاءتها بالاضافة لمحطة التحلية الجديدة بطاقة ٣٠٠٠ م٣، ومرسى علم ٣ محطات الأولى ٣٠٠٠م٣ والثانية ١٥٠٠م٣ والثالثة ٦0٠٠م٣ وحماطة ٢0٠٠م٣ ومرسى جميلة ٢0٠٠ م3 وابورماد ١٥٠٠ م٣ وذلك لمضاعفة كميات المياه الخاصة بمحافظة البحر الأحمر، والتى وصلت إلى 210 آلاف م3/يوم خلال الأعوام الأربعة الأخيرة؛ موزعة على جميع مدن المحافظة.

مطروح ..  ١٠ محطات على الساحل الشمالى الغربى
أكد اللواء مجدى الغرابلى محافظ مطروح، أنه تم خلال السنوات الخمس الماضية  الاعتماد على محطات تحلية مياه البحر لزيادة مياه الشرب لمدينة مرسى مطروح والمدن الغربية بالمحافظة.
والمتمثلة فى مدن النجيلة وسيدى برانى والسلوم والتوسعات العمرانية بهم؛ حيث افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية  عبر الفيديو «كونفرانس» محطة الرميلة 1 محطة الرميلة 2 شرق مدينة مرسى مطروح بطاقة إنتاجية لكل محطة 24 ألف متر مكعب يوميًا.
وجار تشغيل محطة الرميلة ٣ شرق المدينة بطاقة إنتاجية ١٢ الف متر مكعب يوميا بتكلفة إجمالية ٢٠٠ مليون جنيه بالإضافة إلى تشغيل محطة باجوش شرق مدينة مرسى مطروح بحوالى ٤٥ كيلو بطاقة إنتاجية ٢٤ الف متر مكعب يوميا لخدمة القرى والتجمعات الصحراوية شرق المدينة فى المنطقة الواقعة مابين قرية رأس الحكمة وحتى قرية سيدى حنيش .
وأضاف المحافظ أنه من المقرر الانتهاء من محطة تحلية مياه الضبعة بالساحل الشمالى بطاقة إنتاجية ٤٠ الف متر مكعب وبتكلفة إجمالية بلغت مليارا  ونصف المليار جنيه وتسليمها فى منتصف ديسمبر من العام الحالى وسوف تغذى المحطة مدينة الضبعة والتجمعات السكنية المتاخمة للمحطة النووية بمياه الشرب، وتلبى جميع الاحتياجات المتزايدة لمياه الشرب بها.
ومن جانبه أكد د. ابراهيم خالد رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحى أنه تم تنفيذ عدد من محطات التحلية غرب مدينة مرسى مطروح من بينها محطة تحلية مياه كليوباترا بطاقة إنتاجية ٥٥٠٠ ألف متر مكعب يوميا ومحطة بمدينة النجيلة بطاقة الف متر مكعب يوميا ومحطة بمدينة سيدى برانى بطاقة ٤٥٠٠ الف متر مكعب يوميا وأخرى بمدينة السلوم بطاقة ٣٥٠٠ متر مكعب يوميا مشيرا إلى الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى من أكبر محطة تحلية بمدينة العلمين الجديدة بطاقة ٥٠ الف متر مكعب يوميا كمرحلة أولى لتصل إلى ١٥٠ الف متر مكعب يوميا.. وأشار إن المحافظ اللواء مجدى الغرابلى وافق على إنشاء محطة تحلية مياه البحر بمدينة النجيلة بطاقة 5 آلاف م3 يوميًا قابلة للتوسع حتى 10 آلاف م3/ يوم بتكلفة 150 مليون جنيه لانتظام مياه الشرب بالمدينة وضواحيها والتوسعات العمرانية بها والقرى والتجمعات السكانية التابعة لها.

بورسعيد ..  محطتان بطاقة ٢١٠ آلاف متر مكعب يوميا
تمتلك بورسعيد شاطئا يمتد على طول البحر المتوسط يصل إلى أكثر من ٣٠ كيلو مترا واتجهت الأنظار مؤخرا الى استثمار مياه البحر فى تغذية مشروعات المحافظة بالمياه بعد تحليتها لتغطية التوسعات المنتظرة فى المشروعات المتعددة خاصة مشروع شرق بورسعيد العملاق وأول مدينة مليونية بسيناء والمشروعات التى اقتحمت منطقة الشاطئ الغربى للمحافظة لأول مرة فى تاريخها.. من جانبه أكد المحافظ اللواء عادل الغضبان ان المحافظة تعتمد على ترعة الإسماعيلية فى تغذيتها بالمياه وكذلك خط مياه قادم من منطقة العدلية بدمياط يخدم غرب بورسعيد ولكن طاقة المياه الحالية لن تغطى احتياجات المنطقتين من المياه المياه ولذلك كان اتجاه الدولة بالاعتماد على محطات تحلية مياه البحر المتوسط.. ومع اقتراب افتتاح مشروعات ضخمة بالمحافظة ومدن جديدة تم البدء فى إنشاء أكبر محطة تحلية على شاطئ البحر المتوسط تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بطاقة ١٥٠ ألف متر مكعب يوميا وستكون جاهزة لاستيعاب ٢٥٠ ألف متر مكعب يوميا وهى طاقة تغطى مشروعات المنطقة والتوسعات المستقبلية بها الى أكثر من ربع قرن قادم وأضاف أنه يتم تنفيذ محطة أخرى للتحلية بمنطقة غرب بورسعيد بطاقة ٤٠ ألف متر مكعب يوميا قابلة للزيادة حتى ٦٠ ألف متر باستثمارات ٤٠٠ مليون جنيه تحت إشراف الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى وبلغت نسبة التنفيذ ٣٠٪ وفقا للمخطط المقرر.

الشركة القابضة: ٦٣ محطة تنتج ٨٠٠ ألف متر مكعب يومياً وخطة حتى ٢٠٣٧

أكد المهندس ممدوح رسلان رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، أن كمية المياه المُنتجة فى مصر وصلت حالياً لـ30.1 مليون مترمكعب فى اليوم على مستوى الجمهورية يتم ضخها عبر شبكات مياه بأطوال 163 ألف كم لتغطى 98 % من عدد السكان ويمثل نهر النيل المصدر الأساسى للمياه  بحوالى 85% بينما المياه الارتوازية تأتى فى المرتبة الثانية وأخيرا تحلية مياه البحر وتمثل 2.4% من كمية المياه المُنتجة ونظرا لخطورة المرحلة المقبلة وهو ما أشار إليه الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة لذا كان لزاما على الحكومة اتباع طرق جديدة لتوفير مصادر بديلة للمياه  ولأن مخزون المياه الارتوازية ثابت بل ويتعرض للفقدان بسبب عوامل الطبيعة حيث يعتبر رصيداً لكل المصريين فى المستقبل؛ فالحل الأول لنا هو الاعتماد على مياه البحار لتحليتها وتحويلها لمياه صالحة للشرب وخاصة فى المدن الساحلية والحدودية التى بعضها يعتمد على خطوط قادمة من نهر النيل يصل طولها لـ 400 كم لتوفير مياه الشرب لهذه المحافظات.
وأوضح رئيس الشركة القابضة أن هناك 63 محطة تحلية مياه بحر فى مصر حتى الآن تنتج حوالى 800 ألف متر مكعب مياه محلاة يوميا من أصل 30 مليون متر مكعب يتم انتاجها يوميا ومن بين هذه المحطات 44 محطة تديرها وتشغلها الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى وتتوزع هذه المحطات على 6 محافظات هى مرسى مطروح والبحر الأحمر وشمال وجنوب سيناء والإسماعيلية والسويس وتعد محطة اليسر فى الغردقة إحدى أكبر محطات التحلية فى مصر بطاقة 80 ألف متر مكعب يوميا حيث تعد هذه الكمية كبيرة بالنسبة لمحطات التحلية مقارنة بالمحطات السطحية، وأشار إلى أن هناك خطة للتوسع فى هذه المحطات منها محطات جار تنفيذها لتنتهى فى 2020 أى العام المقبل بطاقة 328 ألف متر مكعب بجانب 16 محطة ضمن الخطة العاجلة حتى عام 2022 بمحافظات (مطروح - البحر الأحمر - شمال سيناء - جنوب سيناء - كفر الشيخ) بطاقة إجمالية 671 ألف متر مكعب فى اليوم بتكلفة 13.327 مليار جنيه بينما من 2022 - 2027 فمن المقرر إدخال كميات من المياه المحلاة على الشبكة العامة بطاقة 605 آلاف متر مكعب وأخيرا من 2027 - 2037 فمن المقرر دخول 310 آلاف متر مكعب يوميا ليصل بذلك إجمالى الطاقات المنتجة من تحلية مياه البحر حتى 2037 إلى 2.7 مليون متر مكعب يوميا.
وأشار المهندس ممدوح رسلان،إلى أنه على الرغم من التكلفة العالية لانتاج المياه المحلاة مقارنة بالمياه السطحية من حيث تكلفة التنفيذ والتشغيل والصيانة إلا أنه يتم تقديمها للمواطن بسعر المياه العادية دون زيادة فإذا كانت تكلفة انتاج متر المياه السطحية يبلغ 2.6 جنيه فإن تكلفة المياه المحلاة تصل لأضعاف ذلك ولكن لا يتم تحميل أى تكلفة زيادة على المواطنين، وأوضح أن هناك العديد من التكنولوجيات المستخدمة فى تحلية مياه البحر وموجودة فى مصر ولكن باتت تكلفتها أقل بكثير من السنوات الماضية مع تقدم التقنيات والتكنولوجيات الموفرة.
 وأشار إلى أنه تم اعداد خارطة طريق مستقبل تحلية المياه بمصر عام 2011 بواسطة مجلس علوم المياه بأكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا تستهدف وضع تصور شامل لسبل وآليات مشاركة المياه المحلاة فى تقليل الفجوة المائية فى مصر باعتبارها أحد الحلول الواعدة وتم تحديث خارطة التحلية عام 2017 لتغطية عدد من الأهداف.
وأكد د. أحمد معوض نائب رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، أن نسبة تغطية مياه الشرب فى مصر تصل إلى 98% وعدد محطات ومواقع مياه الشرب فى أنحاء الجمهورية 2726 وأطوال الشبكات الناقلة للمياه 166 ألف كم فى كل المحافظات الجمهورية ويبلغ إجمالى انتاج المياه المحلاة حاليا 800 ألف متر مكعب يوميا بنسبة 2.4%، وأشار إلى أن الدولة تتجه إلى التوسع فى إنشاء محطات تحلية مياه البحر بالمحافظات الساحلية كمطروح والبحر الأحمر وشمال وجنوب سيناء وتوجيه البحث العلمى نحو موضوعات كتخفيض تكاليف التشغيل والصيانة وتشكيل تحالف قومى بقيادة مركز بحوث الصحراء الذى يجمع العديد من الجهات البحثية لتصنيع مكونات محطات التحلية الرئيسية والاتجاه إلى مرحلة توطين صناعة التحلية فى مصر، وأوضح أنه سيتم الاستمرار فى تنفيذ مخطط التوسع فى المحطات حتى سنة الهدف عام 2037 ليبلغ إجمالى طاقات محطات التحلية بالشركات التابعة للشركة القابضة حوالى 2.7 مليون متر مكعب يوميا.
وأوضح د. رفعت عبد الوهاب استشارى قطاع البحوث والتطوير بالشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، أن توفير المياه من أكبر التحديات الحالية التى تواجه دول العالم أجمع والتى يجب توجيه الجهود وتكثيف الأبحاث العلمية فى هذا المجال لمجابهة الفجوة المائية التى تتسع مع الزيادة السكانية المطردة، وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية تتصدر دول العالم فى مجال التحلية فتنتج ما يقرب من 18 % من الانتاج العالمى للمياه المحلاة، وأوضح أن الدول العربية تستخدم  أكثر من ٥٠% من المياه المحلاة فى العالم مما يعنى أنها صناعة استراتيجية للشعوب العربية.
كما أكدت وزارة الرى والموارد المائية، أنه إذا كانت الدول العربية تقع فى حزام المناطق الصحراوية والتى يقل فيها معدل الأمطار عن ١٠٠ ملم فإن مصر معدل المطر بها صفر، وأشار إلى أننا نعانى نقص ٩٠٪ من مواردنا المائية المتجددة ولكن نعوضه بـ ٥٧٪ عبارة عن مياه افتراضية ممثلة فى سلع غذائية وغيرها إلا أن مصر تعيد استخدام ٣٣٪ من المياه المنتجة وسوف تصل النسبة لـ ٤٠٪  لنصبح أكبر دولة فى العالم فى إعادة استخدام مواردها المائية كما أن هناك استثمارات بـ ٦٥ مليار جنيه بقطاع مياه الشرب والصرف الصحى، معلنة عن خطة قومية لتوفير مصادر المياه ورفع كفاءتها بـ ٥٠ مليار دولار منها تحويل كل المحافظات الساحلية للاعتماد على التحلية حتى من يصل إليها نهر النيل إن أمكن.

شمال سيناء..  غرب العريش لتنمية منطقة الوسط
تشهد محافظة شمال سيناء طفرة غير مسبوقة فى قطاع مياه الشرب تتمثل فى نصيب المحافظة من مياه النيل الى جانب منظومة محطات تحلية مياه البحر والتى تساهم فى القضاء على نظام المناوبة فى توزيع المياه على الأحياء والمناطق والتجمعات بالمحافظة.
ويؤكد المحافظ اللواء الدكتور محمد عبد الفضيل شوشة، أن الفترة القادمة ستشهد إنشاء أكبر محطة للتحلية فى الشرق الأوسط باستثمارات 1.6 مليار جنيه وستقام فى منطقة غرب العريش على مرحلتين الاولى بطاقة 100 ألف م3 يومياً تزداد إلى 200 ألف م3 يوميا كمرحلة ثانية؛ لتنمية منطقة وسط سيناء وتغذيتها بالمياه وتخدم 750 ألف نسمة بعد الانتهاء منها فى 2021.
وأضاف محافظ شمال سيناء أن الدولة مهتمة كثيرا بتوفير مياه الشرب للمواطنين بمختلف مراكز ومدن المحافظة، وأنه تم افتتاح محطتين لتحلية مياه البحر فى المساعيد بالعريش بسعة 5 آلاف م3 لكل منهما، إلى جانب افتتاح محطة لتحلية مياه الآبار فى منطقة أبو الجلود التابعة لقرية قاطية مركز بئر العبد بطاقة 250 م3 من المياه يوميا.
وأشار المحافظ الى أنه جار إنشاء محطة جديدة لتحلية المياه فى بئر العبد بطاقة 60 ألف م3 يومياً، لتلبية احتياجات المواطنين بمدينة بئر العبد الجديدة، علاوة على توفير احتياجات المنطقة الصناعية ببئر العبد ومتطلبات المشروعات والصناعات الجارى إقامتها والتوسعات المستقبلية.
وأوضح شوشة أنه يجرى إنشاء محطة رافع كرم أبو نجيلة بالعريش بطاقة 7 آلاف م3 يوميا ، ومحطة تحلية المياه بأبى صقل بالعريش بطاقة 10 آلاف م3 يوميا، ومحطة لتحلية المياه فى منطقة السكادرة بالشيخ زويد بطاقة إنتاجية 5 آلاف م3 يومياً وجار توسعة محطة تحلية الشيخ زويد لتصبح طاقتها 10 آلاف متر مكعب بدلا من 5000 متر مكعب لتوفر تلك المحطات 25 ألف متر مكعب يوميا من المياه لسد احتياجات المواطنين والقضاء على مشاكل نقص المياه ، وبذلك تتضاعف كمية المياه من 25 ألفا الى 50 ألف متر مكعب بانتهاء محطات النجلية.
ولفت المحافظ الى أنه سيتم تنفيذ المحطات باستخدام أحدث التقنيات التكنولوجية العالمية فى مجال تحلية المياه لإنتاج مياه تتميز بجودة عالية طبقا لمعايير منظمة الصحة العالمية لمياه الشرب بما  يضمن حصول المواطنين على مياه صالحة للشرب بجودة عالية، إضافة إلى حماية خطوط المياه من التآكل والتلف، ما يوفر على المدى البعيد فى تكاليف وإجراءات الصيانة الدورية لعناصر البنية التحتية للمشروع، إلى جانب استخدام أحدث التقنيات لتوفير استهلاك الطاقة.
وأشار شوشة الى ان  المحطة تعد  محاولة للحفاظ على مخزون المياه الجوفية وعدم إهداره قدر المستطاع ،  خاصة ان  منطقة شمال سيناء تعتمد بشكل أساسي، ومنذ زمن بعيد، على المياه الجوفية فى مختلف الأنشطة اليومية.


جنوب سيناء..  من رأس سدر إلى طابا لخدمة التوسع العمرانى
تتوسع محافظة جنوب سيناء فى انشاء محطات تحلية مياه البحر لحل أزمة ندرة المياه بها نظراً للتوسع العمرانى والسكانى الذى تشهده المحافظة فى الآونة الأخيرة وتعتبر محطات التحلية خطوة جديدة فى مجال التنمية خاصة بعد افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسى محطة تحلية المياه بمدينة طابا بطاقة 1500 م/3 يومياً والتى أشرفت القوات المسلحة على انشائها بتكلفة حوالى 12 مليون جنيه.
وأوضح المحافظ خالد فودة أن طاقة محطة تحلية المياه بمدينة طابا تتناسب مع المدينة والتى لا تتعدى مساحتها كيلو مترا مربعا حوالى 509 أفدنة وتعداد سكانها حوالى 3000 نسمة وتضم محطة المياه مكبسا بحريا وخزان مياه مالحة 200 متر ووحدة التحلية RO.
وأضاف المحافظ أنه تم افتتاح محطة تحلية بمدينة الطور وزيادة طاقتها من 10 آلاف/م3 يوميا الى 30 ألف /م3 يومياً بتكلفة تصل الى حوالى 330 مليون جنيه وذلك لسد متطلبات الوحدات السكنية الجديدة من المياه والتوسع العمرانى الذى تشهده مدينة طور سيناء عاصمة المحافظة والتى يقطن بها اكثر من 40 الف نسمة.
وقال المحافظ ان هناك 4 محطات تحلية اخرى تقوم القوات المسلحة بإنشائها بمدن رأس سدر وأبو زنيمة ودهب ونويبع بطاقة 10 آلاف م/3 يومياً لكل محطة وذلك لخدمة احتياجات تلك المدن من المياه ولخدمة المنطقة الصناعية بأبو زنيمة.
وتحدثت « الأخبار « مع عدد من أهالى جنوب سيناء عما تم تنفيذه من انشاء عدد من محطات التحلية بالمحافظة وتطوير التجمعات الحالية.
وقال احمد اللقانى محام ان تكليف القوات المسلحة بإنهاء المشروعات العملاقة بالمحافظة ساهم بشكل كبير فى انجاز تلك المشروعات فى وقت قصير وهذا ما نعهده فى قواتنا المسلحة وبات ذلك فى مشروعات انشاء محطات التحلية بعدد من مدن المحافظة.
وأضاف اللقانى ان ما تم إنجازه من مشروعات على ارض جنوب سيناء فى عهد الرئيس السيسى لم تشهده المحافظة منذ سنوات سواء فى مشروعات الاسكان او التعليم والمياه والصرف الصحى.
ووافقته الرأى ناعسة ابراهيم رئيس جمعية المرأة البدوية للتراث والتنمية المستدامة التى تقول ان المواطن السيناوى فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى شهد تنمية ملموسة وواضحة فى كافة القطاعات من طرق واسكان وتعليم وخاصة انشاء محطات التحلية والاهتمام بتنمية التجمعات البدوية فإنشاء محطة تحلية برأس سدر بطاقة 10000م/3 يوميا توفر المياه للمدينة وللتجمعات البدوية المرتبطة بها وقضت على أزمات المياه للأبد.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي